ريشار قيومجيان يدعو إلى تدقيق مالي بعيدا عن تصفية الحسابات
آخر تحديث GMT11:13:29
 لبنان اليوم -

لا يحمل الحكومة اللبنانية الحالية مسؤولية الوضع التراكمي

ريشار قيومجيان يدعو إلى تدقيق مالي بعيدا عن تصفية الحسابات

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - ريشار قيومجيان يدعو إلى تدقيق مالي بعيدا عن تصفية الحسابات

ريشار قيومجيان
بيروت - لبنان اليوم

مجبرون على التعاطي من البنك الدولي وصندوق النقد والدول المانحة

أكد الوزير السابق ريشار قيومجيان، في خلال ندوة سياسية، انه "لا يحمل الحكومة الحالية مسؤولية الوضع التراكمي، ولكن كان على هذه الحكومة عدم الدخول في محاور بل ان تركز على عملها من دون الدخول في تصفية حسابات سياسية". واعتبر أنه "ربما اليد الخفية المتمثلة بـ"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" هي من ادخل الحكومة بشكل مباشر الى المعترك السياسي".

وأَضاف قيومجيان انه بعد ضغط الناس وصرختهم وفي ظل الوضع القائم، الذين في السلطة اليوم اشبه بتماسيح سياسية اذ يتعاطون وكأن ثورة 17 تشرين لم تقم وكأن البلاد ليست بحاجة الى تغيير في النمط القائمة وفي الذهنية السياسية السيئة، فلا هيئات ناظمة شكلت ولا تعيينات مالية وقضائية". وقال:"منذ 17 تشرين، نعيش من دون ادارة للوضع القائم حتى بعد الحكومة الجديدة التي رغبنا ان تكون محايدة ومستقلة ولكن للاسف بعد 70 يوما لم نر ان لديها اي خطة لانقاذ الوضع المالي والاقتصادي. دخلت الحكومة بشكل واضح الى عالم المحاصصة والمحسوبيات السياسية ما ادى الى شلل العمل الحكومي في البلاد. كيف نعالج الوضع النقدي ولم نستطع القيام بالتعيينات لنواب حاكم مصرف لبنان ولا وجود لمفوض الحكومة. من هنا تبدأ المعالجة. أين هيبة القضاء في لبنان اليوم؟ واين التعيينات فيه؟".

وتابع قائلا :"عامل الوقت ليس لمصلحة البلاد ولا لمصلحة الحكومة. الدور الأساسي المطلوب منها اليوم يجب ان يكون دورا إصلاحيا للوضع الاقتصادي والمالي من دون الدخول في الزواريب. ما من سيولة مالية عند المواطنين، لذلك بات أمر ضروري البدء بالإصلاحات القاسية لكي نستمر قبل ان نصبح كالنموذج الفنزولي. اولى الاولويات اجراءات تعيينات مالية لأننا مجبرون على التعاطي من البنك الدولي وصندوق النقد والدول المانحة. لا يمكن التعاطي بهذه الخفة وبلا هيكلية في مواجهة الوضع".

وشدد قيومجيان على "ان مقاربة ملف التدقيق يجب الا تكون مجتزأة، مؤكداً أن "القوات اللبنانية" مع تدقيق مالي شامل وعام لكل وزارات وادارات ومؤسسات الدولة من ضمنها مصرف لبنان، مؤسسة كهرباء لبنان، المرفأ والجمارك، وزارة الطاقة وكل الوزارات حتى تلك التي استلمتها "القوات". وقال:"المطلوب التدقيق المالي من دون استهداف اي موقع او تصفية حسابات او البحث عن كبش محرقة. طالبت دول العالم من لبنان منذ اكثر من سنة ان يبدأ بالإصلاحات لتحسين الوضع الاقتصادي والمالي وهذا ما كرره الموفد الفرنسي بشأن تطيبق مقررات سيدر، ولكن ما من آذان صاغية ولذلك انسحبنا من الحكومة".

وردا على سؤال، أجاب قيومجيان: "قد لا يكون هناك جبهة ومعارضة موحدة اليوم، ولكن كل الافرقاء موحدون حول المطالب الاصلاحية البديهية التي على الحكومة الاسراع بالسير بها. المطلوب واحد خطة انقاذ اقتصادية - مالية بمواكبة صندوق النقد والشروع فورا بالاجراءات الاصلاحية للخروج من المأزق القائم. اخذ الاجراءات هو دور الحكومة لا المعارضة".

واعتبر قيومجيان ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ليس السامري الصالح ولا مريم المجدلية حيث الجميع يرجمونه، مضيفا: "سلامة يتحمل جزءا من المسؤولية في ما وصلنا اليه. اما الجزء الاساسي فتتحمله السلطة الحكمة والحكومات المتعاقبة. فهل هو مسؤول عن الدين العام وعجز الموازنات؟ هل هو مسؤول عن تخمة التوظيفات؟ هل هو مسؤول عن ملف الكهرباء؟".

تابع: "اصر بعض الأطراف الى استلام ملف الكهرباء خلال حكومات متعاقبة، رغم فشلهم في إدارته. الاقرار بالفشل فضيلة، وكنت أتمنى على التيار الوطني الحر ان يسلم هكذا ملف لأطراف سياسية أخرى. دين الكهرباء بلغ في لبنان 40 مليار دولار" ، كما شدد على انه رغم اخطاء او حتى خطايا حاكم مصرف لبنان فيجب الا يحمل وحيدا المسؤولية".

وأردف الوزير السابق قائلا :"رياض سلامة لا يمكنه ان يتصرف من دون موافقة الحكومات المتعاقبة. ربما كان عليه ان يصارح اللبنانيين بحقيقة الوضع المالي والاقتصادي منذ خمس سنوات ووقف الاستدانة من دون ضبط العجز بالموازنات وتحفيز النمو".

وردا على سؤال، اجاب: "الثورة اليوم ليست موجهة فقط ضد المصارف، وعلينا الانتباه الى عدم تحميل المصارف كل المسؤولية فهي تتحمل جزءا منها. يجب الا ندمج بين مطالب الناس المحقة باسترداد اموالها وبين ضرب القطاع المصرفي والنظام الاقتصادي الحر في لبنان".

ولفت قيومجيان الى انه ربما من "اسباب نقمة "حزب الله" اليوم على حاكم مصرف لبنان انه ينفذ العقوبات بحذافيرها وذلك بموافقة كل الاطراف السياسية الاخرى، مضيفا: "نحن كدولة ملزمون بتطبيقها والا يكون الامر كارثيا. اتصور أن حزب الله يأخذ الأمور باتجاه استهداف المصارف لأن السياسة النقدية والمالية القائمة لا تصب في مصلحته". وقال:" ربما حزب الله يريد ان يجعل من العقوبات في حقه عقوبات على لبنان والوضع النقدي فيه، فيجب الا نقع في هذه الفخ. علاقة لبنان بصندوق النقد الدولي او البنك الدولي او الولايات المتحدة يجب ان تبقى مفصولة عن "حزب الله" والعقوبات في حقه".

وأكد قيومجيان "ان مسؤولية "حزب الله" كبيرة بالعودة الى الدولة والكف عن المغامرات الخارجية وتسليم سلاحه". وقال:""بالطبع وضعية الحزب تؤثر على الوضع المالي والاقتصادي الذي نعاني منه وهو يتحمل جزءا من المسؤولية. القول ان تدخل صندوق النقد الدولي عبر قروض ومساعدات هو نوع من الوصاية كلام غير سليم. نحن مثلنا مثل مصر، اليونان، الارجنتين وغيرها ويجب الا نخجل من الطلب. صندوق النقد موجود لمساعدة الدول التي ترزح تحت عبء ازمات مالية واقتصادية وقد يكون عاملا مساعدا لضبط الفساد والسرقة التي نعاني منها".

ردا على سؤال، اجاب: "نحن نحدد مكامن الخلل والفساد الذي يجب معالجته، اما قول بعضهم انه لا يمكن ذلك بسبب وجود حزب مسلح يسيطر مثلا على المعابر غير الشرعية، فانا اقول له إن مرجعيتي الدولة ومؤسساتها الامنية والعسكرية وعليها ان تتحمل مسؤولياتها".

وأشار قيومجيان الى "ان إدارة الشأن العام اليوم بيد حكومة الرئيس حسان دياب وهي تتحمل المسؤولية"، مضيفا:"سعر صرف الدولار ارتفع نسبة لليرة بسبب غياب الناس الكفوءة في إدارة الوضع المالي اللبناني وعدم الانطلاق بخطة انقاذية واصلاحية. يجب الا نحمل المعارضة الخلل في التعيينات، فالقرار في مجلس الوزراء ومعروف خطه السياسي. للأسف التأخير فيه يكمن لأسباب خلافية ضمن الصف السياسي الواحد".

وعن دعوات بعضهم الى التأميم، قال: "لن نسمح بتغير وجه لبنان الاقتصادي الليبرالي او المس بالاقتصاد الحر او بودائع المواطنين او اخذنا الى المنوذج الفنزولي ولا يمكن القبول بطرح بعضهم بالتأميم".

وردا على سؤال، اجاب: "لست مغرما بصندوق النقد ولكن لا ارى امكانية لضخ السيولة الا من خلال المؤسسات الدولية. نحن بحاجة لضخ سيولة فورية بـ10 مليارات دولار وفي السنوات الثلاث المقبلة نحن بحاجة لسيولة 30 مليار دولار إضافة الى خطة إصلاحية لمعالجة الوضع الاقتصادي والقطاع العام وآلية عمل الدولة".

وعن تحميل "التيار الوطني الحر" مسؤولية الانهيار الاقتصادي والمالي للسياسات الحريرية، أجاب: "الحكومات المتعاقبة تتحمل جزءا من مسؤولية ما وصل اليه الوضع الاقتصادي الراهن، لكن لا يمكن للتيار الوطني الحر الذي لغى بالأمس كتاب الابراء المستحيل حين كانا "بشهر عسل" ان يحمل اليوم الوضع الاقتصادي على الحريرية السياسية".

وتعليقا على المواقف التي اطلقها رئيسه جبران باسيل في مؤتمره الصحافي الاخير، قال: "ممارسة باسيل الوصاية على الحكومة الحالية تناقض ما جاء في مؤتمره الصحافي عن محاربة الفساد. اذا اردت ان تحارب الفساد عليك ان تتوقف عن المحاصصة وعن التدخل في التعيينات. هذا جزء من منظومة الفساد التي لا تقتصر على النهب المالي بل تشمل ايضا اسلوب الممارسة".

اضاف:"فليقلعوا عن المزايدات الرخيصة والاستثمار السياسي في ملف السرية المصرفية، هناك اكثر من اقتراح قانون في مجلس النواب ويجب ان يبصر النور قانون واحد. نحن مع رفع السرية المصرفية عن الموظفين وعن كل من يتعاطى الشأن العام وهناك قوانين يمكن تطبيقها اليوم، ولا حاجة لرفع السرية المصرفية بشكل شامل".

كما ذكر ان "القوات اللبنانية" اول من دعا الى الاستقالة وتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين على لسان الدكتور سمير جعجع في اجتماع بعبدا الاقتصادي في 2 ايلول 2019"، وقال:""يا ليتهم ساروا بطرحنا ويا ليتهم بعد الثورة شكلوا هكذا حكومة. رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان طالب الحكومة باسم القوات اللبنانية بالخطة الانقاذية الإصلاحية مرارا في جلسات مجلس النواب، بهدف ان تكون الحكومة والبرلمان خلية عمل إصلاحي. ولكن للاسف هناك بطء وتله بخلافات كرمي رئيس الحكومة كل اسباب الفشل على حاكم مصرف لبنان".

واختتم قائلا "الحرب الأهلية مستبعدة في لبنان ولا اعتقد ان اي طرف لديه الرغبة او المصلحة او التخطيط لذلك. بالطبع قد نشهد تعاظما للفوضى في الشارع فنحن قادمون على وضع معيشي أسوأ ولكن اتوقع ان تبقى في اطارها المحدود والا تتحول الى حرب اهلية".

قد يهمك أيضًا

"الأعلى للدفاع" يرفع إنهاء إلى مجلس الوزراء اللبناني من 27 نيسان حتّى 8 حزيران

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ريشار قيومجيان يدعو إلى تدقيق مالي بعيدا عن تصفية الحسابات ريشار قيومجيان يدعو إلى تدقيق مالي بعيدا عن تصفية الحسابات



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 20:45 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 11 أبريل / نيسان 2023

GMT 17:08 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

ربيع سفياني يكشف أسباب تألقه مع التعاون

GMT 19:29 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نائب رئيس الشباب أحمد العقيل يستقيل من منصبه

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 22:12 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:14 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 03:49 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

"Dior" تجمع عاشقات الموضة في حفل سحور بدبي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon