فيلم غاتسبي العظيم فيتزجيرالد إذ يُبعث من جديد
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

فيلم "غاتسبي العظيم" فيتزجيرالد إذ يُبعث من جديد

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - فيلم "غاتسبي العظيم" فيتزجيرالد إذ يُبعث من جديد

عمان ـ وكالات
لعل التفسير الذي يختزل عامل النجاح الرئيس لفيلم “غاتسبي العظيم” هو في عدم اتكّاله على أمجاد الرواية الخالدة التي كتبها سكوت فيتزجيرالد عن عقد العشرينيات في بلاد العم سام، بل على مقوماته الخاصة، حتى ليكاد المشاهد يجري ذلك الاختبار البسيط، الذي تأتي نتيجته محبطة في العادة حيال الأفلام الأدبية العربية، وهو: إن أنا أقصيت شهرة الرواية جانباً، وتعاملت مع الفيلم كما لو أن كاتبه شاب مغمور، هل كنت سأتمّ مشاهدته؟ الفيلم، الذي أخرجه الأسترالي باز لورمان، والذي لعب بطولته الممثل ليوناردو ديكابريو باقتدار بالغ دمج فيه الدراما بالكوميديا في مشاهد عدة، لا يتوقف عند حدود طرح حكاية حب جميلة، لا تقلّ عن تلك الشبيهة بها في بعض المناحي “الحب في زمن الكوليرا”، بل هو سلّط الضوء على عظمة فيتزجيرالد الذي ناقش في روايته انحدار المنظومة القيمية والاجتماعية لدى الأميركيين كلما مضوا فيما اصطلحوا عليه “الحلم الأميركي”، ودوامة رأس المال الطاحنة ونبذها كل من لا يرتقي لمصافها العليا، بل وتواطؤ الطبقة البرجوازية بأطرافها كافة على الفقير الطامح بولوجها. لم تكن الحكاية بلسان غاتسبي، بل على لسان الراوي، الذي كان الوحيد إلى جانبه حين توفّى فلم يجد من يشيّع جنازته، حتى أولئك الذين كانوا يرتادون حفلاته الصاخبة.. تلك الحفلات التي نجح المخرج أيما نجاح في نقل أجوائها للمُشاهد، بل إلى حد كان فيه الطابع الغنائي والراقص مهيمناً على الفيلم وواحداً من أبرز أعمدة نجاحه؛ إذ إلى جانب اعتماده على الإبهار البصري في الحفلات الباذخة، فإنه اعتمد كذلك الأمر على البُعد الفني العميق للمقطوعات المعزوفة والأغنيات التي كانت في خلفية المشهد طوال الفيلم تقريباً، والتي أثرت الفيلم وقدّمته وجبة فنية متكاملة، لا سيما وأن النواحي الفنية الأخرى كانت على قدر بالغ من الفخامة مثل مجوهرات بطلات العمل التي صمّمتها خصيصاً دار “تيفاني آند كو” العالمية يبرهن فيلم “غاتسبي العظيم” على عدم تعارض العمق الفكري لأي عمل كان مع التقنيات الحديثة؛ إذ إن التكنولوجيا العالية المستخدمة في تصويره وفي عرضه أيضا بالتقنية ثلاثية الأبعاد، لم تفقده أصالته ومراميه، بل إن الطرافة في الأمر تكمن في مخاطبة فيلم يعرّي الرأسمالية مثل “غاتسبي العظيم” جمهوراً سينمائياً مرفهاً في أنحاء العالم كله، وبذا فإن صوت الطبقة المسحوقة وتلك التي قاست الويلات لأجل الالتحاق بالطبقة البرجوازية قد وصل لمن هم معنيّون بخطاب فيتزجيرالد من الأساس. بَقيَ أن يُنوَّه بأن المخرج عرّج سريعاً على العنصرية ضد الزنوج في ذلك العقد، كما لم يتوقف طويلاً عند شخصية ولفشايم، صديق غاتسبي اليهودي الفاسد، الذي اتهِم فيتزجيرالد بمعاداته للسامية بسبب تصويره إياه بتلك الصورة، والذي استعان المخرج بالممثل الهندي آميتاب باتشان لأداء دوره، ربما لإسباغ طابع الغرابة على الشخصية في الفيلم كما في الرواية، لدى المتلقي الغربي!
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم غاتسبي العظيم فيتزجيرالد إذ يُبعث من جديد فيلم غاتسبي العظيم فيتزجيرالد إذ يُبعث من جديد



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 14:07 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

فستان الكاب لإطلالة تمنح حضوراً آسراً في السهرات
 لبنان اليوم - فستان الكاب لإطلالة تمنح حضوراً آسراً في السهرات

GMT 14:33 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة إلى عالم الألوان اكتشف روعة الشفق القطبي في النرويج
 لبنان اليوم - رحلة إلى عالم الألوان اكتشف روعة الشفق القطبي في النرويج

GMT 18:36 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025
 لبنان اليوم - إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025

GMT 18:00 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر
 لبنان اليوم - وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 18:34 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية
 لبنان اليوم - دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:57 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

انتصار لبناني جديد...

GMT 19:28 2021 الأربعاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق المكتب مع غرفة الجلوس بطريقة جذابة

GMT 05:31 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

حصاد مر
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon