«القوات» تحجب الثقة دستورياً والنــاس تحجبها سياسياً
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

«القوات» تحجب الثقة دستورياً والنــاس تحجبها سياسياً

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - «القوات» تحجب الثقة دستورياً والنــاس تحجبها سياسياً

الدكتور سمير جعجع
بيروت - لبنان اليوم

منذ انتفاضة 17 تشرين، كانت العين دائماً على «القوات اللبنانية». إذ لا يختلف اثنان انّ «القوات»، ومن دون سابق تصور وتصميم، كانت عصب الانتفاضة ومدماكاً في نجاحها منذ انطلاقتها لسبب فكري عقائدي جماعي قبل أي شيء آخر.

منذ اجتماع 2 أيلول 2019، بدأت «القوات» انتفاضتها على الحكم وأركان السلطة، الذين أوصلوا البلد الى ما وصل إليه، يوم نادى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع بتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، وخروج كل الطاقم السياسي منها.

تماهت «القوات» مع الانتفاضة منذ انطلاقتها، من أجلها كانت اول من انسحب من الحكومة. ورفضت لاحقاً تسمية الرئيس سعد الحريري. وقاطعت أول جلسة حدّدها رئيس المجلس نبيه بري لإمرار الموازنة، وامتنعت عن حضور جلسة الموازنة الأسبوع الماضي أيضاً. وهي لا تزال مصرّة على انّ الحلّ يكمن بحكومة اختصاصيين مستقلّين غير تابعين لأحزاب وسياسيين.

وامام استحقاق منح الثقة لحكومة حسان دياب الأسبوع المقبل، اكّد جعجع عدم منح الثقة للحكومة. وتؤكّد «القوات» تماهيها التام مع قواعدها والشارع التي هي جزء منه، لتطمئنهم إلى انّها أيضاً انتفاضة في السلطتين التنفيذية والتشريعية. وإنّ الحملة على الفساد التي يقودها الشارع يجب ان توازيها حملات من داخل السلطة، والمؤتمر الأخير للنائب أنطوان حبشي يُنذر بأنّ الحرب على الفساد فُتحت، ولا استثناء لأحد.

انطلاقاً من هذا الواقع، تقول مصادر «القوات اللبنانية»، انّها ستشارك في جلسة الثقة انطلاقاً من الاعتبارات الآتية:

- أولا، تختلف جلسة الثقة عن جلسة إقرار قانون العفو او الموازنة، وتندرج في سياق مسار دستوري بدأ مع استشارات التكليف واستُكمل مع استشارات التأليف وينتهي مع جلسة الثقة، وبالتالي لا يمكنها ان تتغيّب عن مسار دستوري وجلسة تشريعية.

 - ثانياً، لا ترى «القوات» اي تناقض بين موقفها من تحت قبة البرلمان وبين موقف الناس في الشارع، بل ترى على العكس مشهداً تكاملياً من داخل المؤسسات وخارجها.

- ثالثاً، الناس فوضّت إلى «القوات اللبنانية» في الانتخابات الأخيرة الكلام باسمها، وهذه الوكالة غير قابلة للعزل إلّا في انتخابات مبكرة أو في توقيتها. وفي الانتظار لن تتخلّى «القوات» عن دورها الوطني والمجلسي والمؤسساتي، كما لن تتخلّى عن دورها إلى جانب الناس في كل ساحات النضال السلمي، سعياً لإخراج لبنان من أزمته المالية.

 - رابعاً، التركيز الأساس لدى الناس كان ولا يزال حول شكل الحكومة وطبيعتها، وذلك من استقالة السابقة إلى تشكيل اللاحقة على أساس حكومة اختصاصيين مستقلين، ولا حاجة للتذكير، أنّ «القوات» كانت السبّاقة على هذا المستوى بالدعوة إلى حكومة من هذا النوع في اجتماع بعبدا الاقتصادي الذي ضمّ إلى الرؤساء الثلاثة رؤساء الأحزاب. ومن هذا المنطلق المشاركة في الجلسة ضرورية للتعبير باسم الناس الموجودين في الشارع وفي منازلهم عن خطيئة عدم تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلّين تشكّل وحدها المعبر إلى إنقاذ لبنان.

 - خامساً، انّ «القوات» حريصة دائماً على أن تكون صوت الناس الساعين إلى التغيير ضمن المؤسسات والأنظمة المرعية، وهنا بالذات تكمن أهمية المزاوجة بين ضغط الناس في الشارع وضغط «القوات» وغيرها من داخل المؤسسات، بغية تحقيق الأهداف المنشودة.

 - سادساً، تعتبر «القوات» انّ مشاركتها في جلسة الثقة هي حلقة من حلقات توزيع الأدوار بينها وبين الناس، الذين سيعبِّرون في الشارع عن موقفهم، فيما هي ستكون صوت الناس في البرلمان.

 - سابعاً، لن تمنح «القوات» الثقة للحكومة داخل المجلس، وهذا دورها الطبيعي. كما انّ الناس لن يمنحوا هذه الحكومة الثقة في الشارع، وهذا دورهم الطبيعي أيضاً. ولكن لا «القوات» ولا الناس في وارد الانقلاب على المؤسسات والمسار الدستوري، خصوصاً انّ المطروح اليوم هو شرعية الحكومة لا شرعية مجلس النواب.

- ثامناً، انّ «القوات» ستكون السبّاقة إلى انتخابات نيابية مبكرة وفق القانون النافذ، لأنّ كل من يفتح النقاش في تغيير القانون لا يريد الانتخابات المبكرة، فيما هي مع الناس من أجل انتخابات مبكرة تؤدي إلى التغيير عبر صناديق الاقتراع والمسار الدستوري.

 - تاسعاً، تعتبر «القوات» انّ الأولوية القصوى اليوم هي لإخراج لبنان من أزمته المالية، لأنّ نصف الشعب اللبناني بات تحت خط الفقر، لذلك كان الرهان على أولوية تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين من أجل إعادة وضع لبنان على السكة المالية الصحيحة.

 - عاشراً، تتمّسك «القوات» بالدستور والقوانين، وتعتبر انّ أحد وجوه الأزمة اللّبنانية يكمن في عدم التقيُّد بالدستور ونصوصه، ومن هذا المنطلق تدعو الناس، الذين أعطوا الأمل بولادة لبنان الجديد، إلى ان يشكّلوا المثل والمثال لجهة التشديد على ضرورة الالتزام بالدستور، ما يعني انّ حضور جلسة الثقة هو فعل دستوري وضروري، وحجب الثقة يحصل داخل الجلسة دستورياً، ويترافق مع حجب ثقة شعبي سياسياً، ولكن لا يجوز إطلاقاً تغييب المسار الدستوري.

قد يهمك ايضا:اتصال هاتفيّ بين جعجع وعباس و"دعم قواتيّ" للفلسطينيين

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القوات» تحجب الثقة دستورياً والنــاس تحجبها سياسياً «القوات» تحجب الثقة دستورياً والنــاس تحجبها سياسياً



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon