بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر والعودة إلى اليابسة
آخر تحديث GMT19:29:22
 لبنان اليوم -

سجلت كميات الأسماك فيها تراجعًا متواصلاً

بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر والعودة إلى اليابسة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر والعودة إلى اليابسة

تراجع كمّيّات الأسماك يدفع الشّباب إلى العودة إلى اليابسة
 نيويورك ـ العرب  اليوم

 نيويورك ـ العرب  اليوم عاشت أجيال من الصيّادين الكمبودييّن في بلدات عائمة على تونلي ساب أكبر بحيرة للمياه العذبة في جنوب شرق آسيا إلا أنّ تراجع كمّيّات الأسماك يدفع الشّباب إلى العودة إلى اليابسة ما يهدّد نمط حياة تقليديّاً قديماً . وتبعد قرية شنورك ترو العائمة ثلاث ساعات عن العاصمة الكمبودية بنوم بنه، كما تعتبر أبرز معالم بحيرة تونلي ساب التي تصب في نهر ميكونغ، وفي هذه القرية مدرسة وطبيب أسنان وصالون لتزيين الشعر وعيادة طبية.
وكما الحال بالنسبة للعدد الأكبر من مئات آلاف القرويين الذين تتمحور حياتهم حول البحيرة، يعتاش سكان شنورك ترو من الصيد وتربية الأسماك، ولا يمكن تصور حياتهم خارج هذا الإطار.
ويؤكد الصياد سوك بونليم (62 عاما) أن "الحياة في البلدات العائمة أفضل بكثير"من أي مكان آخر.وبونليم مولود في هذه البلدة التي يستخدم سكانها، حتى باعة الخضار المتجولين، المراكب للتنقل أو السفن الصغيرة المزودة بمحرك، ويقول أحد الصيّادين ممسكا بشبكته "أحب العيش على البحيرة.بائعو الخضار يأتون إليّ، لسنا بحاجة للذهاب إلى السوق"، إلا أن عدد الأسماك يسجّل تراجعا متواصلا.
ويقول سوك بونليم "إذا ما تعيّن علينا الذهاب للعيش على البر الرئيسي، ماذا يسعني فعله؟ لا أعرف كيفية زراعة الأرز، لا أجيد أعمال الحراثة".
وتوفر بحيرة تونلي ساب وسيلة للاستمرار لأكثر من مليون شخص يعيشون على مقربة من البحيرة الكبرى التي تعد 149 صنفاً من الأسماك، بحسب اللجنة الإقليمية لنهر ميكونغ.
وبحسب هذه الهيئة الحكومية البينية التي تجمع كمبوديا ولاوس وتايلاند وفيتنام، بين موسمي الجفاف والأمطار، يتغير مظهر البحيرة بشكل كامل، إذ تزداد مساحتها من 3500 كلم مربع في أدنى مستوياتها (مع عمق قرابة 0,5 متر في نيسان/أبريل) إلى 14500 كلم مربع (حتى 9 أمتار من العمق بين أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر).
وهذا التبدل الهائل في الحجم يحتم تنظيم انتقال هذه المساكن العائمة تماشيا مع مستوى المياه في البحيرة. لكن مع التراجع الكبير في كميات الأسماك في البحيرة، فإن عددا كبيرا من السكان يقررون المغادرة. ويقول يورنغ ساراث الصياد البالغ 25 عاما "لا أصطاد ما يكفي من السمك والمال لا يكفي"، مؤكدا تراجع كميات الأسماك التي يصطادها.
ويوضح هذا الشاب، الأب لولدين، "حين تكون الرياح هادئة، أصطاد ما يقارب الخمسة كيلوغرامات من الأسماك يوميا. عندما تكون الرياح عاصفة، أصطاد كيلوغراما واحدا فقط"، مؤكدا أنه يسعى إلى أن "يجرب حظه على اليابسة".
وغادر ما لا يقل عن 400 عائلة شنورك ترو خلال العامين الماضيين، أي ما يقارب 20 % من سكان البلدة، بحسب المسؤول عن هذه البلدة ساماريث فينغ. ويؤكد زعيم البلدة "أولادي يريدون العيش على اليابسة".
ويضيف "في الماضي كان هناك الكثير من الأسماك، الناس كان بإمكانهم أن يعتاشوا منها. لكن مخزونات الأسماك تتراجع. لو كنا على البر الرئيسي، لكان بإمكاننا زراعة الخضار لكن هنا، علينا شراء كل شيء".
ويشير سوك بونليم أيضا إلى أن "الأشخاص الأصغر سنّاً، كما الحال بالنسبة لولدي، يريدون العيش على اليابسة لأنهم تلقوا تعليما ويعرفون أمورا أكثر لذلك يطلبون المزيد".
وتوفر البحيرة ما بين 200 ألف و218 ألف طن من الأسماك سنويا، ما يمثل قرابة نصف الاسماك التي يتم اصطيادها في المياه العذبة في كمبوديا، بحسب تقديرات أوردتها اللجنة الإقليمية لنهر ميكونغ عام 2006.
ويعيد الناشطون البيئيون هذا الوضع خصوصا إلى ازدياد الكثافة السكانية وبناء السدود في نهر ميكونغ.
وفي محاولة لتغيير مسار الأمور، قامت الحكومة الكمبودية بحظر الصيد الصناعي على البحيرة، ما يمثل نصرا لصغار الصيادين.
إلا أن أنشطة الصيد غير القانوني والتي يتم أحيانا استخدام الكهرباء فيها، لا تزال تمثل مشكلة كبرى.
ويبدي مدير منظمة "فيشريز اكشن كواليشن تيم"أوم سوفات غير الحكومية في بنوم بنه قلقا حيال الوضع قائلا "نظرا إلى حجم التجاوزات لقانون الصيد اليوم، لا نتوقع عودة مخزونات الأسماك إلى معدلاتها الطبيعية".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر والعودة إلى اليابسة بلدات عائمة في كمبوديا مهدّدة بالهجر والعودة إلى اليابسة



GMT 10:50 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

اكتمال المرحلة الأولى من مشروع "نيوم" لخفض الكربون

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 20:08 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 11:04 2024 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

لاعب برشلونة مارتينيز يشتبك مع مشجع خارج الملعب

GMT 04:53 2022 الإثنين ,04 تموز / يوليو

مكياج العيون من وحي الفنانة بلقيس
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon