الغموض يسيطر على الموقف الرسمي اللبناني بشأن الإفلاس
آخر تحديث GMT21:32:26
 لبنان اليوم -

بعدما أعلن دياب عدم سداد مستحقات الديون المتوجبة

الغموض يسيطر على الموقف الرسمي اللبناني بشأن الإفلاس

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الغموض يسيطر على الموقف الرسمي اللبناني بشأن الإفلاس

رئيس الحكومة حسان دياب
بيروت - لبنان اليوم

كتب منير الربيع في صحيفة "المدن" تحت عنوان "حسان دياب يعلن إفلاس لبنان": "بخلاف الموقف العلني، الذي تعمد رئيس الحكومة حسان دياب إظهاره بوضوح، في عدم سداد لبنان لمستحقات ديونه، المتوجبة في التاسع مع آذار، ازداد اللبنانيون شعورًا بالغموض والحيرة وارتفع منسوب التساؤلات حول مصيرهم ومصير بلدهم. لم يعلن دياب رفض لبنان دفع ديونه إنما "تعليقها"، وفق المصطلح الذي استخدمه. وأعلن أنه سيدخل في مفاوضات مع الدائنين والشركاء الدوليين، للوصول إلى الصيغة الملائمة للجميع. هذا الموقف يمثّل تناقضًا مع موقف آخر أطلقه دياب أن لبنان لم يعد قادرًا على الاستمرار في ظل الديون، والسياسات المالية والمصرفية ذاتها. لكنه عندما يدخل في مفاوضات مع الدائنين سيبقى خاضعًا لهذه السياسة. والحصول على مزيد من الأموال، سواء من مؤسسات مصرفية داخل لبنان أم مؤسسات خارجية، سيكون عبارة عن مفاوضات للحصول على ديون جديدة.

التعمية والتفاوض

حتى الإصلاحات التي تعتزم الحكومة (وفق ما تدّعي) إجراءها، لا تهدف إلا لتأمين موافقة صندوق النقد الدولي على منح لبنان قروضًا جديدة. ركز حسان دياب في خطابه على الشكل أكثر من المضمون، بصوته وطريقة إلقائه لكلمته، أين يرفع نبرته وأين يخفضها. بينما الموقف كله يختصر بجملتين أساسيتين، الأولى تعليق الدفع والاستعداد للدخول في مفاوضات، والثانية أن الوضع الصعب سيستمر ويتفاقم. ومن مكملات الدعائيات "الثورية" يأتي كلامه عن إعادة هيكلة القطاع المصرفي ونقل لبنان من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج. وهذا يحتاج إلى سنوات طويلة، لا تحلّ مشكلة بلد يغرق وينهار ويحتاج إلى حلول سريعة.

دياب: أسعى لحكومة اختصاصين مستقلين وأعد بأن ترى الحكومة النور في فترة لا تتجاوز ستة أسابيع

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

تعليق سداد الدين يعني عدم التمنّع عن سداده. وهذا يحتاج إلى مفاوضات ستدخلها الحكومة اللبنانية مع الدائنين. مفاوضات ستكون مثالًا جديدة على التعمية على واقع الحال، من خلال إتخاذ مواقف تصعيدية ضد المصارف في العلن، والتفاوض معها في السرّ. وبحسب ما تكشف المعلومات، فإن لقاءات واتصالات عديدة ستحصل مع أصحاب عدد من البنوك، وجمعية المصارف، للبحث عن صيغة لهيكلة الدين، سواء بتأجيل الدفع أو باجتراح حلّ جديد يقوم على تأمين المصارف لكتلة نقدية تسدد أقساط هذه الديون مستقبلًا، مقابل إعادة نسج علاقة تلائم الطرفين في لبنان، عبر طرح جديد لسندات خزينة تشتريها المصارف بفوائد أقل من السابق إلى أجل أطول. وهذا ما دفع بدياب إلى انتقاد "ارتفاع" نسبة الفوائد على هذه السندات.

صيغة التسويف

تعلّق مصادر سياسية واقتصادية رفيعة على مضمون كلمة دياب بأنها كلمة "على بركة الله". إذ ركز في مضمون كلمته على استخدام أفعال التسويف التي تندرج فقط في إطار النوايا، خارج أي إجراءات عملية. معظم الكلمة انحسر في "سنعمل" و"سوف" نقرّ. وبالتالي ليس لدى الحكومة أي خطة خارج إطار التسويف، خصوصًا أن رياح النوايا ستعاكس السفينة الغارقة. وما تجمع عليه المراجع بأنه محتم ومؤكد هو كلمة واحدة قالها رئيس الحكومة، وهي أن اللبنانيين سيجدون أربعين بالمئة منهم تحت خط الفقر. عدا عن هذه النقطة لا شيء مؤكد أو مضمون.

تركز المراجع على هذه الجملة كخلاصة للموقف وما سيقبل عليه لبنان، نظرًا للضغوط التي ستأتي على لبنان والمواجهة المفتوحة التي ستستمر مستقبلًا، بين القوى السياسية، وبين الدولة والمصارف، وما بينهما احتجاجات شعبية متصاعدة، وضغوط دولية خانقة. في المقابل لمّح دياب إلى إجراء "هيركات"، أي اقتطاع جزء من أموال المودعين الكبار. على أن يحصل بالتزامن مع مفاوضة الجهات الدائنة والشركاء الدوليين. ما يعني أن القرار اتخذ من دون أي مفاوضات مع الدائنين. أي أن عدم دفع الديون غير المنظم، سيؤدي إلى إفلاس غير منظم. لأن التفاوض يحصل قبل اتخاذ القرار. أما إبلاغ الدائنين بالقرار، ومن ثم الذهاب إلى تفاوض غير واضح المعالم وفي ظل غياب خطة، سيكون بمثابة تعليق حبل الإعدام.

"البيان رقم واحد"

هناك من يعتبر أن دياب قال كلمته ومشى، وسيستمر بالمشي. فهو يعتقد أنه أطلق "البيان رقم واحد"، الذي يمثل ثورة في بنية الاقتصاد اللبناني والنظام المصرفي، والذي سيولد منه لبنان جديد قوامه ليس الريوع والاستدانة، لصالح تعزيز القطاعات الإنتاجية في الزراعة والصناعة. الكلام جيد وإيجابي، لكنه غير قابلة للتطبيق الواقعي، طالما أن تركيبة النظام اللبناني لا تزال على حالها. وطالما أن هذا النظام مستمر بالصيغة ذاتها، فإن كل البيانات والمواقف، التي أطلقها دياب تساوي مواقف من سبقوه. ما يُزاد عليها هنا فقط، هو أنه خارج النادي التقليدي وقادر أكثر من غيره على تحميل المسؤولية للآخرين.

واقعيًا، ستفشل الحكومة في برمجة وجدولة الدين في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المتفجرة ليس في لبنان فقط، بل في المنطقة كلها. وهذا يعني عمليًا أن حكومة حسان دياب أعلنت إفلاس لبنان من دون اتخاذ أي تدبير جديّ، بمعزل عن الكلام "الجميل". وفيما بعد، ستنهال الضغوط بشكل لم يسبق له مثيل، ولن تتمكن الحكومة من مواجهتها أو الصمود بوجهها. لبنان دخل في مرحلة ضغوط متضاربة بين كل القوى السياسية والاقتصادية، بارتباطاتها الخارجية، وهذه ستنعكس حكمًا على وضع الشارع والبلاد ككل".

قد يهمك ايضا:

حكومة لبنان تتمرّد على المديونية وتساؤلات حول مواجهة الغرق من دون سترة نجاة 

 تخلف لبنان عن سداد ديونه بالعملات الأجنبية يُفقد الليرة نحو 40 بالمئة من قيمتها

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغموض يسيطر على الموقف الرسمي اللبناني بشأن الإفلاس الغموض يسيطر على الموقف الرسمي اللبناني بشأن الإفلاس



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 09:49 2022 الجمعة ,11 آذار/ مارس

عطور تُناسب عروس موسم ربيع وصيف 2022

GMT 16:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لتناول غذاء صحي ومتوازن في أماكن العمل

GMT 03:47 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تأجيل الاتفاق على الرقابة المصرفية لمنطقة اليورو

GMT 05:56 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية الأردني: سنعالج ملف العمالة الوافدة كلها

GMT 08:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الفحم للشعر وطريقة عمل قناع منه

GMT 00:39 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

نتائج مثيرة لما بحث عنه مستخدمو الإنترنت على "غوغل" في 2019

GMT 10:01 2022 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

أفكار في الديكور للجلسات الخارجّية الشتويّة

GMT 15:28 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

برج الحصان..ذكي وشعبي ويملك شخصية بعيدة تماما عن الصبر

GMT 18:44 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

إتيكيت وضع المكياج في الأماكن العامة

GMT 19:26 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

المصائب تتوالى على سان جيرمان أمام ليل
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon