لبنان تحت تأثير ارتدادات زيارة لاريجاني وسط رسائل إيرانية تؤكد موقع حزب الله في مشروعها الإقليمي
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

لبنان تحت تأثير ارتدادات زيارة لاريجاني وسط رسائل إيرانية تؤكد موقع حزب الله في مشروعها الإقليمي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - لبنان تحت تأثير ارتدادات زيارة لاريجاني وسط رسائل إيرانية تؤكد موقع حزب الله في مشروعها الإقليمي

علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني على خامنئي
بيروت ـ لبنان اليوم

بقي لبنان اليوم «تحت تأثير» ارتداداتِ الزيارةِ «الصاخبة» التي قام بها أمينُ المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، وما أحدثتْه من «غبارٍ» في ضوء ما بدا أشبه بـ «قواعد دبلوماسية» جديدة دشّنتها بيروت مع الجمهورية الإسلامية على قاعدة «من الندّ إلى الندّ»، وتَعَمُّد طهران تأكيد موقع «حزب الله» كـ «قاعدة أمامية» لها، هجوماً ودفاعاً، في مرحلةٍ مفصليةٍ تمرّ بها ومشروعها الإقليمي الذي يواجه موجةَ انحسارٍ عاتيةٍ في ضوء التداعيات المتوالية لـ «طوفان الأقصى».

وعلى أهمية «الانتفاضة الدبلوماسية» غير المسبوقة ولا المألوفة للبنان الرسمي بوجه لاريجاني والتي فَرَضها حجمُ التدخل الإيراني النافر في الشأن اللبناني عبر تصريحاتِ مسؤولين رفيعي المستوى اعتبروا قرار حكومة الرئيس نواف سلام بسحْب سلاح «حزب الله» بمثابة «حلم لن يتحقق»، فإنّ خلاصاتِ محطة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي تشي بأنها أقرب إلى «قِفْلٍ» إقليمي وُضع لملفّ السلاح ويُخشى أن يضع «بلاد الأرز» أمام بابٍ موصد، لا يمكنها بإزائه لا التقدّم نحو «عاصفة داخلية» ولا التراجع إلى حيث تَكمن لها «النار» الإسرائيلية أو «التخلّي» الدولي.

ولم يتطلّب الأمر كثير عناء لتحديد ما انتهتْ إليه زيارة لاريجاني التي توّجها بلقاء الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، سواء في ضوء المواقف الواضحة له أو حتى «معركة الصُوَر» عبر صفحاتٍ رسمية على مواقع التواصل (تابعة للاريجاني وسفارة بلاده في بيروت)، في ما بدا مزيجاً من تَشَدُّدٍ إيراني – برسم واشنطن – في تَظهير «حدود اللعب» معه طهران في لبنان ومحاذيره، ومن محاولةٍ لتغطيةِ معاني اعتماد بيروت لغة «بلا قفازات» مع الضيف الإيراني الذي «قسا» عليه الرئيسان جوازف عون ونواف سلام في معرض رفْضهما «التدخل بشؤوننا أو مناقشة قرارات الحكومة في أي دولة أخرى» وإصرارهما على المضي بمسار سحْب السلاح.

فلاريجاني رسّم بوضوحٍ «خطاً بالأحمر العريض» أمام أي استفرادٍ بحزب الله تحت عنوان نزْع سلاحه وفق جدولٍ زمني، وصولاً لاعتباره ذلك من ضمن «خطة أميركية من على بُعد آلاف الكيلومترات»، محدداً خريطة طريق «مضادة» لواشنطن (ولبنان الرسمي) تكرّس ضمناً إيران «ممراً» لأي نقاش أو إطار لمعالجة قضية السلاح التي أكد وجوب أن تكون «بالحوار والمشورة» مع الحزب، ومفنّداً «موجبات» الحفاظ على «المقاومة» وتالياً احتفاظها بترسانتها.

ومع هذه «الرسائل» المباشرة، يبدو لبنان في الطريق إلى أسبوعين «حَرِجين» في ضوء استحقاقين – اختباريْن:

– الأول موعد 31 آب الذي حدّدته الحكومة للجيش اللبناني لوضْع الخطة التطبيقية لقرار سحب السلاح (على مراحل تنتهي قبل آخر ديسمبر وتُلاقي مراحل ورقة براك)، وسط إعلان وزير البيئة تمارا الزين (من حصة الرئيس نبيه بري) أن مجلس الوزراء سيعقد مبدئياً جلسة في 2 أيلول لعرضها ومناقشتها.

وفي هذا الإطار، يقف لبنان أمام منعطف شديد الخطورة حتّمه ارتسام الـ لا الإيرانية الصريحة لسَحْب السلاح والتي لا يمكن فصْلها عن سعي طهران لـ «لملمة» صفوف محورها الذي تعمّقت «جراحه» في ضوء حرب الـ 12 يوماً بينها وبين إسرائيل، وتجميع أوراقها وانتقال أذرعها إلى وضعية «الإصبع على الزناد» في ملاقاة التلويح لها أوروبياً بتفعيل «آلية الزناد» وفي موازاة السعي لاستئناف «طاولة النووي».

«جدار حديدي»

وترى أوساط سياسية أن لبنان بات عملياً أمام «جدار حديدي» إيراني ومن حزب الله يجعله بين مطرقة الضغوط الدولية التي تستعجل سحب السلاح بل أي اندفاعة إسرائيلية لأخذ الأمر بيدها، وبين سندان «الضغط المعاكس» من طهران، وهو ما يعني واقعياً أن أي مضيّ بالانتقال إلى «المرحلة التنفيذية» لقرار تفكيك ترسانة «حزب الله» هو بمثابة وصفة لصِدام داخلي، في الوقت الذي تشكّل أي فرملة لهذا المسار تحت عنوان «العجز» عن التطبيق دعوة للخارج لنفض اليد من أي دعم لبلاد الأرز سواء في مسار الإعمار والنهوض أو ربما حتى ترْكه ليواجه ما تحوك له إسرائيل.

ولم يكن ينقص لبنان في هذا المعنى سوى استحضار بنيامين نتنياهو حلم «إسرائيل الكبرى» وما تنطوي عليه من شمول أجزاء من لبنان به، كما دول عربية أخرى، غداة «زيارة» رئيس الأركان إيال زامير لأحد المواقع من أصل خمس نقاط تحتلها قواته منذ الحرب مع حزب الله، مؤكداً أن جيشه «يضرب بفعالية ويحبط التهديدات باستمرار»، ومعلناً «أن سبب وجودنا هنا اليوم هو أننا غيّرنا الواقع الأمني في الساحة الشمالية»، ومتحدثاً عن «إنجازات غير مسبوقة، منذ تفاهمات وقف النار».

النقاط الخمس

على أن موقفاً بارزاً بدا بمثابة أول إشارة «ليونة» من إسرائيل في ما خص ربط الانسحاب من النقاط الخمس بسحْب سلاح الحزب وإن من ضمن «ترتيب الأولويات» الإسرائيلي والأميركي الذي يرفضه «حزب الله» ومن خارج أي تعهدات بوقف النار خلال «المرحلة التنفيذية».

فقد أعلن قائد المنطقة الشمالية «أن نية الحكومة اللبنانية جمع سلاح حزب الله إيجابية جدا»، لافتاً إلى أن «الانسحاب من النقاط الخمس مرتبط بانتهاء نشاط حزب الله»، و«مستمرون في استخدام القوة لتفكيك سلاحه، وقدراته على إعادة التسليح محدودة بعد ضرب منشآته».

في السياق نفسه المدجَّج بالمَخاطر التي تحوط باستحقاق نهاية أغسطس لم يقلّ دلالة إعلان السفير الإيراني مجتبى أماني عبر «أكس» أن زيارة لاريجاني «تكللت بالنجاح على كل المقاييس، حيث أجرى خلالها سلسلة لقاءات جيدة وودية وصريحة مع الرؤساء وقيادات وشخصيات من مختلف الطوائف والمشارب؛ وقد أسهمت هذه اللقاءات في إزالة كل الالتباسات والهواجس التي أُلصقت بالمواقف الإيرانية الواضحة والشفافة».

وأضاف: «كان اللقاء مع دولة الرئيس الأخ نبيه بري، كعادته، مميزاً ومثمراً، تُوِّج بالتصريحات الواضحة والمعبرة التي أطلقها الدكتور لاريجاني في مؤتمره الصحافي في عين التينة. كما رسّخ لقاؤه مع الأمين العام لحزب الله الدعم الإيراني المتواصل للبنان ومقاومته ضدّ العدو الإسرائيلي».

وعلى الموجة نفسها، أكد نائب «حزب الله» علي المقداد أن زيارة لاريجاني للبنان ناجحة لأنها إثبات وجود لهذا الإيراني السياسي الذي يريد أن يكون صديقاً ليس فقط ‏للمقاومة أو لفريق لبناني بل لكل اللبنانيين، مشيراً إلى أنها«بارقة أمل في أن يكون ثمة داعم للمقاومة ولبنان لأن ثمة أشخاصا يدعموننا وآخرين يحاولون قتلنا».‏

وأكد أن«سلاح حزب الله باقٍ باقٍ باقٍ وهو شأن داخلي لبناني، وعندما تخرج إسرائيل من كل ‏الأراضي اللبنانية وتوقف الاعتداءات ويعود الأسرى ويبدأ الإعمار عندئذ نبحث في موضوع الإستراتيجية الدفاعية».‏

التمديد لـ «اليونيفيل»

– أما الاستحقاق الثاني الذي يترقّبه لبنان، فهو موعد 25 آب التاريخ المفترَض لجلسة مجلس الأمن للتمديد لقوة «اليونيفيل»، وسط عدم اتضاح هل سيتم ذلك على قاعدة إدخال تعديلات على تفويضها يتيح لها حرية التدخل دون مؤازرة الجيش اللبناني جنوب الليطاني وبـ«روحيةٍ»مستمدة من الفصل السابع، أم بصيغة تكرّس أنه التجديد السنوي الأخير (اليونيفيل تعمل في الجنوب منذ 1978) وذلك من ضمن محاولةٍ لحضّ لبنان على إنجاز سَحْب السلاح وبسط سلطته وفق المقترح الأميركي لحل مستدام.

وفي الوقت الذي جاءت مواقف لاريجاني المتصلبة من لبنان موجّهة «بالاسم» وبالبريد السريع لتوماس براك ومقترحه، تتجه الأنظار لما سيعلنه الأخير من بيروت التي ينتظر أن يعود إليها مطلع الأسبوع وربما ترافقه المبعوثة السابقة مورغان أورتاغوس التي تتولى مهمات في بعثة بلادها لدى الأمم المتحدة ما يضعها على تماس مع ملف «اليونيفيل».

وكان لافتاً أمس ما أوردته قناة lbci اللبنانية نقلاً عن مصدر دبلوماسي فرنسي من أن اجتماعاً عقد أمس في باريس بين مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر وممثلين لوزارة الخارجية الفرنسية ووزارة الجيوش الفرنسية وبين ممثلين للقيادة المركزية الأميركية (سيبتكوم) وبراك، وهو ما اعتبرت الأوساط السياسية أنه مرتبط في جانب منه بقضية لبنان و«اليونيفيل».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

جوزيف عون يُكلف نواف سلام رسمياً بتشكيل حكومة لبنان الجديدة بعد تأييده بـ 85 صوتاً نيابياً

 

رئيس الوزراء العراقي يُهنئ جوزيف عون بمناسبة انتخابه رئيساً للبنان

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان تحت تأثير ارتدادات زيارة لاريجاني وسط رسائل إيرانية تؤكد موقع حزب الله في مشروعها الإقليمي لبنان تحت تأثير ارتدادات زيارة لاريجاني وسط رسائل إيرانية تؤكد موقع حزب الله في مشروعها الإقليمي



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:57 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

انتصار لبناني جديد...

GMT 19:28 2021 الأربعاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق المكتب مع غرفة الجلوس بطريقة جذابة

GMT 05:31 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

حصاد مر

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 13:36 2012 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مورينيو: لن أستقيل وأدان أفضل من كاسياس

GMT 20:27 2022 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

يارا تتألق بفستان أسود طويل

GMT 07:18 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

أبرز الأبراج التي يصعب عليها الحب بسهولة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon