لبنان ينحدر نحو هاوية اقتصادية وسط شلل سياسي وخطر أمني
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

لبنان ينحدر نحو هاوية اقتصادية وسط شلل سياسي وخطر أمني

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - لبنان ينحدر نحو هاوية اقتصادية وسط شلل سياسي وخطر أمني

انفجار مرفأ بيروت
بيروت - لبنان اليوم

يعاني لبنان منذ أكثر من سنة وطأة أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، تترافق مع شلل سياسي تام يعيق تأليف حكومة ويحدّ من قدرة السلطة على تقديم حد أدنى من الخدمات لمواطنين تآكلت أجورهم بسرعة.فما هي خيارات لبنان اليوم وسط تدهور بلا ضوابط في سعر صرف الليرة مقابل الدولار؟ وهل من أفق لوقف التدحرج السريع نحو الهاوية؟بلغت نقمة اللبنانيين الذين خرجوا الى الشوارع خريف العام 2019 احتجاجاً على أداء الطبقة السياسية المتهمة بالفساد، ذروتها إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب).و دفع حجم الخسائر في الأرواح والدمار حكومة حسان دياب الى تقديم استقالتها لامتصاص غضب الشارع. كما شكّل الانفجار ضربة قاضية للاقتصاد بعد أشهر من إقرار قيود مصرفية مشددة وبدء انهيار سعر الصرف وتخلّف لبنان عن سداد دينه الخارجي.وتفاقمت معالم الانهيار مع فرض تدابير إغلاق مشدد على مراحل لمواجهة فيروس كورونا الذي حدّ أيضاً من وتيرة الاحتجاجات ودفع مؤسسات إلى

إقفال أبوابها.ووجد اللبنانيون أنفسهم أمام ارتفاع جنوني في أسعار السلع والخدمات، بينما تراجعت قدراتهم الشرائية بوتيرة سريعة.و حاولت السلطة احتواء الوضع عبر تدابير موضعية، كدعم سلع استهلاكية وملاحقة صرافين. لكن تدهور الليرة استمر، ليتجاوز سعر الصرف الثلاثاء عتبة 15 ألفاً مقابل الدولار، بينما الرسمي مثبت على 1507 ليرات.والنزف مرشح للاستمرار. فمن شأن نفاد احتياط المصرف المركزي بالدولار الذي يُستخدم بشكل رئيسي لدعم استيراد القمح والمحروقات والأدوية، أن يجعل الدولة عاجزة عن توفير أبسط الخدمات.ويؤخذ على مصرف لبنان استمراره في طبع الليرات ما يزيد التضخم المفرط أساساً، عوضاً عن اتخاذ إجراءات حاسمة للجم التدهور وإعادة بناء ثقة المودعين بالمصارف وجذب الأموال من الخارج وتوحيد سعر الصرف.وعادت منذ مطلع الشهر الحالي الاحتجاجات. ويقطع متظاهرون منذ ايام طرقاً رئيسية في أنحاء البلاد.في موازاة ذلك، يوحي أداء القوى السياسية أنّها منفصلة عن الواقع، رغم ضغوط دولية قادتها فرنسا. ويصطدم تأليف حكومة جديدة بشروط وشروط مضادة واتهامات متبادلة بالتعطيل بينرئيس الجمهورية ميشال عون

ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منذ 22 أكتوبر (تشرين الأول).ويقول مصدر دبلوماسي عربي في بيروت لوكالة الصحافة الفرنسية: «تسمح المعطيات الراهنة بتشكيل حكومة اليوم، لكن قياساً بسلوك القوى السياسية الموجودة وحساباتها التي يبدو أنها لم تتغير، فهناك تعطيل متبادل قد يستمر لأشهر... قدمنا حلولاً كثيرة لكن الداخل لم يتلقفها».ويقول الباحث والأستاذ الجامعي ناصر ياسين: «ثمة تأزم سياسي كبير بينما نتجه الى الهاوية. يبحث كل فريق كيف سيستفيد من مكتسبات معينة قبل الانهيار التام».ويحصل ذلك فيما مؤسسات الدولة ومرافقها منهكة، مما يجعلها عاجزة عن القيام بأبسط واجباتها، من توفير الخدمات اليومية وصولاً الى حفظ الأمن.خلال الأسبوع الماضي، أثارت تصريحات وزراء في حكومة تصريف الأعمال انتقادات واسعة. إذ نبّه وزير الداخلية محمد فهمي في مقابلة تلفزيونية إلى أن «الوضع الأمني قد تلاشى». أما وزير الطاقة ريمون غجر فحذّر من أن البلاد تتجه نحو «العتمة الشاملة» نهاية الشهر الحالي، ما لم تُقرّ سلفة لاستيراد الفيول. وقبلها بأيام، أعلن وزير التربية طارق المجذوب إضراب المدارس لأسبوع احتجاجاً على عدم تقديم الحكومة مساعدات مالية ولوجستية لها.وترتفع شكوى مختلف القطاعات: محطات الوقود، نقابات الأفران، المستوردون والتجار... كلهم يهددون بوقف العمل. وبعضهم بالفعل أقفل أبوابه خلال اليومين الأخيرين مع تدهور قيمة الليرة. حتى أن قائد الجيش جوزف عون انتقد، في خطوة نادرة، «الخفض المستمر والمتكرر لموازنة» المؤسسة العسكرية.ويقول ياسين: «لم نصل بعد إلى مفهوم الدولة الفاشلة، بمعنى تفكّكها وانتهاء أدوارها، لكنّ المؤكّد أن قدرتها على الاستمرار تتراجع في كل يوم».في المقابل، يؤكد خبراء اقتصاديون أن الإنقاذ ممكن. لكن كل يوم يمرّ هو بمثابة فرصة

ضائعة. ويقول ياسين في هذا الصدد: «المشكلة أننا لم نبدأ بعد بخطة إنقاذ، بينما الانهيارات مستمرة بشكل متدرج».وربط المجتمع الدولي تقديم أي دعم بتشكيل حكومة مصغرة ومن اختصاصيين تنكب على تطبيق إصلاحات بنيوية. لكنّ المساعدات الدولية وحدها لا تكفي نظراً لحجم الخسائر المالية المتراكمة.وعلى رأسالإصلاحات المطلوبة، إصلاح قطاع الكهرباء المتداعي، وخفض النفقات العامة وترشيد الدعم. ويتطلّب ذلك، وفق خبراء تحرير سعر الصرف.وحذّر صندوق النقد الدولي لبنان من أنه لن يكون للانهيار سقف من دون إصلاحات هيكلية. ووصلت مفاوضات بين الحكومة اللبنانية والصندوق الى طريق مسدود بسبب عجز لبنان عن الالتزام بإصلاحات لإقرار خطة دعم من الصندوق وعن تقديم أرقام مالية ذات مصداقية.وتعليقاً على ارتفاع سعر الليرة، غرّد الخبير والمستشار المالي هنري شاوول الذي كان في عداد الوفد المفاوض مع صندوق النقد الدولي قبل استقالته: «كان يمكن تجنّب ذلك كله، لكن البنوك ومصرف لبنان والمنظومة السياسية قررت خلاف ذلك. كلهم مسؤولون عما جرى».

قد يهمك ايضا

الحريري يتفقد موقع إقامة المستشفى الميداني لمعالجة "كورونا" في بيروت

تشكيل حكومة مهمة بين الحريري ولافروف

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان ينحدر نحو هاوية اقتصادية وسط شلل سياسي وخطر أمني لبنان ينحدر نحو هاوية اقتصادية وسط شلل سياسي وخطر أمني



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 15:46 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

وفاة الممثل السوري غسان مكانسي عن عمر ناهز 74 عاماً

GMT 18:24 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى حمدي يضيف كوتة جديدة لمصر في الرماية في أولمبياد طوكيو

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 19:00 2023 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

لصوص يقتحمون منزل الفنان كيانو ريفز بغرض السرقة

GMT 13:02 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

توقيف مذيع مصري بعد حادثة خطف ضمن "الكاميرا الخفية"

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري

GMT 12:03 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

العالم على موعد مع أول "تريليونير" في التاريخ خلال 10 سنوات

GMT 06:56 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أخطاء تجنبيها للظهور بصورة أنيقة ليلة رأس السنة

GMT 00:54 2023 الخميس ,27 إبريل / نيسان

أفضل الإكسسوارات والمجوهرات لهذا الموسم

GMT 19:50 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة السيدة الأميركية الأولى السابقة روزالين كارتر
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon