رسامة كاريكاتور سورية تحكي معاناة سكان إدلب بقلم ضوئي على لوح رقمي
آخر تحديث GMT02:13:27
 لبنان اليوم -

انتقدت كثرة الضرائب في المدينة فضلاً عن غلاء الأقساط المدرسية

رسامة كاريكاتور سورية تحكي معاناة سكان "إدلب" بقلم ضوئي على لوح رقمي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - رسامة كاريكاتور سورية تحكي معاناة سكان "إدلب" بقلم ضوئي على لوح رقمي

أماني العلي بقلم ضوئي رسماً كاريكاتورياً
حلب ـ لبنان اليوم

تخطّ أماني العلي بقلم ضوئي رسماً كاريكاتورياً على لوح رقمي تظهر من خلاله مشقات الحياة اليومية في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، التي تعدّ واحدة من آخر المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، حيث تقول أماني (30 عاماً) وهي ترتدي سترة حمراء طويلة وعلى رأسها حجاب أبيض اللون: "هدفي أن أسلّط الضوء(...) على قضية معينة تزعج أهالي المناطق المحررة".وتضيف: "أحاول أن أقف في صفهم وأن يعبر الرسم عما يشغلهم لأنقل ما يشعرون به ولا يتمكنون من قوله"، وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على محافظة إدلب التي تؤوي ثلاثة ملايين نسمة. كما تتواجد فيها فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذاً.وتعرّضت المنطقة منذ نهاية نيسان (أبريل) لتصعيد عسكري من قوات النظام وحليفتها روسيا. لكن دمشق أعلنت موافقتها على هدنة دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس الجمعة، وغابت بموجبها الطائرات الحربية. وتتعرض الهدنة لخروقات جراء تبادل القصف بين قوات النظام والفصائل.

وتسعى أماني من خلال رسوماتها إلى تحدّي القيود الاجتماعية للإضاءة على القضايا المعيشية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل، مع حرصها على توجيه انتقادات لاذعة للنظام الذي تعارضه وللمجتمع الدولي الذي تجده صامتاً أمام ما يحصل في منطقتها، على حد قولها.في أحد رسوماتها بعنوان "العيد في إدلب"، تلقي طائرات حربية قذائف مغلفة بأوراق سكاكر، بدلاً من الحلويات التي عادة ما توزع خلال الأعياد، وفي رسم كاريكاتوري آخر، تتساقط القذائف الحمراء على إدلب فيما يبدو شخص يمثل المجتمع الدولي وهو يرمي شعار "الإعجاب" المعتمد على موقع "فيسبوك" إلى جانب طفل يحمل الراية البيضاء.
تعتمد أماني في رسوماتها على ثلاثة ألوان هي الأحمر والأسود والأبيض، وتعزو ذلك إلى أن "هذه هي الألوان الأساسية التي نعيش فيها، لا نرى سوى الدم والسواد والدمار"، حيث أسفر التصعيد العسكري في إدلب منذ نهاية نيسان )أبريل) عن مقتل أكثر من 790 مدنياً، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق روسي تركي يعود إلى أيلول (سبتمبر) الماضي. وهو ينصّ على إنشاء منطقة منزوعة السلاح تنسحب منها الفصائل الجهادية، لكنه لم يتم استكمال تنفيذه. واشترطت دمشق الخميس على الفصائل تنفيذ الاتفاق للموافقة على وقف إطلاق النار، وسخرت أماني من هذا الاتفاق في رسم هو عبارة عن بقعة دماء كُتب فوقها "اتفاق إدلب".

أماني شغوفة بالرسم منذ صغرها، لكن التقاليد والقيود الاجتماعية في المجتمع المحافظ في إدلب وقفت عائقاً أمامها، فعند اندلاع النزاع في العام 2011، كانت قد أتمّت دراستها في معهد هندسة الكمبيوتر، وتعمل مدرسة رسم في مدرسة خاصة لتبقى قريبة من الهواية الأعزّ الى قلبها.وتقول أماني: "أعتبر نفسي فتاة كسرت العادات والتقاليد(...) كسرت الحاجز"، مضيفة "واجهت أهلي واستطعت أن أفرض عليهم الحياة التي أريدها لنفسي"، ولا يتقبّل المجتمع المحافظ الذي تعيش فيه أماني بسهولة انخراط النساء في الحياة السياسية عبر الفن والكاريكاتور.ولكن بعد سيطرة الفصائل على إدلب في العام 2015، بدأت هذه الشابة حياة جديدة وتحولت شيئاً فشيئاً إلى رسامة كاريكاتور. وباتت رسوماتها تعرض اليوم في معارض في هولندا وبريطانيا، حيث تقول أماني: "أتمنى أن أوصل وإن كان جزءاً بسيطاً جداً من معاناة المدنيين".وعدا عن انتقاداتها الدائمة للنظام السوري، توجه أماني قلمها لتلاحق "أخطاء" الفصائل المسيطرة على إدلب، خصوصاً هيئة تحرير الشام، وفي أحد رسوماتها، يظهر رجل بلحية سوداء وعباءة سوداء وهو يضع حقنة في أذن شخص، بينما تخرج من أذنه الثانية عبارة "حرام.. حرام".

أقرا أيضا" :

انطلاق النسخة الثالثة من مهرجان أجذير إيزوران 23 تموز الجاري

وانتقدت أماني أيضاً كثرة الضرائب المفروضة على المواطنين في إدلب، فضلاً عن غلاء الأقساط المدرسية. ويظهر في أحد الرسومات رجل في قارب وعلى الجهة المقابلة منه شارة الدولار وهي تُغرق القارب من ثقلها. وأرفقت الرسم عبارة "التعليم الجامعي في المناطق المحررة".وتوضح أماني: "لا أنتقد فصيلاً بعينه، أنتقد التصرف الذي قام به لأسلّط الضوء على الخطأ"، مؤكدة: "نحارب منذ ثماني سنوات لنتخلص من عادات وأفعال النظام (...) وبعض رواسب النظام لا تزال موجودة وعلينا التخلّص منها".وتمسك هيئة تحرير الشام بزمام الأمور إدارياً وسياسياً في محافظة إدلب حيث تفرض قيوداً وشروطاً على قطاعات واسعة فيها من الأمن إلى التعليم. ويتهمها ناشطون بقمع حرية التعبير وملاحقة منتقديها. واعتقلت مراراً ناشطين معارضين لها، حيث تقول أماني: "أسلّط الضوء على هذه القضايا وإن كان من الممكن أن تعرضني للخطر"، كما حظيت أماني بفضل رسوماتها بكثير من المعجبين ولكن أيضاً الأعداء.

وتقول: "لم أتعرض لمضايقات، ولكن تصلني رسائل تنبيه كثيرة، مثل "انتبهي لنفسك"، "لا تعرفين ماذا تفعلين"، "خففي قليلاً غداً يعتقلونك"، لكنّ أكثر ما تسمعه هو "أنت فتاة ولا يجوز أن ترسمي بهذا الشكل".
وبعكس الداخل، حازت أماني بإعجاب كثيرين خارج البلاد، في دول لم تتمكن من زيارتها وإن كانت رسوماتها عرضت فيها.وتقول: "خلال معرضي في بريطانيا، تفاجأ كثيرون من الجامعيين البريطانيين بفتاة ترسم تحت حكم جبهة النصرة".وصحيح أن إمكان مشاركتها شخصياً في معارض خارج البلاد ضئيلة جداً، لكنها تأمل أن تتمكن من كسر الصورة النمطية الشائعة عن النساء في شمال غرب سورية، لناحية أن "لا صوت لهنّ، ولا يخرجنّ من منازلهنّ ويرتدين فقط الأسود".وتقول أماني: "نحن لسنا كذلك، نعيش ونرسم ونمارس حياتنا الطبيعية"، وتختم: "صحيح أننا نقوم بذلك ضمن حدود، لكننا نقاوم لنعيش".

وقد يهمك أيضا" :

"يونسكو" تتوقّع عدم إكمال 50% من أطفال أفريقيا تعليمهم الثانوي

"اليونسكو" تضم "تلال مدافن دلمون" في البحرين إلى قائمة التراث العالمي

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسامة كاريكاتور سورية تحكي معاناة سكان إدلب بقلم ضوئي على لوح رقمي رسامة كاريكاتور سورية تحكي معاناة سكان إدلب بقلم ضوئي على لوح رقمي



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 07:24 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

غفران تعلن مشاركتها في "الاختيار 2" رمضان 2021

GMT 08:42 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

اتجاهات الموضة في الأحذية لربيع عام 2022

GMT 18:04 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

اتيكيت مقابلة أهل العريس

GMT 13:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 17:36 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

"مودل روز" تثير الجدل بإطلالة جريئة

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته

GMT 05:55 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

هزة أرضية قوية تضرب وهران الجزائرية

GMT 10:51 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

انضمام هند جاد لـ "راديو9090" خلال شهر رمضان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon