دراسة تفسر أسباب فشل العلاج المناعي في القضاء على السرطان
آخر تحديث GMT14:53:54
الثلاثاء 10 حزيران / يونيو 2025
 لبنان اليوم -
أخر الأخبار

دراسة تفسر أسباب فشل العلاج المناعي في القضاء على السرطان

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - دراسة تفسر أسباب فشل العلاج المناعي في القضاء على السرطان

الخلايا السرطانية
القاهرة - لبنان اليوم

قدَّمت دراسة علمية آلية جديدة لتفسير سبب فشل الخلايا التائية "المناعية" في محاربة السرطان بشكل فعَّال، خاصة في حالات ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن.

وتُظهر الدراسة، لأول مرة، أن الخلايا السرطانية تُسبب أزمة طاقة حادة في الخلايا التائية، مما يُعطّل قدرتها على مهاجمة الأورام، وتسبب أزمة الطاقة الحادة في الخلايا التائية فشلاً، أو خللاً في قدرة هذه الخلايا على إنتاج، أو استخدام الطاقة اللازمة لأداء وظائفها المناعية بشكل فعَّال.
الجهاز المناعي والخلايا السرطانية

وتلعب الخلايا التائية دوراً رئيسياً في الجهاز المناعي، حيث تقوم بتحديد ومهاجمة الخلايا السرطانية، أو المسببات المرضية الأخرى.

ولكي تعمل هذه الخلايا بشكل صحيح، تحتاج إلى طاقة كافية، والتي يتم توليدها بشكل رئيسي من خلال عملية التمثيل الغذائي داخل الخلية، وخاصة عبر الميتوكوندريا، المسؤولة عن إنتاج الطاقة.

وتتأثر قدرة الخلايا التائية على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل الكوليسترول والدهون عند تفاعل الخلايا التائية مع الخلايا السرطانية، كما في حالة ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن، وتعمل هذه العناصر كوقود حيوي لتمكين الخلايا التائية من التكاثر والانقسام، بعد التعرف على الخلايا السرطانية كهدف لها.

ومع ذلك، فإن الاتصال بالخلايا السرطانية يعطّل هذه العملية، مما يؤدي إلى نقص الطاقة اللازمة لأداء وظائفها المناعية. كما تتضرر الميتوكوندريا، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في إنتاج الطاقة.
الخلايا التائية

وفي حالة وجود أزمة طاقة، تفقد الخلايا التائية قدرتها على التكاثر والانقسام، وهي عملية حيوية لمهاجمة الخلايا السرطانية بشكل فعَّال، كما تصبح الاستجابة المناعية ضعيفة، وغير قادرة على تنفيذ هجوم قوي ضد الورم، مما يسمح للسرطان بالانتشار دون مقاومة كافية.

مع استمرار نقص الطاقة، قد تموت الخلايا التائية، أو تصبح غير فعالة تماماً، مما يفاقم الوضع، ويجعل العلاج أكثر صعوبة.

ويمكن تشبيه الخلايا التائية ببطارية تحتاج إلى شحن مستمر للعمل بشكل صحيح، وعندما تكون تلك البطارية فارغة، أو معطَّلة، لا يمكن للجهاز (الخلية التائية) أن يعمل، وفي حالة الخلايا التائية، يعني "الشحن" توفير الطاقة الكافية عبر الميتوكوندريا والتمثيل الغذائي السليم، ودون هذا الشحن، تصبح الخلايا التائية عاجزة عن أداء مهامها المناعية.

يُعد ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن أكثر أنواع اللوكيميا شيوعاً في العالم الغربي، ويصيب بشكل رئيسي كبار السن، ورغم التطورات الحديثة في العلاجات، إلا أن المرض لا يزال غير قابل للشفاء، كما أن تكاليف العلاج آخذة في الارتفاع.

وتُظهر أحدث العلاجات، مثل العلاج بالخلايا التائية المعدَّلة نتائج واعدة في بعض أنواع السرطان، مثل ابيضاض الدم المزمن، لكنها تنجح فقط لدى 15% من مرضى ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن، بتكلفة تتجاوز 250 ألف دولار لكل مريض.
الاستجابة المناعية

ويكشف البحث الجديد عن آليتين أساسيتين تفسران سبب فشل الخلايا التائية في محاربة السرطان بشكل فعال، وخاصة في حالات ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن.

في الحالة الطبيعية، تمتص الخلايا التائية السليمة كميات كبيرة من الكوليسترول والدهون بعد التعرف على أهدافها، مثل الخلايا السرطانية؛ إذ تعتبر هذه المواد بمثابة الوقود الأساسي الذي تحتاجه الخلايا التائية للتكاثر والانقسام، مما يمكنها من تنفيذ هجوم فعَّال ضد الخلايا السرطانية، وهذه العملية الأيضية ضرورية لضمان استمرار الاستجابة المناعية، وقدرة الخلايا التائية على القضاء على الأورام.

في المقابل، تفشل الخلايا التائية في القيام بهذه العملية الحيوية عند الاتصال المباشر بخلايا ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن؛ فبدلاً من امتصاص الكوليسترول والدهون واستخدامها كوقود، تتأثر الخلايا التائية سلباً، مما يؤدي إلى تعطل الميتوكوندريا، المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل الخلية.

نتيجة لذلك، تفقد الخلايا التائية قدرتها على إنتاج الطاقة الكافية، مما يعوق تكاثرها، ويحد من فعاليتها في مهاجمة الخلايا السرطانية.

في محاولة لاستعادة طاقة الخلايا التائية، اختبر الباحثون عقاراً موجوداً بالفعل يؤثر على إدارة الطاقة في الخلايا، وكانت النتائج واعدة؛ إذ أدى الدواء إلى تحسين كبير في فعالية علاجات الخلايا التائية، مما يعزز الأمل في تحسين نتائج العلاج المناعي في المستقبل.

ويقول الباحثون إن هذا الاكتشاف لا يعزز فقط نجاح العلاج في مرضى ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن، بل يفتح الباب لاستكشاف استراتيجيات مماثلة لأنواع أخرى من السرطان التي تعاني فيها الخلايا المناعية من أزمة طاقة.
تعديل جيني

ويعمل الباحثون حالياً على تعديل جينات معينة لجعل الخلايا التائية أكثر مقاومة للتأثيرات المعطِّلة للسرطان على عملية امتصاص ومعالجة الوقود.

وإذا نجحت هذه الاستراتيجية، فيمكن تطبيقها على أنواع سرطان أخرى، حيث لا يزال العلاج المناعي بالخلايا المناعية غير فعَّال في العديد من أنواع الأورام.

ويجري الآن اختبار علاجات جديدة في إطار تجربة سريرية دولية، تجمع بين دواءٍ يقلل من عدد خلايا اللوكيميا، وعلاجٍ يجذب الخلايا التائية إلى الخلايا السرطانية.

وقد أظهرت النتائج الأولية أن هذه المقاربة تعزز بشكل كبير من فعالية العلاج المناعي.

ويقول الباحثون إن التفاعل بين السرطان والخلايا المناعية يؤثر بشكل عميق على عملية الأيض، مما يعطل إمداد الطاقة اللازم لوظيفة المناعة، كما يأمل العلماء في تطوير استراتيجيات جديدة لتحسين العلاج المناعي.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تفسر أسباب فشل العلاج المناعي في القضاء على السرطان دراسة تفسر أسباب فشل العلاج المناعي في القضاء على السرطان



ستيفاني عطاالله وزاف قصة حب تحولت إلى عرض أزياء أنيق تُوّج بزفاف ساحر

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:15 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

صحيفة "دايلي ستار" اللبنانية تُسرّح جميع موظّفيها

GMT 21:06 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

أفضل العطور لفصل الصيف هذا العام

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 22:16 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

نفايات مسترجعة من تونس تسبب أزمة في إيطاليا

GMT 15:04 2023 الأحد ,07 أيار / مايو

الأطفال في لبنان بقبضة العنف والانحراف

GMT 13:07 2023 الإثنين ,20 شباط / فبراير

منى سلامة تطرّز الشوكولاته بحب والدتها

GMT 10:18 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

نيويورك تايمز" تعلن الأعلى مبيعا فى أسبوع

GMT 20:00 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

فيراري تزيل النقاب عن أقوى إصداراتها

GMT 02:33 2023 الخميس ,20 إبريل / نيسان

اتجاهات الموضة في أنواع طلاء الأظافر لعام 2023

GMT 05:05 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أهم مزايا الطاولة الجانبية في ديكورات غرف النوم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon