جبران خليل جبران يطل من عليائه ونحن معلقون بين ارض وسماء
آخر تحديث GMT04:13:47
الاثنين 9 حزيران / يونيو 2025
 لبنان اليوم -
أخر الأخبار

جبران خليل جبران يطل من عليائه ونحن معلقون بين ارض وسماء

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - جبران خليل جبران يطل من عليائه ونحن معلقون بين ارض وسماء

ترجمة جديدة لكتاب النبي لجبران خليل جبران
بقلم : دلال قنديل

يتوالدُ الوطن بالافكار وقد يحيا بالكلمات إن لم يبقَ فيه ما يشي بحياة .في بلاد الظّلام والظلمة يصدح نور وإن خرجت الأحرف من افواه المعذّبين. صمتٌ هو خرس العاجزين يطالعنا في وجوه محمّلة بالشّقاء والخذلان، على مسافة زمنية محدودة من ذكرى الرابع من آب المشؤوم،يوم تزلزل البنيان وإنكشفت الهاوية في لبنان، على مسافة زمنية قليلة،سطع نور جبران جليل جبران بإحتفاء اكاديمي لبناني عالمي.
بدت ترجمة الشاعر هنري زغيب لكتاب "النبي" مرفقة برسومات جبران ولادة جديدة للمتأمل بمساره الانساني. هذا الملهم الذي كلما ظننا اننا إكتفينا منه أدركنا ان ما  ينقصنا اكثر بكثير مما بلغناه.
"تجرأ الشاعر هنري زغيب على ترجمة جديدة لكتاب النبي لأنه أقدم على عمل سبقه اليه عدد من الادباء المتمكّنين ترجموا النبي بدءاً من اقرب اثنين الى جبران على حياته الارشمندريت انطونيوس بشير ١٩٢٦ والاديب الكبير ميخائيل نعيمة ١٩٥٦. "بهذه الكلمات يفتتح الكتاب رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور ميشال معوض.
  في عتمة بيروت أطلت هالة  جبران ، بدت ألوانه دعوة للمترددين ،بأن نبضاً ما زال يقبع تحت هذا الرماد وثمة من سينفخ فيه الروح ولو من بعيد.
من نافذة الطائرة قبل أن يمحو الغيم زرقة بحر بيروت تراءى لي جبران متأملاً عذاباتتا،يعيد ترتيب افكارنا، يستبدل يأسنا بالضؤ المنبعث من الروح،ينزع تعصبنا وعدوانيتنا التي تنحرنا كل يوم لتنبت محبة سامية.
في الحب تطالعنا كلماته
"يومَ الحب يندهُكم انقادوا له
ولو ان دروبه وعرةٌ شائكة
ويوم يغمركم بجناحية إستسلموا اليه
ولو ادماكُمُ السيفُ الخبيءُ بين ريشِهماً ويوم يخاطبكم آمنوا به".
 
طبقات الغيم المتخفّفة من هطول الصيف ورعده ، المتلصّصة على شمس تغفو تحت جناح النهار ،حملت اليّ ترجمة الشاعر هنري زغيب لكتاب "النبي" مرفقة برسومات جبران في كتاب أنيق الطباعة هو حصيلة مناقشات وندوات في مؤتمر دولي احتفالاً بمئوية الكتاب وبدعوة من «مركز التراث اللبناني» في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت.
 إستمر المؤتمر ليومين على مدى خمس جلسات نقاشية.
إستوقفني ما تضمنّته الجلسة الثانية من كشف للباحث الإيطالي فرنشسكو ميديتشي "وثائق مجهولة عن جبران الناشط السياسي" في عصره، ولعرض الباحث البلجيكي فيليب ماريسيل ل "الفروقات والتغييرات الجبرانية المختلفة" بين طبعة وأُخرى من طبعات "النبي" المتتالية.
مازالت الدهشة تنال منا كلما طالعنا الغرب بنسَبٍ جديد يقرأ  في لبنان تاريخَ جبران خليل جبران الاديب والفيلسوف البليغ،كأن بهذه المكانة تطرح علينا تحدي أن نليقَ بهذا الإرث العظيم.
همسٌ خفيٌ تلمستُه، بكل هذه المحّبة العميقة لبلد يُسمى في بقاع العالم بإسم جبران بعد مئة عام على كتاب "النبي" ٢٠٢٣-٢٠٢٣،بعد ثلاث مئويات تم إحياؤها من قبل المركز بمشاركة أدباء لبنانيين وعالميين لكتب أخرى من كتبه.
مرّة اخرى تصلنا "ممسرحة" افكاره و فلسفته لنهتدي اليه يقول في المحبّة والحب والعطاء والزواج ونردّد بعده
" فلتبقَ في اتحاد كما فسحات، تتهادى فيها بينكما نسائمُ الجنة"
"تعاشقا ولا تجعلا من الحب وثاقاً بل اتركا بين شواطىء روحيكما بحراً طليق الموج..." ذاك الثائر، المتمرّد،المحب، العاشق، الإنساني والعطوف.
المتحرّر من الدنيا بتأويلات متعالية على ما أرادته المؤسّسات الدنيوية والدينية على إختلافها...
 "لقد أقاموا يا يسوع لمجد أسمائهم كنائس ومعابد كسوها بالحرير المنسوج والذهب المذوَّب، وتركوا أجساد مختاريك الفقراء عارية في الأزقّة الباردة".
كالحلم ذاك الصفاء، يجعلنا اقرب للسماء من الارض،كأن بنا  نطفو على جناح غيمة ،قد لا نرغب أن نطىء أرضاً ملوّثة بالحروب والطمع والتعصب والأحقاد.
هنا الكلمات تُبعثرنا تُعيدُ تكوينَنا،تتلاعب بيأسِنا وتزرع فينا الفرح .
 بأعينِ من عرف جبران خيراً منا يتألّف هذا العطاء والبلاغة في المعنى،بفكر من تلقّفه بدروبه المتعرّجه،بقلبه المشرَّع للحب ،بصوته المحفّز على المحبّة  وموسيقاه المندورة لتهدئة ارواح المعذّبين،نهتدي اليه في لحظة الأسى كبلسم للمعذّبين التوّاقين للعدالة بديلاً  أو النسيان.

قد يهمك ايضا:

وثائق جديدة عن جبران خليل جبران مع ترجمة «هذا الرجل من لبنان»

امرأة تكفّلت بمصروفات "خليل جبران" فكتب فيها شعرًا غزليًا

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جبران خليل جبران يطل من عليائه ونحن معلقون بين ارض وسماء جبران خليل جبران يطل من عليائه ونحن معلقون بين ارض وسماء



ستيفاني عطاالله وزاف قصة حب تحولت إلى عرض أزياء أنيق تُوّج بزفاف ساحر

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 17:12 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال السعودي يربط رازفان لوشيسكو بلاعبيه في الديربي

GMT 21:10 2021 الثلاثاء ,14 أيلول / سبتمبر

طنجة عروس شمال المغرب افضل وجهات شهر العسل لصيف 2021

GMT 05:37 2022 الإثنين ,20 حزيران / يونيو

رسالة من وزير السياحة اللبناني إلى بلدية الغبيري

GMT 08:00 2022 الأحد ,08 أيار / مايو

طرق ارتداء الأحذية المسطحة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 12:35 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

"تي باو" تطلق اللاب توب Tbook X11 الجديد

GMT 12:31 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

أفضل أنواع الماسكارا المقاومة للماء

GMT 16:10 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

بنوك لبنانية تنسحب من قبرص

GMT 19:38 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح عند اختيار طاولات غرف طعام مستديرة

GMT 04:50 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

أفضل وجهات شهر العسل بحسب شهور العام

GMT 18:51 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

ملابس ربيعية مناسبة للطقس المتقلب
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon