تأنيث الفقر مفهوم جندريّ يعكس عمق ظاهرة الفقر بين النساء الفلسطينيات
آخر تحديث GMT14:04:47
 لبنان اليوم -

المؤسَّسات الحقوقية والاقتصادية النِّسَوِيّة تواجه ذلك بالإمكانات المتاحة

"تأنيث الفقر" مفهوم "جندريّ" يعكس عمق ظاهرة الفقر بين النساء الفلسطينيات

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "تأنيث الفقر" مفهوم "جندريّ" يعكس عمق ظاهرة الفقر بين النساء الفلسطينيات

ارتفاع نسبة الفقر بين النساء في المجتمع الفلسطيني

رام الله – نهاد الطويل يكشف مفهوم "تأنيث الفقر" في المجتمع الفلسطيني عن حجم ظاهرة الفقر بين النساء، حيث يشكل ذلك نسبة كبيرة، في وقت تواجه فيه المؤسسات الحقوقية والاقتصادية النسوية الفلسطينية ذلك بالوسائل كافة، والإمكانات المتاحة. وبالنظر الى المفهوم ذاته، فإن الكثيرين يرون في مفهوم "تأنيث الفقر " أنه مؤشر لانعدام تكافؤ فرص التعليم والعمالة وإتاحة فرص أقل للمرأة، وهو ما يعتبره البعض تمييزًا سافرًا في حقِّ المرأة لتكون بذلك ضحية له.
ويعزو الباحثون انتشار الفقر بين النساء في المجتمع الفلسطيني إلى وقوعه تحت الإحتلال الإسرائيلي من جهة، وإلى جانب المعيقات المجتمعية والسياسات الحكومية، التي تمنع وتُقلِّل من قدرة المرأة على الوصول للموارد المختلفة، خاصة في المناطق الريفية.
من جهتها، تؤكد الباحثة والمهتمة بقضايا التنمية والمرأة إسراء عيسى أن تغييب المرأة عن كثير من الخطط والمشاريع التنموية الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية وصنع القرار أدَّى إلى الحدّ من تمكين النساء في مجتمعاتهن المحلية، وبالتالي غياب الدور المجتمعيّ الفاعل.
وتضيف الباحثة: "نعتقد أن أسبابًا عدّة تقف خلف تعزيز الفقر بين أوساط النساء، أهمها التمييز على أساس الجنس، في الحقوق والقوانين، وكذلك بسبب العادات المجتمعية المكرِّسة لسلطة الرجل، ما يضعف من قدرة المرأة على لعب دور مهمّ في التنمية واتخاذ القرارات، وإقصاؤها عن المشهد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وتحويلها الى مواطنة من الدرجة الثانية".
وبحسب معطيات نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني على موقعه الرسمي، فإن عدد الفلسطينيين داخل فلسطين (الضفة وغزة) يبلغ 4.42 ملايين نسمة، تشكل النساء قُرابة نصفهم.
وسجَّلت الإناث مشاركة مُتدنّية في القوى العاملة مقارنة بالذكور خلال الربع الأول من العام 2013، حيث أشارت نتائج مسح القوى العاملة إلى أن نسبة مشاركتهن بلغت 17.1% فقط.
وحسب التقرير الذي نشره المركز بالتزامن مع اليوم العالمي للسكان، ويصادف في 11 تموز/ يوليو من كل عام، فإن نسبة البطالة بين الإناث المشاركات في القوى العاملة تصل إلى 35.3% مقابل 21.2% بين الذكور، بينما تصل نسبة الأمية بين الإناث إلى نحو 6.4%.
وتؤكد الباحثة الدكتورة هديل رزق القزاز أن ظاهرة تأنيث الفقر في فلسطين تفهم "على أنها عملية استثناء اجتماعي للنساء من الحياة العامة يفيد في رسم إستراتيجيات مكافحة الفقر التي ينبغي أن تركز على المشاركة الفعالة والتمكين، من خلال سياسات وقوانين واضحة والتزام سياسي من السلطة المسؤولة، وتشجيع واضح للمؤسسات الجذورية التي يمكنها الوصول فعليًا للنساء الأكثر فقرًا وتهميشًا والأقلّ قدرة، وتمكينهن من القضاء على مظاهر الاستثناء الموجودة تقليديًا في المجتمع".
وترى القزاز أن مواجهة الظاهرة تكمن في ضرورة التأثير على المجتمع المدني والحكومات لبدء حوار بشأن الاستثناء الاجتماعي، وكيفية تحديد أسبابه ونتائجه، وإيجاد تعريف عملي لمفهوم الاستثناء الاجتماعي يُمكِّن المجتمع من مكافحته ومعرفة إذا ما كانت النساء ينظرن إلى أنفسهن على أنهن مستثنيات اجتماعيًا، والمشاركة يمكن أن تُعتبَر كغاية في حدّ ذاتها، ولكنها بالتأكيد وسيلة لإعادة انضمام المستثنَيْن وإزالة أشكال الاستثناء.
وفي هذا السياق، تؤكّد الطالبة الجامعية مجد عصيدة أن التمييز في سوق العمل والإنتاج، وتدني الأجور، الى جانب ضعف التدريب والتأهيل التقني من خلال التعليم والتدريب المهني، كلها أسباب تساهم في ارتفاع الفقر بين النساء.
وتعزو خبيرة الإرشاد الاجتماعي والأُسَري نسرين زلموط ارتفاع نسبة الفقر بين النساء في المجتمع الفلسطيني إلى عدد من الجوانب ذَكَرَت منها موقف المجتمع من الأرملة والمطلقة، بالإضافة إلى الزواج المبكر.
وتعتبر زلموط أن المرأة تدفع ضريبة في كل يوم بسبب المفاهيم المجتمعية الخاطئة، والتي يتحمل مسؤوليتها الفكر الذكوري، وذلك في ظل عدم التزام الحكومات والأحزاب السياسية ببرامج الإصلاح الشامل، خاصة على الصعيد الاقتصادي.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأنيث الفقر مفهوم جندريّ يعكس عمق ظاهرة الفقر بين النساء الفلسطينيات تأنيث الفقر مفهوم جندريّ يعكس عمق ظاهرة الفقر بين النساء الفلسطينيات



إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 08:00 2022 الأحد ,08 أيار / مايو

طرق ارتداء الأحذية المسطحة

GMT 07:11 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

المسحل ينسحب من الترشح لرئاسة اتحاد القدم

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 11:13 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب بحر إيجة جنوب غربي تركيا

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 12:25 2022 الإثنين ,04 تموز / يوليو

أفضل العطور للنساء في صيف 2022

GMT 12:53 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 12:13 2024 السبت ,25 أيار / مايو

نانسي عجرم بإطلالات شبابية مرحة وحيوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon