الشرع ينفي نية التطبيع ويؤكد اقتراب اتفاق أمني مع إسرائيل بإشراف أممي
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

الشرع ينفي نية التطبيع ويؤكد اقتراب اتفاق أمني مع إسرائيل بإشراف أممي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الشرع ينفي نية التطبيع ويؤكد اقتراب اتفاق أمني مع إسرائيل بإشراف أممي

الرئيس السوري أحمد الشرع
دمشق - سليم الفارا

قال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، إنّ مفاوضات تُجرى حالياً مع إسرائيل قد تفضي إلى اتفاق أمني خلال الأيام المقبلة، مشدداً في الوقت ذاته على أن اتفاقاً من نوع "التطبيع" غير مطروح على الإطلاق، ومؤكداً ضرورة التوصل إلى تفاهم يحفظ وحدة الأراضي السورية ويخضع لرقابة الأمم المتحدة.

وفي حديثه للصحفيين في دمشق، يوم الأربعاء، أوضح الشرع أن الاتفاق الأمني الذي يتم التفاوض عليه يُعد "ضرورة حتمية" في المرحلة الراهنة، مشيراً إلى أنه يهدف إلى وقف الغارات الجوية الإسرائيلية والتوغلات البرية في الأراضي السورية، والتي تصاعدت بشكل كبير منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

وقال الشرع إن المحادثات السابقة كانت قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى صيغة أولية لاتفاق في يوليو/تموز، قبل أن تتعطل بفعل التطورات الأمنية والعسكرية في محافظة السويداء جنوب البلاد، حيث اندلعت مواجهات بين جماعات درزية وقوات موالية للنظام السابق. وأضاف أن إسرائيل نفّذت، منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول، أكثر من ألف غارة جوية و400 توغل بري في سوريا، مشيراً إلى أن هذه التحركات تتناقض مع الخطاب الأميركي الداعي إلى الحفاظ على وحدة واستقرار سوريا، وواصفاً هذا التناقض بأنه "خطير للغاية".

الشرع أكد أن دمشق تسعى إلى اتفاق مماثل لاتفاق فصل القوات الموقع عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، والذي أنشأ منطقة منزوعة السلاح بين الطرفين. وشدد على أن الاتفاق الحالي، في حال تمّ، يجب أن يكرّس انسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع التي سيطرت عليها مؤخراً، بما فيها جبل الشيخ. غير أن وزراء إسرائيليين عبّروا صراحة عن نية بلادهم الاحتفاظ بهذه المواقع، نظراً لأهميتها الاستراتيجية.

وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، أوضح الشرع أن الولايات المتحدة لا تمارس أي ضغوط على سوريا لإتمام الاتفاق، بل تلعب دور الوسيط، نافياً تقارير تحدثت عن رغبة أمريكية في التوصل إلى اتفاق سريع قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في نيويورك، والتي يُنتظر أن يشارك فيها الشرع شخصياً.

الشرع، الذي قاد تحالفاً عسكرياً أطاح بالنظام السوري السابق، قال إن مسألة توقيع اتفاق سلام أو تطبيع على غرار "اتفاقات أبراهام" التي وُقّعت برعاية أمريكية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، "غير واردة حالياً"، مؤكداً أن الظروف "ليست ناضجة بعد" للخوض في هذا النوع من الاتفاقات، خاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان. وأضاف مبتسماً: "هي حالة صعبة أن تكون المفاوضات بين شامي ويهودي"، في إشارة إلى حساسية الوضع السياسي والمجتمعي في المنطقة.

في 16 يوليو/تموز الماضي، شنّت إسرائيل غارات جوية استهدفت وزارة الدفاع السورية وموقعاً قرب القصر الرئاسي في دمشق، على خلفية اشتباكات متصاعدة في السويداء، قالت إسرائيل إنها تدخلت فيها لحماية الأقلية الدرزية. الشرع وصف تلك الضربات بأنها "إعلان حرب"، لا مجرد رسالة، مؤكداً أن الرد السوري سيكون عبر العمل الدبلوماسي والسياسي.

في سياق متصل، قال مسؤول عسكري سوري لوكالة "فرانس برس"، طالباً عدم كشف هويته، إن القوات السورية سحبت سلاحها الثقيل من الجنوب السوري، موضحاً أن العملية بدأت قبل نحو شهرين، وتشمل مناطق تمتد إلى ما يقرب من 10 كيلومترات جنوب دمشق. وأكد دبلوماسي في دمشق هذه المعلومات، فيما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريح سابق، إلى أن بلاده تبحث مع أطراف دولية إمكانية إقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب سوريا.

التوترات في السويداء شهدت تصعيداً دامياً في يوليو/تموز، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين مقاتلين من العشائر والقوات النظامية من جهة، ومسلحين دروز من جهة أخرى. ورداً على ذلك، نفذت إسرائيل سلسلة من الضربات العسكرية استهدفت مواقع تابعة للدولة السورية في دمشق والسويداء، في خطوة قالت إنها تهدف لحماية الدروز من عمليات انتقامية.

بالتوازي، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، عن خارطة طريق لإرساء المصالحة في السويداء، بدعم من الولايات المتحدة والأردن. وأكد الشيباني أن الحكومة ستعمل على محاسبة كل من ارتكب انتهاكات ضد المدنيين، وتعويض المتضررين، وترميم القرى المتضررة، وتأمين عودة النازحين. كما أعلن عن نشر قوات تابعة لوزارة الداخلية لتأمين الطرق وحماية المدنيين، إلى جانب فتح ملفات المفقودين والمختطفين، وإطلاق مسار مصالحة يضم جميع مكونات المجتمع الدرزي.
من جهته، اعتبر المبعوث الأميركي توم باراك أن الخطوات المتخذة "تاريخية"، مشيراً إلى أن واشنطن والدول المجاورة ستواصل دعم هذه الجهود عبر آليات مشتركة لضمان التطبيق الفعلي لخارطة الطريق. وأعلنت السلطات السورية عن استحداث منصب قائد الأمن الداخلي في السويداء وتعيين شخصية درزية محلية في هذا المنصب، في خطوة هدفت إلى تهدئة التوترات وكسب ثقة المجتمع المحلي.

وفي تطور ميداني موازٍ، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" القوات الإسرائيلية بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق سكان جنوب سوريا، بما في ذلك عمليات تهجير قسري، مصادرة ممتلكات، وهدم منازل. وأشارت المنظمة إلى أن هذه الانتهاكات تم توثيقها عبر مقابلات مع السكان وتحليل صور الأقمار الصناعية، فيما بررت إسرائيل تحركاتها باعتبارها ضرورية لحماية أمنها القومي ومواطنيها، وقالت إن جميع عملياتها متوافقة مع القانون الدولي.

من جانبها، أكدت السلطات السورية أن الدروز يشكلون جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني، متهمة إسرائيل بمحاولة تفكيك المجتمع السوري واستغلال الأقليات لبسط نفوذها، وتعهدت بالدفاع عن سيادة البلاد ووحدة أراضيها في مواجهة كل أشكال التدخل الأجنبي.
وسط كل ذلك، لا يزال مصير هضبة الجولان المحتلة ملفاً مغلقاً وفق تصريحات الشرع، الذي أكد أن الوقت لم يحن بعد للخوض في هذه القضية "الكبيرة"، لكنها تبقى حاضرة في وجدان الدولة السورية وشعبها، كقضية سيادية لا تقبل المساومة.

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

الملك محمد السادس يُهنئ أحمد الشرع بمناسبة توليه رئاسة سوريا

 

اجتماع مغلق بين الرئيسين أردوغان والشرع في أنقرة لبحث التعاون الدفاعي والأمني

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرع ينفي نية التطبيع ويؤكد اقتراب اتفاق أمني مع إسرائيل بإشراف أممي الشرع ينفي نية التطبيع ويؤكد اقتراب اتفاق أمني مع إسرائيل بإشراف أممي



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:57 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

انتصار لبناني جديد...

GMT 19:28 2021 الأربعاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق المكتب مع غرفة الجلوس بطريقة جذابة

GMT 05:31 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

حصاد مر

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 13:36 2012 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مورينيو: لن أستقيل وأدان أفضل من كاسياس

GMT 20:27 2022 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

يارا تتألق بفستان أسود طويل

GMT 07:18 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

أبرز الأبراج التي يصعب عليها الحب بسهولة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon