محطة الطاقة النووية المصرية تستعدّ للانطلاق مع اقتراب العام الجديد
آخر تحديث GMT19:57:08
 لبنان اليوم -

يخدم الرؤية الاستراتيجية للتنمية المستدامة 2030

محطة الطاقة النووية المصرية تستعدّ للانطلاق مع اقتراب العام الجديد

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - محطة الطاقة النووية المصرية تستعدّ للانطلاق مع اقتراب العام الجديد

توقيع اتفاق "الضبعة"
القاهرة - سعيد فرماوي

تسير مصر بخطى دؤوبة نحو إقامة محطة للطاقة النووية السلمية، وسط آمال بأن يساعد المشروع الطموح على النهوض بالمنطقة الغربية من صحراء مصر والاستفادة من مواردها الهائلة، ومع اقتراب العام الجديد يرتقب أن يبدأ "حلم" يمتد لثماني سنوات، بعدما قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء المصرية والطاقة المتجددة، أيمن حمزة، إن سنة 2020 سوف تشهد وضع الخرسانة الأولى في بناء المحطة النووية المصرية في منطقة "الضبعة"، على ساحل البحر المتوسط، بهدف إنتاج الكهرباء.

بدايات "الحلم النووي"

وأعلن الرئيس المصري السابق، عدلي منصور، في 2013، أن مصر ستقوم بإعادة تشغيل برنامجها النووي في الضبعة، لكن "المسألة النووية" أقدم بكثير في البلاد، لأنها تعود إلى خمسينيات القرن الماضي.

وفي سنة 1953، أطلق الرئيس الأميركي الراحل، دوايت إيزنهاور، مبادرته الشهيرة " الذرة من اجل السلام "، بهدف استغلال الامكانات الهائلة الكامنة في الذرة من أجل توفير الطاقة والمياه اللازمتين لحل مشكلات التنمية في العالم.

كانت مصر، وقتئذ، من أوائل دول العالم التي استجابت للمبادرة، سعيا إلى تحقيق التنمية المستدامة، ففي عام 1955، تم تشكيل لجنة الطاقة الذرية برئاسة الرئيس المصري السابق، جمال عبد الناصر، نفسه لأجل وضع الملامح الاساسية للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في مصر.

ومنذ ذلك التاريخ، جرت مياه كثيرة تحت نهر المشروع النووي المصري السلمي، لكن حرب الخامس من يونيو عام 1967 أجهضت كل أحلام مصر في هذا الإطار، حتى وإن عادت مجددا بعد حرب أكتوبر 1973، عبر مراحل صغيرة ومتتالية.

وظلت مصر مهتمة بمصدر الطاقة النووية، إلى حين توقيع مصر وروسيا في 19 نوفمبر 2015، على اتفاق مبدئي بشأن قيام روسيا ببناء وتمويل أول محطة للطاقة النووية في مصر، وفي نوفمبر 2017 تم توقيع العقود الأولية لبناء 4 وحدات من طرازVVER-1200 .

وجرى التوقيع بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 

ما الحاجة إلى المشروع؟

يقول الخبراء إن مصر تحتاج فعلا إلى هذه الطاقة، ضرورة اقتصادية في أي دولة تسعى للنمو، حيث إنها أنظف للبيئة، لأنها لا تنتج ثاني أكسيد الكربون، كما أنها تساعد على توليد الكهرباء، وبالتالي فهي توفر الغاز الطبيعي الذي كان يستخدم في هذا المجال للاستفادة منه في مجالات صناعية أخرى.

ويندرج مشروع "الضبعة" للطاقة النووية حتى يخدم رؤية مصر الاستراتيجية للتنمية المستدامة 2030، والتي تسعى فيها إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتبلغ 44 في المائة، بحلول عام 2030، مقابل 9 في المائة، خلال الوقت الحاضر.

وبفضل هذا المشروع، ستضرب مصر عصفورين بحجر واحد، إذ ستحمي البيئة المصرية، من خلال خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 10 في المائة.

وعلى صعيد ثان، ستسد مصر عجز الكهرباء الذي تعاني منه، وهذا سينعكس إيجابا على إنفاق الدولة والمواطنين على فاتورة الكهرباء من خلال تخفيض تكاليف التشغيل.

وبوسع هذا المفاعل النووي السلمي المصري أن يكون رصيدا مضافا للصناعة المصرية، بعدما تأثرت بعض جوانبها خلال العقدين الأخيرين، أما الصناعات الجديدة التي تستفيد من الطاقة النووية؛ فهناك على سبيل المثال لا الحصر الأنابيب والمواسير ذات المواصفات الخاصة، والتي يستخدم في محطات القوى النووية.

وينعش نجاح مشروع الضبعة النووي المصري، آمال حلم آخر بدأ في ستينات القرن الماضي، وهو مشروع منخفض القطارة في محافظة مطروح، بالقرب من الضبعة.

 

"مخاوف نووية"

وبما أن عدة مخاوف تثار بشأن الطاقة نووية، نظرا لكوارث سجلت في عدة مفاعلات، بدءا من تشيرنوبيل في أوكرانيا ووصولا إلى فوكوشيما في اليابان، والحادثتان تسببتا بخسائر مادية وبشرية كبيرة.

وخلال المنتدى العربي الخامس حول آفاق توليد الكهرباء وإزالة ملوحة مياه البحر بالطاقة النووية الذي أقيم في القاهرة، أشار غريغوري سوسنين، نائب رئيس شركة "أتوم ستروي إكسبو" التابعة لشركة "روساتوم" الروسية والمسؤولة عن إنشاء المحطة النووية بالضبعة، إن المحطة المصرية ستكون من أكثر المحطات النووية أمانا على مستوى العالم.

وأضاف أن المحطة جرى تصميمها حتى تكون مقاومة للأمطار والأعاصير، وهي معايير لم يؤخذ بها من قبل في أي مفاعل نووي آخر، وهو ما يجعلها مثالا مستقبليا.

ولأجل طمأنة المصريين، يقول الباحث أيمن حمزة إن التكنولوجيا المستخدمة في محطة الضبعة النووية تنتمي إلى تكنولوجيات مفاعلات الجيل الثالث المطور، وهي التكنولوجيا الأكثر تقدما وتحقيقا للأمان.

ويستطيع هذا النوع من التكنولوجيا تحمل تسونامي حتى ارتفاع 14 مترا، كما يتحمل الزلازل العنيفة، ثم إن المفاعل الروسي مزود بماسك أو مصيدة لقلب المفاعل والمواد عالية الإشعاع بداخله.

 

مراحل الإنجاز

وبحسب شركة التشغيل الروسية، فإن إنجاز المشروع سيمر بأربع محطات زمنية؛ والبداية ستكون بتشغيل المفاعل الأول في 9 فبراير 2026، بينما سيشغل المفاعل الثاني في 12 أغسطس 2026، أما المحطة الموالية، فستشهد تشغيل المفاعل الثالث في 12 أغسطس 2027، قبل المرور إلى المرحلة الأخيرة وتشغيل المفاعل الرابع في 9 فبراير 2028.

ولا يقتصر مشروع الضبعة على توليد الطاقة الكهربائية، بل إنه يخرج لمصر أجيالا من الفنيين والعلماء القادرين على التعاطي مع هذا المسار الجديد، ذلك أن مدرسة الضبعة النووية التي استقبلت الطلاب للعام الثاني على التوالي، وتم افتتاحها فعليا، تعد اليوم إحدى أهم المدارس الفنية، وهذه المؤسسة هي أول مدرسة متخصصة في المجال النووي بمصر والشرق الأوسط، في سعيها إلى تأمين كوادر فنية مدربة للعمل في محطة الضبعة.

قد يهمك ايضا:وزارة الكهرباء المصرية تؤكد الحمل المتوقع الأحد 25200 ميغاوات 

 وزارة الكهرباء المصرية تعلن عن تنفيذ مبادرة " إبدأ بنفسك "

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محطة الطاقة النووية المصرية تستعدّ للانطلاق مع اقتراب العام الجديد محطة الطاقة النووية المصرية تستعدّ للانطلاق مع اقتراب العام الجديد



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:24 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 لبنان اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 20:45 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 11 أبريل / نيسان 2023

GMT 17:08 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

ربيع سفياني يكشف أسباب تألقه مع التعاون

GMT 19:29 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نائب رئيس الشباب أحمد العقيل يستقيل من منصبه

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 22:12 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:14 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 03:49 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

"Dior" تجمع عاشقات الموضة في حفل سحور بدبي

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 09:48 2022 الأحد ,17 تموز / يوليو

تيك توك ينهى الجدل ويعيد هيكلة قسم السلامة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon