في تصعيد غير مسبوق ينذر بتفجّر صراع إقليمي شامل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن "المعركة التي تخوضها إسرائيل ضد إيران تهدف إلى تغيير وجه العالم"، وذلك في أعقاب سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية، أبرزها منشآت نطنز وأراك.
وفي الوقت ذاته، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه عدة مناطق في إسرائيل، في أعنف رد منذ اندلاع المواجهات المباشرة بين الطرفين في 13 يونيو الجاري، والتي خلفت مئات القتلى وآلاف المصابين على الجانبين.
أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن إصابة 271 شخصًا في مختلف أنحاء البلاد، بينهم 71 مصابًا في قصف مباشر على مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع. وقالت الوزارة إن معظم الإصابات كانت نتيجة نوبات هلع أو إصابات طفيفة أثناء توجه المدنيين إلى الملاجئ.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوّت في شمال إسرائيل إثر إطلاق وابل جديد من الصواريخ الباليستية الإيرانية، فيما وُصف بأنه هجوم واسع النطاق غير مسبوق من حيث الكثافة والتوقيت.
ووفق مسؤول عسكري إسرائيلي، فإن إيران أطلقت حتى الآن نحو 450 صاروخًا باليستيًا، وأكثر من 1000 طائرة مسيّرة على إسرائيل، منذ بداية المواجهات. وأضاف المسؤول أن إسرائيل ردت بتدمير نحو ثلثي منصات الإطلاق داخل إيران، لكن طهران ما زالت تملك أكثر من 100 منصة، وتخطط لمضاعفة ترسانتها الصاروخية.
قال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي إن طائراته الحربية استهدفت خلال الليلة الماضية موقعًا لتطوير أسلحة نووية في نطنز، ومنشآت نووية في محيط مفاعل أراك (خونداب). وأوضح البيان أن الغارات استهدفت "هيكل ختم قلب المفاعل"، وهو مكون رئيسي في إنتاج البلوتونيوم، بهدف منع إيران من إعادة تشغيل المفاعل أو تطوير أسلحة نووية.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أقرّت بتعرّض مفاعل خونداب لهجوم جوي، لكنها أكدت أن الموقع لم يكن مشغّلًا، ولم يكن يحتوي على أي مواد نووية، وأنه لم تُرصد أي تسريبات إشعاعية حتى الآن.
في تطور سياسي خطير، هاجمت الخارجية الإيرانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها رافائيل غروسي، متهمةً إياه بـ"خيانة نظام حظر الانتشار النووي"، بعد أن تبنّت الوكالة رواية القصف الإسرائيلي على منشآت نووية لم تدخل الخدمة رسميًا.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الإيراني: "إيران ستواصل الدفاع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة"، مؤكداً أن رد طهران لن يقتصر على الضربات الحالية، وأن التصعيد سيستمر ما لم تتوقف إسرائيل عن مهاجمة أراضيها.
في تصريح وصفه مراقبون بأنه يكشف نوايا استراتيجية طويلة الأمد، قال نتنياهو:
"معركتنا هذه لا تهدف فقط لحماية أمن إسرائيل، بل لتغيير وجه العالم، وإنهاء خطر النظام الإيراني على السلام الدولي".
بدوره، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس قائلاً: "لا يمكن السماح ببقاء خامنئي في السلطة بعد الآن"، في إشارة إلى ما وصفه بـ"الخطر الوجودي الذي يمثله النظام الإيراني".
أما على المستوى الدولي، فقد أجرى المستشار الألماني فريدريش ميرتس مكالمة هاتفية مع نتنياهو، عبّر خلالها عن دعم برلين المبدئي للهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية النووية الإيرانية، لكنه دعا في الوقت ذاته إلى ضبط النفس وتجنب توسيع دائرة الحرب.
أظهر استطلاع للرأي أجرته الجامعة العبرية أن نحو 70% من الإسرائيليين يدعمون الهجمات على إيران، بينهم 83% من اليهود و32% من العرب. وقال مواطنون في تل أبيب ورمات غان إنهم "رغم معارضتهم للحكومة داخليًا، يدعمون ضرب البرنامج النووي الإيراني بوصفه تهديدًا وجوديًا".
في رد معنوي داخلي، دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي المواطنين إلى "الاستمرار في المقاومة وعدم إظهار الخوف"، مؤكدًا أن "العدو لا يرحم من يظهر الضعف".
حصيلة أولية للخسائر منذ بدء التصعيد
في إسرائيل:
24 قتيلًا، 592 جريحًا (منهم 271 في آخر يوم، و71 أصيبوا في مستشفى سوروكا).
في إيران:
224 قتيلًا، وأكثر من 1200 جريح وفق وزارة الصحة الإيرانية.
639 قتيلًا منذ بدء التصعيد بحسب منظمة "هرانا" الحقوقية.
يبدو أن الصراع بين إسرائيل وإيران قد تجاوز مرحلة الرسائل المتبادلة ليصل إلى مواجهة عسكرية علنية تشمل البنية التحتية النووية والعسكرية في كلا البلدين، في ظل غياب تام لحل دبلوماسي فوري، وتحذيرات دولية من خطر حرب إقليمية شاملة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إيران تعلن القبض على فريق إرهابي مرتبط بإسرائيل وبحوزته متفجرات جنوب غربي طهران
ترمب يتجاهل تقارير الاستخبارات ويصر على أن إيران «قريبة جداً» من امتلاك سلاح نووي
أرسل تعليقك