البطريرك الراعي يُحذّر من إجراء مقايضة بين تفجيرِ المرفأ وأحداث الطيّونة
آخر تحديث GMT20:55:44
 لبنان اليوم -

البطريرك الراعي يُحذّر من إجراء مقايضة بين تفجيرِ المرفأ وأحداث الطيّونة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - البطريرك الراعي يُحذّر من إجراء مقايضة بين تفجيرِ المرفأ وأحداث الطيّونة

البطريرك مار بشارة بطرس الراعي
بيروت ـ لبنان اليوم

أكّد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أنّ "القضاء هو علاج الأحداث لا المسببّ لها، قائلاً: "لا نقْبل، ونحن المؤمنين بالعدالةِ، أن يتحوّل من دافع عن كرامته وأمنِ بيئتِه لقمة سائغةً ومكسر عصا. هؤلاء، مع غيرِهم، حافظوا على لبنان وقدّموا في سبيل وِحددته وسيادتِه ألوفَ الشهداء. نريد عدلًا في السويّةِ والرعيّة ولا ظلمًا في أي مكان".
جاء ذلك في عظته التي ألقاها في افتتاح مسيرة سينودس الأساقفة على مستوى الكنيسة المارونيّة، حيث قال: "السير معاً هو تعبير آخر لمعنى لبنان الذي هو العيش معاً الذي يقتضي أن يسير جميع اللبنانيّين إلى هدف مشترك ومصير مشترك على مبدأ القانون والأخوّة، لا على مبدأ الفوضى والثأر والعداء".
وأضاف: "يشكو لبنان اليوم من غياب دولةِ القانون، من التضامنِ المجتمعيّ، من انحدارِ مستوى التخاطبِ السياسيِّ. من تدنّي القيم، من إخضاعِ العدالةِ للنافذين، من أخْذِ البريءِ وتَحييدِ المذنِبين، من ارتفاعِ نسبةِ الأحقادِ بين المسؤولين رغم المحبّةِ التي تَجمَعُ الشعب. كان يجدرُ بالمسؤولين السياسيّين في الدولةِ والحكومةِ أن يَستدركوا أحداثَ الغبيرة - عين الرمانة الأليمةَ عوضَ تركِها تَصل إلى المستوى المسلّح الذّي أوقع قتلى وجرحى وخسائر ماديّة في المنازل والمتاجر والسيّارات هي من جنى العمر. ولذلك إنّ مسؤوليّةَ ما جرى تَتحمّلُه الدولةُ أصالةً".
وتابع: "من المؤسف أنَّ مواقفَ بعضِ القوى تُهدِّدُ مصلحةَ لبنان ووِحدتَه، وتعطّل مسيرة الدولة ومؤسّساتها ودستورَها واستحقاقاتِها الديمقراطيّةَ وقضاءَها، ويحوِّرون دورَ لبنان وهُوِيّتَه ورسالتَه، ويَمنعونَ شعبَه من الحياةِ الطبيعيّة" لافتاً إلى أن " جميع المغامراتِ سَقطت في لبنان، ولو ظنَّ أصحابُها، في بعضِ مراحلِها، أنّها قابلةُ النجاح. ليس لبنان مغامرةً، بل هو رهانٌ على السير معًا بإخلاص. وإذْ توافقْنا على السيرِ معًا في ظلٍّ نظامٍ ديمقراطيِّ، يَجدر بنا أن نمارسَ الديمقراطيّةَ باحترامِ استحقاقاتِها الانتخابيّة. لذا، إنَّ اللبنانيّين، التائقين إلى التغيير، يَتمسّكون بإجراِء الانتخاباتِ في مواعيدها ويَرفضون تأجيلَها تحت أيِّ ذريعةٍ كانت".
وأردف: "السير معًا يقتضي عدالةً تحمي الحقوق والواجبات بالمساواة بين المواطنين. والعدالة هي ضمانة النظام الديمقراطيّ. إنّ الدولة بشرعيّتها ومؤسّساتها وقضائها مدعوّةٌ إلى حمايةِ شعبِها ومنعِ التعدّي عليه، إلى التصرّفِ بحكمةٍ وعدالةٍ وحياديّة، فلا تورِّطُ القضاءَ وتُعرِّضَ السلمَ الأهليَّ للخطر إذ أنَّ الظلمَ يولِّدُ القهرَ، والقهرُ يولِّدُ الانفجار. إنّ القضاءِ هو علاجُ الأحداثِ لا المسببّ لها. لا نَقْبلُ، ونحن المؤمنين بالعدالةِ، أن يَتحوّلَ من دافعَ عن كرامتِه وأمنِ بيئتِه لُقمةً سائغةً ومَكسرَ عصا. هؤلاء، مع غيرِهم، حافظوا على لبنانَ وقدّموا في سبيلِ وِحدتِه وسيادتِه ألوفَ الشهداء. نريد عدلًا في السويّةِ والرعيّة ولا ظلمًا في أي مكان. ابتَعِدوا عن نيرانِ الفتنة. نحن لا نريد دولة سائبة. وحده "السير معًا" بروح المجمعيّة المسؤولة، والإصغاء المتبادل والتمييز المشترك يحفظ شرعيّة الدولة وسيادتها الداخليّة والخارجيّة".
وقال: "موقفُنا هذا هو دفاعٌ عن الحقيقةِ والمواطنين الآمِنين في جميع المناطق المتضرِّرة. ونتمنى أن يَحترمَ التحقيقُ مع الموقوفين حقوقَ الإنسانِ بعيدًا عن الترهيبِ والترغيبِ وما شابه. لا نريد تبرئةَ مذنِبٍ ولا اتّهامَ بريء. لذلك، لا بد من تركِ العدالةِ تأخذُ مجراها في أجواءَ طبيعيّةٍ ومحايدَةٍ ونزيهةٍ. ونَحرِصُ على أن تَشمُلَ التحقيقاتُ جميعَ الأطرافِ لا طرفًا واحدًا كأنّه هو المسؤولُ عن الأحداث. إنّ الجميعَ تحتَ القانون حين يكون القانونُ فوق الجميع. لا حياةَ مشتركَةَ خارجَ مفهومِ العدالةِ والسلام. إن اللبنانيّين توّاقون إلى الحياة السعيدةِ والهدوء لأنّهم تعبوا كفاية، وإلى السيادةِ لأنّهم تعرّضوا للاحتلال، وإلى الحضارةِ لأنَها ملازِمةُ وجودِهم. أنْ نسير معًا هو أن يكونَ اللهُ رفيقَنا في المشوارِ اللبنانيّ. لذا، لا نَدع أعينَنا تُمسَكُ عن معرفةِ الله حين يُرافقُنا. إنَّ الحياةَ من دونِ شراكةٍ هي خطأٌ وجوديّ. في شراكتِنا لا تسألوا عن الانتماءِ الفكريِّ والحزبيِّ والسياسي للآخَر، بل عن انتمائِه الأخلاقيِّ والوطنيّ. إذ حين تلتقي الأخلاقُ والوطنيّةُ تنتصرُ الوحدة".
وشدد على أن "أحداث الطيّونة - عين الرمانة على خطورتها لا يمكن أن تَحجبَ التحقيقَ في تفجير مرفأِ بيروت. فلا يمكن أن ننسى أكبرَ تفجيرٍ غير نوويٍّ في التاريخ، ودمارَ بيروت، والضحايا التي تفوق المئتين، والمصابين الستةَ ألاف، ومئات العائلات المشرّدة. إنّنا نحذّر من محاولةِ إجراءِ مقايضةٍ بين تفجيرِ المرفأِ وأحداثِ الطيّونة- عين الرمانة. فمواصلةَ التحقيق في تفجيرِ المرفأ يبقى عنوانَ العدالةِ التي بدونها لا طمأنينة. إنّنا نسعى منذ وجودِنا الدُستوريُّ إلى أن نخرجَ من الروحِ العشائريّةِ لا إلى البقاءِ فيها أو العودةِ إليها. نريد كلمةَ الحقِّ من خلالِ العدالة. شعبنا ليس شعبًا ينتقم،، بل شعبٌ مقاوِم. جميعُ الّذين حاولوا قهرَ هذا الشعبِ واحتلالَ الأرض والتعدّي على الكراماتِ، تصدى لهم شعبُ لبنان ورَسمَ بتضحياته كلماتِ السيادةِ والعنفوان".

قد يهمك ايضا:

التفاؤل بعد لقاء ميشال عون وسعد الحريري ينعش "الليرة"

لم يكن لدى الحريري اي خيار في المهلة التي أعطيت للاثنين

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطريرك الراعي يُحذّر من إجراء مقايضة بين تفجيرِ المرفأ وأحداث الطيّونة البطريرك الراعي يُحذّر من إجراء مقايضة بين تفجيرِ المرفأ وأحداث الطيّونة



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 20:37 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

هالاند يحطم رقم رونالدو ويواصل التهديف في البريميرليغ
 لبنان اليوم - هالاند يحطم رقم رونالدو ويواصل التهديف في البريميرليغ

GMT 20:40 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا
 لبنان اليوم - الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا

GMT 20:31 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين
 لبنان اليوم - تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 09:53 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 08:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات تمنح منزلك الدفء وتجعله أكثر راحة

GMT 21:19 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة الطليعة" تعاقب اللاعبين بعد تدهور النتائج"

GMT 02:55 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أندية الأردن في أزمة كبيرة بسبب ملاعب التدريب

GMT 07:25 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

توقعات برج العقرب لعام 2024 من ماغي فرح

GMT 17:55 2023 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الباركيه في غرف النوم يمنحها الدفء والجاذبية

GMT 17:06 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

جنيفر ميتكالف ترتدي جاكت دون ملابس داخليه

GMT 15:16 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

قرداحي استقبل السفير التونسي وجرى البحث في الاوضاع العامة

GMT 17:29 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تصميمات Lanvin من وحي الخيال

GMT 11:27 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

جاستين بيبر يستقبل عام 2021 بتحوله لـ"ملاكم" في كليب "Anyone"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon