لبنان ينحدر نحو هاوية اقتصادية وسط شلل سياسي وخطر أمني
آخر تحديث GMT07:06:58
 لبنان اليوم -

لبنان ينحدر نحو هاوية اقتصادية وسط شلل سياسي وخطر أمني

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - لبنان ينحدر نحو هاوية اقتصادية وسط شلل سياسي وخطر أمني

انفجار مرفأ بيروت
بيروت - لبنان اليوم

يعاني لبنان منذ أكثر من سنة وطأة أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، تترافق مع شلل سياسي تام يعيق تأليف حكومة ويحدّ من قدرة السلطة على تقديم حد أدنى من الخدمات لمواطنين تآكلت أجورهم بسرعة.فما هي خيارات لبنان اليوم وسط تدهور بلا ضوابط في سعر صرف الليرة مقابل الدولار؟ وهل من أفق لوقف التدحرج السريع نحو الهاوية؟بلغت نقمة اللبنانيين الذين خرجوا الى الشوارع خريف العام 2019 احتجاجاً على أداء الطبقة السياسية المتهمة بالفساد، ذروتها إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب).و دفع حجم الخسائر في الأرواح والدمار حكومة حسان دياب الى تقديم استقالتها لامتصاص غضب الشارع. كما شكّل الانفجار ضربة قاضية للاقتصاد بعد أشهر من إقرار قيود مصرفية مشددة وبدء انهيار سعر الصرف وتخلّف لبنان عن سداد دينه الخارجي.وتفاقمت معالم الانهيار مع فرض تدابير إغلاق مشدد على مراحل لمواجهة فيروس كورونا الذي حدّ أيضاً من وتيرة الاحتجاجات ودفع مؤسسات إلى

إقفال أبوابها.ووجد اللبنانيون أنفسهم أمام ارتفاع جنوني في أسعار السلع والخدمات، بينما تراجعت قدراتهم الشرائية بوتيرة سريعة.و حاولت السلطة احتواء الوضع عبر تدابير موضعية، كدعم سلع استهلاكية وملاحقة صرافين. لكن تدهور الليرة استمر، ليتجاوز سعر الصرف الثلاثاء عتبة 15 ألفاً مقابل الدولار، بينما الرسمي مثبت على 1507 ليرات.والنزف مرشح للاستمرار. فمن شأن نفاد احتياط المصرف المركزي بالدولار الذي يُستخدم بشكل رئيسي لدعم استيراد القمح والمحروقات والأدوية، أن يجعل الدولة عاجزة عن توفير أبسط الخدمات.ويؤخذ على مصرف لبنان استمراره في طبع الليرات ما يزيد التضخم المفرط أساساً، عوضاً عن اتخاذ إجراءات حاسمة للجم التدهور وإعادة بناء ثقة المودعين بالمصارف وجذب الأموال من الخارج وتوحيد سعر الصرف.وعادت منذ مطلع الشهر الحالي الاحتجاجات. ويقطع متظاهرون منذ ايام طرقاً رئيسية في أنحاء البلاد.في موازاة ذلك، يوحي أداء القوى السياسية أنّها منفصلة عن الواقع، رغم ضغوط دولية قادتها فرنسا. ويصطدم تأليف حكومة جديدة بشروط وشروط مضادة واتهامات متبادلة بالتعطيل بينرئيس الجمهورية ميشال عون

ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منذ 22 أكتوبر (تشرين الأول).ويقول مصدر دبلوماسي عربي في بيروت لوكالة الصحافة الفرنسية: «تسمح المعطيات الراهنة بتشكيل حكومة اليوم، لكن قياساً بسلوك القوى السياسية الموجودة وحساباتها التي يبدو أنها لم تتغير، فهناك تعطيل متبادل قد يستمر لأشهر... قدمنا حلولاً كثيرة لكن الداخل لم يتلقفها».ويقول الباحث والأستاذ الجامعي ناصر ياسين: «ثمة تأزم سياسي كبير بينما نتجه الى الهاوية. يبحث كل فريق كيف سيستفيد من مكتسبات معينة قبل الانهيار التام».ويحصل ذلك فيما مؤسسات الدولة ومرافقها منهكة، مما يجعلها عاجزة عن القيام بأبسط واجباتها، من توفير الخدمات اليومية وصولاً الى حفظ الأمن.خلال الأسبوع الماضي، أثارت تصريحات وزراء في حكومة تصريف الأعمال انتقادات واسعة. إذ نبّه وزير الداخلية محمد فهمي في مقابلة تلفزيونية إلى أن «الوضع الأمني قد تلاشى». أما وزير الطاقة ريمون غجر فحذّر من أن البلاد تتجه نحو «العتمة الشاملة» نهاية الشهر الحالي، ما لم تُقرّ سلفة لاستيراد الفيول. وقبلها بأيام، أعلن وزير التربية طارق المجذوب إضراب المدارس لأسبوع احتجاجاً على عدم تقديم الحكومة مساعدات مالية ولوجستية لها.وترتفع شكوى مختلف القطاعات: محطات الوقود، نقابات الأفران، المستوردون والتجار... كلهم يهددون بوقف العمل. وبعضهم بالفعل أقفل أبوابه خلال اليومين الأخيرين مع تدهور قيمة الليرة. حتى أن قائد الجيش جوزف عون انتقد، في خطوة نادرة، «الخفض المستمر والمتكرر لموازنة» المؤسسة العسكرية.ويقول ياسين: «لم نصل بعد إلى مفهوم الدولة الفاشلة، بمعنى تفكّكها وانتهاء أدوارها، لكنّ المؤكّد أن قدرتها على الاستمرار تتراجع في كل يوم».في المقابل، يؤكد خبراء اقتصاديون أن الإنقاذ ممكن. لكن كل يوم يمرّ هو بمثابة فرصة

ضائعة. ويقول ياسين في هذا الصدد: «المشكلة أننا لم نبدأ بعد بخطة إنقاذ، بينما الانهيارات مستمرة بشكل متدرج».وربط المجتمع الدولي تقديم أي دعم بتشكيل حكومة مصغرة ومن اختصاصيين تنكب على تطبيق إصلاحات بنيوية. لكنّ المساعدات الدولية وحدها لا تكفي نظراً لحجم الخسائر المالية المتراكمة.وعلى رأسالإصلاحات المطلوبة، إصلاح قطاع الكهرباء المتداعي، وخفض النفقات العامة وترشيد الدعم. ويتطلّب ذلك، وفق خبراء تحرير سعر الصرف.وحذّر صندوق النقد الدولي لبنان من أنه لن يكون للانهيار سقف من دون إصلاحات هيكلية. ووصلت مفاوضات بين الحكومة اللبنانية والصندوق الى طريق مسدود بسبب عجز لبنان عن الالتزام بإصلاحات لإقرار خطة دعم من الصندوق وعن تقديم أرقام مالية ذات مصداقية.وتعليقاً على ارتفاع سعر الليرة، غرّد الخبير والمستشار المالي هنري شاوول الذي كان في عداد الوفد المفاوض مع صندوق النقد الدولي قبل استقالته: «كان يمكن تجنّب ذلك كله، لكن البنوك ومصرف لبنان والمنظومة السياسية قررت خلاف ذلك. كلهم مسؤولون عما جرى».

قد يهمك ايضا

الحريري يتفقد موقع إقامة المستشفى الميداني لمعالجة "كورونا" في بيروت

تشكيل حكومة مهمة بين الحريري ولافروف

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان ينحدر نحو هاوية اقتصادية وسط شلل سياسي وخطر أمني لبنان ينحدر نحو هاوية اقتصادية وسط شلل سياسي وخطر أمني



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 22:52 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 19:30 2022 السبت ,07 أيار / مايو

حقائب يد صيفية موضة هذا الموسم

GMT 20:40 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

اتيكيت الأناقة عند النساء

GMT 20:18 2022 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

أفكار لتنسيق الجينز مع البلوزات لحفلات الصيف

GMT 05:22 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

نصائح لاختيار أحذية الـ Pumps بشكل صحيح

GMT 13:22 2022 الأحد ,13 شباط / فبراير

مكياج خفيف وناعم للمناسبات في المنزل

GMT 12:49 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين

GMT 12:29 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

أقوى اتجاهات الموضة لخريف وشتاء 2024-2025

GMT 08:43 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

موديلات حقائب ربيع وصيف 2023

GMT 12:48 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب السعودي يتقدم 3 مراكز في تصنيف فيفا

GMT 11:15 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

خطوات بسيطة لتنسيق إطلالة أنيقة بسهولة

GMT 21:06 2022 الأحد ,17 تموز / يوليو

القطع المناسبة لإطلالات الشاطئ

GMT 01:34 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

بلقيس فتحي تطرح أحدث أغانيها "أحاول أغير"

GMT 18:55 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

مشروبات تساعد على الاسترخاء قبل النوم

GMT 16:47 2022 الإثنين ,07 آذار/ مارس

أفضل العطور في العام الجديد

GMT 15:10 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 3.2 درجة يضرب مدينة الشلف الجزائرية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon