كبار فنّاني أوروبا على مرّ العصور يُلهمون مواهب الأوبرا المصرية
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

يُوثِّق الطّلاب معاناتهم اليومية في ظلّ أزمة "كورونا"

كبار فنّاني أوروبا على مرّ العصور يُلهمون مواهب الأوبرا المصرية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - كبار فنّاني أوروبا على مرّ العصور يُلهمون مواهب الأوبرا المصرية

الأوبرا المصرية
القاهره - لبنان اليوم

بدأ طلاب صف الرسم في مركز تنمية المواهب في الأوبرا المصرية إطلاق العنان لأدواتهم كي تصوّر معاناتهم اليومية في ظل أزمة «كورونا»، وبعض جوانب الحياة وملامحها التي تبدلت في ظل المتغيرات الجارية، وتلقوا محاضرة عبر شبكة الإنترنت «أون لاين» استعرض فيها المشرف على الصف أشهر اللوحات العالمية التي صورت الطاعون والأوبئة من أعمال كبار فناني أوروبا في عصور مختلفة، تمتد إلى القرن السادس عشر الميلادي، كي يستوحوا لوحاتهم من أعمال مشاهير الفن التشكيلي الذين وثّقوا لحظات حرجة في تاريخ الإنسانية.

خلال المحاضرة اطلع الطلاب على أشهر لوحات الفنانين الأوروبيين التي صوّرت الطاعون والأوبئة في عصور عدة، وتعرفوا على مدارسها المختلفة وجمالياتها الفنية، منها لوحة «طاعون مارسيليا العظيم» الشهيرة للفنان الفرنسي ميشيل سيري التي رسمها عام 1721 ميلادية، ولوحة «انتصار الموت»، وهي لوحة شهيرة للفنان الهولندي بيتر بروجيل، رسمها في منتصف القرن السادس عشر، وتُعد واحدة من أكثر أعماله شهرة، وهي من مقتنيات متحف ديل برادو في مدريد، وتصوّر اللوحة مشهداً بانورامياً لحرب شعواء بين البشر وجيش جرار من الهياكل العظمية كرمز للموت، إضافة إلى لوحات أخرى لفنانين أوروبيين من عصور مختلفة صوّروا فيها الطاعون والأوبئة، بينهم الفنان الإيطالي الشهير جيوفاني باتيستا تيبولو، وأنجيلو كاروسيلي، وجوزيبي ماريا كريسبي.

ورغم أن بعض الطلاب فوجئوا بوجود لوحات فنية شهيرة وثّقت فترات الأوبئة في عصور مختلفة، فإن تفاعلهم مع هذه الأعمال الكلاسيكية التي ما زالت أسرار جمالياتها الفنية تدرس في جامعات العالم اتخذ منحى مختلفاً، إذ أدرك الفنانون الصغار أحد أهم الفروق بين لوحات الماضي وبين تلك الأفكار الحداثية التي تؤرّق مخيلتهم، منذ اندماج جائحة «كورونا» بالخوف، ففي العصور السابقة كان الفنانون يركزون في لوحاتهم على توثيق الحدث، إذ لم تكن توجد صور فوتوغرافية كما الآن، أو أي أشكال أخرى للتوثيق، هذه الفكرة دفعت الطلاب إلى التركيز على توثيق المشاعر الإنسانية، وما تعكسه معاناة الاضطرار إلى تغيير سلوكيات الحياة اليومية، وما تتضمنه من رمزية فنية تتجاوز مساحات التأثيرات الظاهرية للوباء إلى مناطق أكثر عمقاً داخل النفس البشرية، فشرعت أدوات الرسم في التقاط بكارة أفكارهم وسكبها على أوراق اللوحات.

تنوعت أعمال الطلاب بين مدارس وأشكال فنية مختلفة، ووظّف بعضهم الألوان لإظهار مساحات أكثر عمقاً في المشاعر الإنسانية التي يعيشها البشر في ظل مخاوف العدوى، وفَرض فن البورتريه نفسه باعتباره يتضمن تفاصيل ومساحات تعبيرية لا محدودة ومباشرة لتصوير مستويات متعددة من الانفعالات البشرية، التي تعكس الكثير ممّا يخفيه الإنسان خلف طبقات من التماسك والقوة التي تساعده على مواجهة الواقع، خصوصاً تلك المساحات المُعلّقة ما بين السكون والحركة في ملامح البشر.

ويبلغ عدد طلاب المستوى المتقدم بـ«صف الرسم» 17 طالباً وطالبة، تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 18 عاماً، حسب الدكتور إيهاب كشكوشة، المدرس المساعد في كلية الفنون الجميلة بالزمالك، مسؤول صف الرسم بمركز تنمية المواهب بالأوبرا، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «اطّلاع الطّلاب على أعمال مشاهير الفنانين الأوروبيين التي صوّرت الطّاعون والأوبئة دفعهم إلى التركيز على سبر أغوار المشاعر الإنسانية، وتأثرها بالوضع الذي نعيشيه، إذ أنهم أدركوا أن توثيق المشاعر هو ما يجب أن يقوم به الفن في الفترة الحالية، لا سيما بعدما أصبحت لدينا وسائل كثيرة لتوثيق الأحداث»، مشيراً إلى أن «الطلاب ركزوا على رصد المفردات الحديثة التي أصبحت لصيقة بحياتنا مثل الكمامة وغيرها، فتداخل توثيق المشاعر الإنسانية مع مُفردات الجانحة».

ويُعد مركز تنمية المواهب في دار الأوبرا المصرية، الذي يتبع وزارة الثقافة منذ افتتاحه عام 1993، أحد أهم المراكز الثقافية التي تتبنّى تدريب وتنمية مهارات الأجيال الجديدة في مجالات فنية عدة، على غرار الرسم والباليه والتمثيل والموسيقى والغناء وتعلم العزف على آلات موسيقية متنوعة.

ويعمل المركز، من خلال مقره الرئيسي بدار الأوبرا (وسط القاهرة)، ومقرات إقليمية في كل من الإسكندرية وطنطا ومدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، ضمن خطة للتوسع في تدشين المقرات الفرعية لتغطي محافظات مصر، وفقاً للدكتور عبد الوهاب السيد، مدير المركز، المشرف العام على الأنشطة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «عدد الطّلاب في المقر الرئيس بالقاهرة يبلغ 2750 طالباً، ولدينا 16 صفاً في أفرع فنية متنوعة، وفي الإسكندرية لدينا 1500 طالب، ودمنهور 950 طالباً، ونُجهّز في الوقت الراهن مقرّات في محافظات أخرى، من بينها سوهاج وأسوان بصعيد مصر، ومدن القناة الثلاث، الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، بهدف الوصول إلى الأطفال والأجيال الجديدة في جميع المحافظات».

قد يهمك ايضا:رانا الفلسطينية تُجسد "ضجيج الحياة" في لوحات ساحرة يشعر به كل ذوّاق للفن

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كبار فنّاني أوروبا على مرّ العصور يُلهمون مواهب الأوبرا المصرية كبار فنّاني أوروبا على مرّ العصور يُلهمون مواهب الأوبرا المصرية



GMT 22:56 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

مصر تسترد 5 آلاف قطعة أثرية من الولايات المتحدة

GMT 22:40 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

اكتشاف شبكة أنفاق "بلا نهاية" ومدينة تحت الأرض في السودان

GMT 03:27 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

علماء يكتشفون أداة حربية مدهشة استخدمت قبل 5 آلاف عام

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

طفلة تونسية كفيفة تصدر عشرات الكتب الأدبية المميزة

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon