في تصعيد غير مسبوق منذ عقود، أعلنت إيران، صباح اليوم، إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إسرائيل تحت مسمى "الوعد الصادق 3"، ردًا على العملية الإسرائيلية التي أطلقت عليها تل أبيب اسم "الأسد الصاعد"، والتي استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية وأدت إلى مقتل عدد من كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، بينهم اللواء حسين سلامي، القائد العام السابق للحرس.
وأكدت وسائل إعلام إيرانية، بينها وكالة "إرنا" وتلفزيون إيران الرسمي، أن الهجوم الإيراني بدأ بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه مواقع حيوية داخل إسرائيل، فيما أظهرت مشاهد حية أعمدة دخان كثيفة تتصاعد في سماء تل أبيب والقدس، وسط دوي انفجارات متتالية وصافرات إنذار في أنحاء متفرقة من البلاد.
من جهتها، أعلنت إسرائيل أن منظومة الدفاع الجوي اعترضت "عدداً كبيراً" من الصواريخ، لكنها أقرت بسقوط ما لا يقل عن تسعة صواريخ في مناطق مختلفة داخل الأراضي الإسرائيلية، وفقًا لتقرير صادر عن القناة 12 الإسرائيلية، التي أشارت إلى إطلاق ما بين 150 و200 صاروخ حتى الآن. وأعلنت منظمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" عن إصابة سبعة أشخاص على الأقل في مناطق وسط البلاد، دون أن توضح خطورة الإصابات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الإعلام والمواطنين "مطالبون بعدم نشر مواقع سقوط الصواريخ"، محذرًا من أن ما وصفه بـ"العدو" قد يستخدم هذه المعلومات "لتطوير قدراته الهجومية وتحسين دقة ضرباته".
وفي تطور لافت، أعلنت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرتين حربيتين إسرائيليتين، مؤكدة أسر قائدة إحدى الطائرات، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي جملة وتفصيلًا، مشيرًا إلى أن "جميع طائراته عادت بسلام إلى قواعدها"، على حد تعبير المتحدث الرسمي.
وفي طهران، أكد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أن بلاده لن تسمح لإسرائيل بـ"الإفلات من العقاب"، مشددًا على أن الرد الإيراني "سيكون قاسيًا، ولن يتوقف حتى تدفع إسرائيل ثمناً باهظاً". وقال في خطاب متلفز إن "الأمة الإيرانية يجب أن تطمئن إلى أن القوات المسلحة تقوم بواجبها ولن تقصر في الدفاع عن أمن البلاد وكرامتها".
الرد الإيراني يأتي بعد ساعات من إعلان إسرائيل تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت منشآت نووية في نطنز وفوردو، حيث أفادت تقارير عن انفجارات قوية قرب المنشآت النووية جنوب طهران، وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تراقب الوضع عن كثب، مشيرة إلى عدم وجود تغيرات إشعاعية خطيرة خارج المواقع المستهدفة.
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني تعيين اللواء محمد باكبور قائداً جديداً خلفًا للواء سلامي. وفي أول بيان له، توعد باكبور إسرائيل بـ"عواقب مدمّرة"، معتبرًا أن "العدوان الإسرائيلي تجاوز الخطوط الحمراء للسيادة الإيرانية".
دوليًا، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعمه الكامل لإسرائيل، واصفًا الهجوم على إيران بأنه "خطوة ممتازة"، ومشدداً على أن "واشنطن لم تشارك في العملية الإسرائيلية".
في الأثناء، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية سقوط صاروخ أُطلق من اليمن في منطقة مفتوحة قرب مدينة الخليل، وسط مخاوف من انضمام أطراف أخرى من "محور المقاومة" إلى المعركة، ما قد يوسّع نطاق المواجهة إقليميًا.
ويتابع المجتمع الدولي بقلق بالغ هذا التصعيد المتسارع، في وقت لم تُعلن فيه أي من العواصم الكبرى مبادرات وساطة حتى اللحظة، فيما تتزايد الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار لتجنّب انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إسرائيل تضرب العمق الإيراني مستهدفة منشآت نووية وطهران تتعهد برد يقلب المعادلة
ضربات جوية متتالية تمنح إسرائيل سيطرة مؤقتة على الأجواء الإيرانية
أرسل تعليقك