واشنطن ـ عادل سلامة
أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت 8 يونيو 2025، بنشر 2000 من قوات الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلوس، لمواجهة موجة احتجاجات عنيفة اندلعت إثر عمليات مداهمة واحتجاز طالت مهاجرين غير نظاميين، في إطار حملة ترمب المتصاعدة على الهجرة. وقال البيت الأبيض إن الخطوة تهدف إلى إعادة "النظام" وسط ما وصفته الإدارة بـ"غزو خطير"، في وقت دخلت فيه وحدات من مشاة البحرية الأميركية حالة تأهب قصوى تحسباً للتصعيد.
وجاءت هذه التطورات بعد يومين من الاشتباكات بين متظاهرين وقوات إنفاذ القانون، خاصة في منطقتي وسط لوس أنجلوس وباراماونت، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل المضيئة لتفريق المتظاهرين، الذين رفعوا شعارات مناهضة لترحيل المهاجرين، وهتفوا "أطلقوا سراحهم جميعاً".
وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث وصف الاحتجاجات بأنها "هجوم منظم يقوده مثيرو شغب، بتسهيل من كارتلات إجرامية"، مؤكداً أن ما يحدث "يشكل تهديداً للأمن القومي"، وأن الجيش مستعد للتدخل في حال تواصل العنف. كما أشار إلى أن قاعدة كامب بندلتون البحرية وضعت قواتها في حالة استعداد كامل.
وفي المقابل، وصف حاكم كاليفورنيا الديمقراطي، جافين نيوسوم، القرار بأنه "استفزازي وغير ضروري"، محذراً من أن نشر الحرس الوطني قد يزيد التوترات ويؤدي إلى نتائج عكسية.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أن نفذت وكالة الهجرة والجمارك ICE سلسلة مداهمات في عدة مناطق بلوس أنجلوس، أسفرت عن اعتقال 44 شخصاً على الأقل. وأظهرت صور ومقاطع فيديو اشتباكات عنيفة، وأعمال شغب، بينها إضرام النار في مركبات، ورشق قوات الأمن بالحجارة، والاعتداء على مبانٍ فيدرالية.
فيما قالت وزارة الأمن الداخلي إن حوالي ألف محتج "هاجموا مبنى فيدرالياً، وألحقوا أضراراً كبيرة بالممتلكات العامة"، مضيفة أن من بين المعتدين "مهاجرون غير شرعيين من أصحاب السوابق".
رغم ذلك، أفادت شرطة لوس أنجلوس أن بعض الاحتجاجات ظلت سلمية، فيما تعمل قوات إنفاذ القانون حالياً على مراقبة وتحديد العناصر المتورطة في أعمال العنف، وسط دعوات من مسؤولي المدينة، وعلى رأسهم العمدة كارين باس، لضبط النفس، مؤكدة أن "العنف لن يتم التسامح معه".
يُذكر أن إدارة ترمب، التي شددت سياساتها ضد الهجرة منذ بداية ولايتها الثانية، تسعى إلى ترحيل أعداد غير مسبوقة من المهاجرين، وحددت هدفاً لوكالة ICE باعتقال 3000 مهاجر يومياً، وهو ما أثار انتقادات داخلية واسعة وتحذيرات من انتهاك حقوق الإنسان.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ترامب يخير إسرائيل بين إنهاء الحرب في غزة أو التخلي عنها وسط ضغط خليجي وأميركي متصاعد
ترامب يلمح إلى أن تشخيص بايدن بالسرطان كان معروفاً منذ مدة
أرسل تعليقك