تركيا وسوريا تعيش تحت أهوال زلزال مدمر ضرب جانبي الحدود ليلة الأحد وتبعه زلزال قوي آخر صباح الاثنين
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

تركيا وسوريا تعيش تحت أهوال زلزال مدمر ضرب جانبي الحدود ليلة الأحد وتبعه زلزال قوي آخر صباح الاثنين

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تركيا وسوريا تعيش تحت أهوال زلزال مدمر ضرب جانبي الحدود ليلة الأحد وتبعه زلزال قوي آخر صباح الاثنين

الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة
أنقرة - لبنان اليوم

ليس جديداً أن تشهد تركيا وقوع زلزال، ذلك لأن موقعها الجغرافي يجعلها مرتعاً للنشاط الزلزالي. لكن الجديد الذي وقع، فجر الاثنين، هو القوة التدميرية لزلزالين شهدتهما تلك الدولة العابرة للقارات، بالإضافة إلى عدد كبير من التوابع الزلزالية.وشهدت تركيا في الثالثة فجراً زلزالاً ضرب جنوب شرقها بقوة «7.8 درجة»، بعدها بساعات ضرب زلزال آخر بقوة «7.5 درجة» وسطها. وتأثرت بهذين الزلزالين وتوابعهما سوريا على وجه التحديد، كما شعرت بذلك دول عدة بمنطقة الشرق الأوسط.

وقبل أيام توقع متخصصون وقوع مثل هذه الهزات الأرضية في تركيا، وهو أمر لا يبدو غريباً، كما قال فاروق أوكاكوغلو، أستاذ الهندسة الجيولوجية بجامعة «إسكي شهير عثمان غازي» التركية، لأنه في المناطق النشطة زلزالياً مثل تركيا، يكون لدى العلماء نماذج إحصائية تدرس تواتر الزلازل، وتستطيع التنبؤ بأن تلك المنطقة ستكون على موعد مع زلازل بعد فترة من الزمن، وهو أمر «يمكن تحديثه بشكل تقريبي»، بما في ذلك توقع درجة قوة الزلزال الآتي.يقول أوكاكوغلو«لم يكن الحجم المتوقع أكثر من (7.1: 7.3 درجة) وهو أضعف بست مرات مما حدث. فهذان الزلزالان الكبيران (اللذان وقعا ليلة الأحد وصباح الاثنين) غير متوقعين تماماً لخبراء الزلازل المحليين والأجانب».

وفي مقياس الزلازل، فإن الواحد الصحيح يعني زيادة 10 أضعاف، لكن الواحد من عشرة يعني زيادة بمقدار 1 فقط. وعليه فإن زلزال 7.8 كان أقوى بنحو ست مرات في المتوسط، مما كان متوقعاً.ولا يعني ذلك أن هناك قصوراً في دراسات الزلازل، إذ يصف أوكاكوغلو دراسات الزلازل في جميع أنحاء تركيا بأنها «مرضية»، موضحاً أنها جاءت استجابة لكون دولتهم واحدة من البلدان التي عانت كثيراً من الزلازل.ووفق الدراسات الدولية، فإن نحو 98 في المائة من تركيا معرضة للزلازل، في حين أن نحو ثلث البلاد معرض لخطر كبير، بما في ذلك المناطق المحيطة بالمدن الرئيسية في إسطنبول وإزمير ومنطقة شرق الأناضول. ويرجع ذلك بسبب الموقع الجغرافي لتركيا، وهو ما يفسر الكلمة الشهيرة في تركيا «coğrafyakaderdir»، والتي تترجم إلى «قدر الجغرافيا».

ويشرح شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، ما تعنيه تلك الكلمة، قائلا إن معظم تركيا يقع على ما يعرف بـ«الصفيحة التكتونية الأناضولية»، التي تقع بين لوحين رئيسيين، وهما (الأوراسي) و(الأفريقي العربي)، و«مع تحرك الصفائح الأفريقية والعربية الأكبر حجماً، تتعرض تركيا للضغط حرفياً، بينما تعوق الصفيحة الأوراسية أي حركة باتجاه الشمال، وبالتالي فإن تركيا تقف على عدة خطوط صدع».أحد خطوط الصدع هو ما يعرف بـ«فالق شمال الأناضول»، والذي يشبهه الخبراء، في تقرير نشرته الاثنين شبكة (إيه بي سي نيوز)، بقميص بأزرار يتم تفكيكه، وعندما ينفجر أحد الأزرار، فإن ذلك ينقل الضغط إلى الزر التالي، مما يجعله من المحتمل أن ينفجر بعد ذلك.

يقول الهادي إن فالق شمال الأناضول، حيث تلتقي صفيحتا الأناضول والأوراسيا، هو أكثر خطوط الصدع تدميراً ويمتد من جنوب إسطنبول إلى شمال شرقي تركيا، وفي الوقت نفسه، يمتد خط صدع شرق الأناضول نحو 650 كيلومتراً من مرتفعات شرق تركيا إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن هناك يتجه جنوباً ويلتقي بالنهاية الشمالية لنظام الصدع الكبير الذي يفصل الصفائح الأفريقية والعربية.وتختلف درجة الشعور بالزلازل بحسب درجة الشدة، وليس القوة، فالثانية هي درجة ثابتة تصف حدثاً بعينه، وتعبر عن مركز الزلزال وبؤرته فقط، أما الشدة، فهي مقدار الضرر البشري والمادي الذي يخلفه الزلزال، والذي يزداد بحسب القرب من مركز الزلزال.

ويضيف الهادي «بحسب هذا المعيار، فقد يكون هناك زلزال قوته 6 درجات على مقياس ريختر، ولا يشعر به سكان القاهرة، لأن مصدره يبعد عن العاصمة المصرية، بينما زلزال آخر، نشعر به ويكون مدمراً، مثل الذي شهدته مصر عام 1992، رغم أنه نفس الدرجة، لقربه من العاصمة».وعن أسباب شعور أغلب دول المنطقة، ومنها مصر، بالزلزال الذي حدث في تركيا، يقول: «هذا يرجع لقوته الكبيرة، ولكن على مستوى الشدة، فالأمر يتباين بحسب مدى القرب من مركز الزلزال، فالعاصمة المصرية القاهرة مثلاً، تبعد عنه 900 كيلومتر، لذلك فإن الشعور به كان أخف من منطقة مثل رفح التي تبعد عنه 691 كيلومترا».

وإضافة إلى القوة الكبيرة للزلزال، والتي جعلته محسوساً في دول منطقة الشرق الأوسط، يضيف أوكاكوغلو سببا آخر، وهو طبيعة التضاريس، ويقول: «الاهتزازات الهائلة في المنطقة الأكبر الممتدة حتى إسرائيل، تتعلق بالتضاريس الناعمة نسبياً التي تسمح بسهولة انتشار الموجات الزلزالية».وبينما أعاد زلزال الاثنين وتابعه، ذكريات زلزال مدينة أرزينجان التركية عام 1939 (7.9 درجة)، يوضح أوكاكوغلو أن «الزلزال القديم كان مصدره منطقة صدع شمال الأناضول، بينما كانت منطقة صدع شرق الأناضول، مصدر زلازل الاثنين».

من جهته، يقول ريتشارد أوت، من «المركز الألماني لبحوث علوم الأرض» لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه المنطقة النشطة زلزالياً تفرض على الحكومات اتخاذ مجموعة من الإجراءات، مثل تدريبات سنوية على ممارسات السلامة أثناء الزلازل، وتمثل هذه التدريبات فرصة للسكان لتحديث خطط التأهب الخاصة، وإعادة تخزين الإمدادات، وكيفية التصرف لمنع الأضرار والإصابات في حالة وقوع كارثة، كما تشمل أيضاً إجراءات تتعلق بتصاميم زلزالية محسنة للمباني، وجهود متزايدة لتفتيش وصيانة البنية التحتية الحيوية».

قد يهمك ايضاً

الزلزال يُفاقم بؤس السوريين شمال البلاد حيث الشتاء القارس ودمشق تناشد المجتمع الدولي لدعمها

تضامن عربي ودولي واسع مع تركيا وسوريا عقب الزلزال المدمّر وإيلون ماسك مستعد للمساعدة

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا وسوريا تعيش تحت أهوال زلزال مدمر ضرب جانبي الحدود ليلة الأحد وتبعه زلزال قوي آخر صباح الاثنين تركيا وسوريا تعيش تحت أهوال زلزال مدمر ضرب جانبي الحدود ليلة الأحد وتبعه زلزال قوي آخر صباح الاثنين



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon