إعادة النظر في السياحة في أمستردام الخاوية
آخر تحديث GMT09:59:58
 لبنان اليوم -

إعادة النظر في السياحة في أمستردام الخاوية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - إعادة النظر في السياحة في أمستردام الخاوية

السياحة في أمستردام
أمستردام _ لبنان اليوم

كانت العاصمة الهولندية، قبل وباء كورونا المستجد، مكتظة بالزوار والسائحين. وتتصاعد الجهود في الآونة الراهنة للتحكم في حجم الحشود المتوقع زيارتها للمدينة إثر زوال الوباء، ولكن ليس من دون جدل قائم ونقاش مستمر.تلاشت رؤى السياح بين عشية وضحاها في مدينة أمستردام مع توقف حركة السفر الدولي في العام الماضي، وكانت مثلها في ذلك مثل بقية المدن في كل مكان حول العالم. وكان الأثر الناجم عن ذلك «هادئاً وصافياً تماماً» - كما تقول السيدة سونيا فيليبس صاحبة مطعم «لافينيا جوود فوود» في المدينة، التي أضافت: «في غياب الحشود من الزوار والمارة بدت المدينة أكثر هدوءاً وجمالاً وصفاء مما يمكن رؤيته في أي وقت مضى».

ثم استطردت تقول: «غير أننا اقتربنا من مرحلة الاشتياق إلى السياح والمارة مرة أخرى، ولكنني أعتقد أنه قد مرت بنا لحظات من السعادة البالغة والحقيقية تمثلت في استعادتنا لأحضان مدينتنا، ولو لبرهة من الزمن».إنها معضلة، تحاول أمستردام عبر الأعوام مغازلتها أو ربما ترويضها: كيف تحافظ على مكانتها ذات الشهرة العالمية كملتقى دولي ينبض بالحيوية والحياة من دون تحويل المدينة إلى موضع غير مُرحب به لدى سكانها مع عدم التخلي في الوقت نفسه عن الروح الحرة المتأصلة في كل أركانها.

والآن، ومع استمرار انخفاض أعداد الزوار إلى المدينة، يحاول ساستها فرض قيود جديدة ومهمة على إيجارات الإجازات قصيرة الأجل، ومبيعات القنب للزوار، في محاولة حثيثة منهم للحيلولة دون إطلال المشكلات القديمة برأسها من جديد، والناجمة بالأساس عن السياحة وتفاعلاتها، لا سيما مع عودة الزوار مرة أخرى.تجعل تلك التدابير، محل النظر، من أمستردام واحدة من المدن الأوروبية الرائدة في اعتماد المقاربة العملانية في إدارة السياحة. لكن، وعلى الرغم من حالة الهدوء الصافية التي ينعم بها السكان المحليون راهناً في أمستردام، فإن كثيراً منهم قد أعربوا عن معارضتهم لبعض التدابير المحتمل اتخاذها من جانب المدينة.

نقطة التحول

بدأت شكاوى سكان أمستردام في الظهور ثم التراكم بدءاً من عام 2013 الذي شهد انتعاشاً ملحوظاً في حركة السياحة إلى المدينة إثر الانكماش الكبير الذي عانت منه في أعقاب الأزمة المالية العالمية لعام 2008. قال السكان المحليون إن الزوار اتصفوا بحالة ممجوجة من الصخب والاضطراب في وسط المدينة، وانقضوا على إيجارات الإجازات قصيرة الأجل للمنازل تلك التي أسفرت عن ارتفاع حاد في أسعار المساكن، مع احتلالهم لعدد من أجمل المناطق التاريخية التي تشتهر بها المدينة.ثم ارتفعت أعداد الزوار بصورة مطردة في كل عام منذ ذلك الحين وحتى فترة قريبة - باستثناء عام 2020 لاعتبارات الجائحة الوبائية - لتستمر ضغوط هؤلاء الزوار في التصاعد عاماً بعد آخر. وفي عام 2019، وفد ما لا يقل عن 21.7 مليون سائح إلى أمستردام، وهو رقم قياسي عند المقارنة بتعداد سكان المدينة الذي لا يتجاوز 870 ألف نسمة على الأكثر.

تقول السيدة غيرتي أودو، مديرة مؤسسة «أمستردام أند بارتنرز» السياحية غير الربحية المدعومة من قبل الحكومة: «نشهد نقطة التحول الواضحة عندما تُلحق اقتصادات الزائرين مزيداً من الأضرار بالسكان المحليين بأكثر من القيم المضافة الأخرى لوجودهم فيها، ومن ثم يبقى الجميع في وضع غير صحي بالمرة. إننا بحاجة ماسة إلى تغيير كل ما نقدمه إلى الزوار في وسط المدينة، هذا إن أردنا فعلاً تحقيق التوازن المطلوب في الحياة، والعمل، والبناء».

كان قادة المدينة قد اتخذوا بالفعل، قبل جائحة كورونا، عدداً من التدابير الرامية إلى التخفيف من المشاكل والأضرار الناجمة عن تدفق السياح إلى المدينة، بما في ذلك حظر إقامة الفنادق الجديدة في وسط المدينة، وزيادة الضرائب السياحية، وفرض الحظر على افتتاح المحلات الجديدة المعنية بتلبية مختلف مطالب الزوار. وفي وقت مبكر من عام 2014، توقفت مدينة أمستردام عن الدعاية لنفسها كوجهة في الأسواق الجديدة خارج البلاد. وبدلاً من ذلك، باشرت منظمة التسويق السياحي في المدينة العمل على توجيه وإدارة جميع السياح الذين وفدوا إلى زيارتها.

لكن السياحة واصلت النمو على الرغم من تنفيذ التدابير سالفة الذكر، مع الأعداد المتزايدة من الزوار التي لفتت الانتباه من جديد. وبحلول عام 2019، ظهرت المقالات الصحافية التي تندد بالارتفاع المطرد لأعداد السائحين في أمستردام، جنباً إلى جنب مع البندقية وبرشلونة، على اعتبارها مثالاً رئيسياً بارزاً على حالة الإفراط السياحي المشهودة في أوروبا.وخلال الصيف الماضي، وفي معرض الاستجابة لشكاوى السكان المحليين ذات الصلة بارتفاع تقاسم المنازل، فرضت إدارة المدينة حظراً كاملاً على إيجارات الإجازات قصيرة الأجل في ثلاثة من الأحياء في وسط المدينة.

وأعلنت المتحدثة باسم المدينة أن الحظر المذكور قد رفضته المحكمة في وقت سابق من الشهر الجاري، غير أن مسؤولي المدينة يواصلون العمل الآن للعثور على طريقة تمكنهم من فرض تلك التدابير بصورة قانونية لازمة. وعليه، انضمت مدينة أمستردام إلى أكثر من 20 مدينة سياحية أوروبية أخرى تعتزم الدعوة إلى فرض قواعد أكثر صرامة، عبر المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي، على منصات إيجارات الإجازات قصيرة الأجل على الإنترنت.

وقال فيكتور إيفرهارد، نائب عمدة أمستردام، إن التدابير الجديدة المتخذة تتسق مع النهج العملاني المعتمد في البلاد لعلاج المشاكل، مضيفاً أنه على الرغم من أن الجائحة الراهنة لم تؤثر على مسار عمل المدينة، فإنها ربما قد سرّعت من وتيرتها. وأوضح إيفرهارد قائلاً إن سكان أمستردام يحلمون بتوقعات عالية للحياة في مدينتهم، ولا يخشى الساسة من المضي قدماً في فرض تدابير جديدة - حتى إن انتهى الأمر بالطعن في بعض هذه التدابير أمام المحاكم، وأضاف قائلاً: «إننا نمضي قدماً ونتعامل مع هذه المشكلة. وليست هناك حلول سحرية لكل شيء».


الزواج من أمستردام

وإلى جانب القيود المقترحة من قبل مكتب العمدة، حاول مسؤولو المدينة وبعض سكانها أيضاً، اتخاذ مقاربة أكثر هدوءاً في معالجة المشكلات ذات الصلة بالسياحة، التي شهد بعض منها نجاحاً حال التنفيذ قبل انتشار الجائحة.وللتخفيف من حالة الازدحام في وسط المدينة، شجعت مؤسسة «أمستردام أند بارتنرز» السياحية على استكشاف أجزاء أخرى من المدينة، مثل «أمستردام نوورد»، التي يستضيف حوض بناء السفن الصناعي الأسبق فيها أسواق السلع المستعملة، والمهرجانات الموسيقية، وعروض الأفلام الترفيهية في الهواء الطلق.

وفي «نيو فيست»، يمكن للزوار بكل سهولة الاستمتاع بمباهج الحياة الليلية المحلية أو التنزه حول شاطئ بحيرة «سلوتربلاس». لكن، حتى إذا نجحت تلك الوجهات في جذب مزيد من الزوار إليها والتخفيف عن وسط المدينة، ربما يكون من الصعب نجاحها في استمالة أعداد كبيرة من السياح للابتعاد عن الأماكن السياحية الأكثر شهرة.

يقول بيتر جوردان، رئيس الخطط المستقبلية لدى وكالة «توبوسوفي» للاستشارات السياحية التي توفر المشورة إلى مؤسسة «أمستردام أند بارتنرز»: «يصل الزوار في أغلب الأحيان إلى مدينتنا مع قليل من الفهم والتوجيه السليم للمكان الذي يزورونه بأكثر مما نتصور، ومن ثم ينتهي بهم الأمر إلى الأحياء نفسها في وسط المدينة، الأمر نفسه يحدث في كل المدن حول العالم كما يحدث في أمستردام سواء بسواء».

قد يهمك أيضا

هولندا تتخطى حاجز مليون إصابة مؤكدة بكورونا

رصد تفش لنوع شديد العدوى من إنفلونزا الطيور في هولندا

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة النظر في السياحة في أمستردام الخاوية إعادة النظر في السياحة في أمستردام الخاوية



نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت - لبنان اليوم

GMT 09:52 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
 لبنان اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:30 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

لؤي ناظر يكشف أسباب تراجع النتائج ورحيل بيلتش

GMT 19:49 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم الدولي السلطان يعلن اعتزاله بشكل نهائي

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الدوري السعودي يشهد إقالة 15مدربًا هذا الموسم

GMT 22:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تتفاوض لاستضافة السوبر الإسباني 6 مواسم

GMT 20:01 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط تعاقب رئيس الشباب بغرامة 20 ألف ريال

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مجوهرات راقية مصنوعة من الذهب الأبيض الأخلاقي

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 19:43 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

لجنة الانضباط تعاقب المصري حسين السيد

GMT 16:11 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

براد جونز يكشّف أسباب تراجع نتائج "النصر"

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

باهبري يحقق رقم مميز في تاريخ المنتخب السعودي

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon