بروكسل ـ لبنان اليوم
دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، اليوم في كلمة ألقاها بمركز تشاتام هاوس في لندن إلى زيادة قدرات الحلف الدفاعية في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي بنسبة 400%، وذلك رداً على التهديدات التي تشكلها روسيا. وأكد روته على ضرورة رفع عتبة الإنفاق العسكري لدول الحلف إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، في خطوة وصفها بأنها الأكبر منذ الحرب الباردة.
وقال روته إن التهديد العسكري الروسي لدول الناتو لن يختفي بعد انتهاء الصراع في أوكرانيا، مما يستوجب تعزيز القدرات الدفاعية بشكل ملح، ودعا إلى استعداد الحلف لمواجهة أي تصعيد محتمل.
وفي المقابل، رد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بوصف حلف الناتو بأنه "أداة للعدوان والمواجهة" وليس أداة لحفظ الاستقرار والأمن في القارة الأوروبية. واعتبر بيسكوف أن الخطوات الجديدة تعكس الطبيعة الحقيقية للناتو، مؤكداً أن موسكو ترى أن تسوية الصراع مع الغرب غير ممكنة ما لم يتم وقف توسع الحلف في الشرق.
كما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو لم تتلق أي مبادرات جدية من الولايات المتحدة للحد من التسلح، مشدداً على أن تقليص وجود الناتو في أوروبا الشرقية يعد شرطاً أساسياً لتعزيز الأمن في القارة.
ردود الفعل الدولية كانت متباينة، حيث رحب عدد من دول أعضاء الناتو بخطة زيادة الإنفاق العسكري وتعزيز القدرات الدفاعية، معتبرين أن ذلك ضروري لحماية الأمن الأوروبي في ظل التهديد الروسي المستمر.
في المقابل، عبرت بعض الدول والمحللين عن قلقهم من أن هذه الخطوات قد تزيد من حدة التوترات بين الشرق والغرب، وتحول أوروبا إلى ساحة تصعيد عسكري محتمل، مما قد يعقد فرص الحلول الدبلوماسية.
يبقى الصراع الروسي الغربي محور توتر عالمي، مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد الخطاب العسكري بين الطرفين، وسط دعوات دولية لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك