تساؤلات حول افتراش العمال سياسية التجويع في لبنان في ذكرى عيد العمال
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

ليس في جيوبهم فلس واحد يردّون به الجوع عن أطفالهم

تساؤلات حول افتراش العمال سياسية التجويع في لبنان في ذكرى عيد العمال

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تساؤلات حول افتراش العمال سياسية التجويع في لبنان في ذكرى عيد العمال

عيد العمال
بيروت - لبنان اليوم

كان على الحكومة هذه السنة أن تلغي عيد العمال من روزنامة الأعياد، التي يتوقف فيها العمل للإحتفال. فكيف سيحتفل العمال بعيدهم هذه السنة وهم من دون عمل، اليوم يتذكرّ كثيرون المتنبي عندما قال "عيد بأية حال عدت ياعيد...". كيف تريدون أن يحتفل العمّال بعيدهم، وليس في جيوبهم فلس واحد يردّون به الجوع عن عيالهم؟

فبأي عين تستطيع الحكومة أن تعيّد عمّال لبنان، وهم يفترشون الطرقات إحتجاجًا على سياسة التجويع؟

وعلى طريقة "الحق عليهم"، ودائمًا بصيغة المجهول، لكن المقصود شخص واحد لا غير، ستحاول الحكومة، وكعادة رئيسها، أن تغبّر على كنّاس، وأن تزايد في الشكوى على من يُفترض به أن يشكو، وأن تلقي بهمّها على من لم يعد يستطيع الإحتمال لكثرة الأحمال الثقيلة الملقاة على منكبيه.

ما عسى الرئيس حسّان دياب أن يقول لهؤلاء العمّال، الذين تتآكلهم الهموم وضغوط الحياة، التي لا ترحم، وبأي كلمات سيتوجه إلى عمّال مطرودين من عملهم، وهم يرفعون شعار "إرحلي" في وجه حكومة الوعود الفارغة، وهي باتت على مشارف الإحتفال بمرور مئة يوم من عمرها، وهي المدّة التي أعطتها الحكومة لنفسها لكي تحقق وتنجز وتبهر وتفاجىء، لكن لسوء حظّها خيّب وباء "كورونا" آمالها، وربما هي بدورها ستستعين أيضًا بالمتنبي فتقول "مصائب قوم عند قوم فوائد". فقد جاءت الـ"كورنا" من دون "عزيمة" لتنقذ ماء وجه الحكومة، التي إستعملت هذا الوباء كشماعة لتعلق عليها فشلها، وإن نجحت نجاحًا نسبيًا في الحدّ من إنتشاره بمساعدة الإعلام وتجاوب المواطنين مع إرشادات وزارة الصحة.

وقد صودف الإستعداد لهذا اليوم الحزين بالنسبة إلى كثير من العمّال أن أعُلن عن يوم 30 نيسان بأنه يوم تاريخي ليضاف إلى الأيام "التاريخية" الكثيرة، وكأن من يؤرخ لم يسمع بعد أنّات العمّال ووجع الفقراء وصرخات الذين ينزلون إلى الشارع سلميًا للمطالبة بحقّهم بالعيش الكريم وبعرق الجبين.

وفي كل مرة يتمّ الإعلان عن يوم "تاريخي" تأتي التطورات والأحداث الدراماتيكية لتدحض هذه المقولة، على أن يكون اليوم التاريخي هو اليوم، الذي لا يضطرّ فيه العامل إلى توسّل الشارع للوصول إلى حقّه، ولا إلى الإنتظار في صفوف العاطلين عن العمل الذين ينتظرون أن "تتحنن" عليهم حكومتهم بـ 400 ألف ليرة (الله لا يكسر حدن).

فاليوم التاريخي بالنسبة إلى عمّال لبنان يكون بالإعتراف بحقوقهم كعمّال، والاّ يكون مصيرهم ومصير عيالهم مهدّدًا كلما هبّت ريح من هنا، أو كلما "تعوكر" مزاج صاحب معمل أو دكان.

اليوم التاريخي يكون عندما تتوافر فرص العمل لمئات الألوف من اللبنانيين، وبالأخصّ الشباب منهم الذين يتخرجون من الجامعات والمعاهد برتبة "عاطل عن العمل"، وهم يرفضون أن يعيشوا عالة على وطنهم وأهلهم، وبالتالي يفضّلون السفر حتى إلى بلاد "الماو ماو" إذا توافرات لهم فيه فرص العمل، مع أن الذين أبدوا رغبة بالعودة إلى الوطن في زمن الـ"كورونا"لم يتحمسوا للعودة إلى أحضانه، بل إلى أحضان أهلهم ومحبيهم، حيث يشعرون بينهم بالأمان.

إذا كان المسؤولون يرغبون في أن يكون في لبنان يوم تاريخي فما عليهم سوى الرحيل.


قد يهمك أيضًا

الحريري يدعو لإسقاط الحكومة اللبنانية الحالية ويستنكر أخذ الأموال من الودائع

جعجع في عيد العمال يؤكد أن علينا العمل كثيراً لإنقاذ البلاد

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات حول افتراش العمال سياسية التجويع في لبنان في ذكرى عيد العمال تساؤلات حول افتراش العمال سياسية التجويع في لبنان في ذكرى عيد العمال



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 20:01 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط تعاقب رئيس الشباب بغرامة 20 ألف ريال

GMT 19:43 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

لجنة الانضباط تعاقب المصري حسين السيد

GMT 15:30 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

لؤي ناظر يكشف أسباب تراجع النتائج ورحيل بيلتش

GMT 03:49 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

هوساوي يكشف أسباب اعتزاله عن "الوحدة"

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

باهبري يحقق رقم مميز في تاريخ المنتخب السعودي

GMT 22:13 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

استقالة جماعية لمجلس إدارة عين مليلة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon