باسيل يعيد مغتربيه بطائرات خاصة وفيروس كورونا يُشتت مجلس الوزراء
آخر تحديث GMT21:32:26
 لبنان اليوم -

الحكومة اللبنانية تستغل الوباء لإطالة أمدها بعيدًا عن الاستحقاقات الأساسية

باسيل يعيد مغتربيه بطائرات خاصة وفيروس "كورونا" يُشتت مجلس الوزراء

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - باسيل يعيد مغتربيه بطائرات خاصة وفيروس "كورونا" يُشتت مجلس الوزراء

جبران باسيل
بيروت - لبنان اليوم

تحت عنوان باسيل يعيد مغتربيه بطائرات خاصة وكورونا يُشتت الحكومة، كتب منير الربيع في "المدن": لمّا سُجِلت الإصابة الأولى بفيروس كورونا في لبنان، انقسم اللبنانيون على مصدرها، واتخذ التراشق حول الوباء ومصادره طابع الانقسام الطائفي والمذهبي.

باسيل ومحاسيبه

اليوم يتجدد الانقسام حول عودة اللبنانيين من الخارج، ويتخذ طابع انقسام إسلامي/مسيحي. فالرئيس نبيه بري فجّر أزمة بإعلانه أن البعض لا يعنيه في موضوع الاغتراب والمغتربين، سوى "قانون استعادة الجنسية"، لأسباب سياسية، شعبوية وانتخابية. فيما تفترض المسألة وهمومها التصرف بمسؤولية مع اللبنانيين في الخارج.

وفي الأسبوع الفائت وصلت استثنائياً إلى مطار وفيق الحريري طائرات ثلاث حاملة لبنانيين من الخارج من عائلات "باسيل، صفير، والخوري" تحديداً. ويقال إن العائدين هؤلاء عادوا بواسطة تدخلات واستثناءات خصّهم بها جبران باسيل.

كورونا حقل للتناحر

هذه الواقعة وسواها الكثير من مثيلاتها، ولا سيما تداعيات أزمة كورونا، تدفع إلى التبصّر في سلوك وتصرفات الجماعات والساسة اللبنانيين المتناقضة والمتضاربة، وفي ما تعكسه هذه التصرفات من دلالات فاضحة في هذه اللحظات الحرجة التي يعيشها لبنان واللبنانيون والعالم كله: تفشي وباء تُفترض مواجهته بالتكاتف والتعاضد.

بدلاً من هذا يسري وباء التناحر بين السلطات الثلاث وما تمثله من شرائح اجتماعية طائفية، وقوى سياسية.

المدخل لقراءة هذا السلوك، يجب أن يبدأ من معاينة أداء الحكومة اللبنانية، باعتبارها السلطة التنفيذية وصاحبة القرار والمبادرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وهي السلطة التي تبدو منقسمة على ذاتها، وتتجاذبها صراعات القوى على مواقع النفوذ ومؤسسات الدولة كلها.

المصارف والمغتربين

في ما يتعلق بالمصارف، تنقسم الحكومة إلى تنويعات مشتتة تمثل قوى متناقضة: أطراف فيها تسعى إلى الدفاع عن المصارف. أطراف أخرى همها مواجهة المصارف وإلغاء امتيازاتها. وأطراف ثالثة تريد الضغط على المصارف لتطويعها.

ذلك أن المصارف مدخل أساسي لمقاربة سلوك الحكومة وتصرفاتها، إلى جانب الأزمات المترتبة عن انتشار وباء كورونا. فهي التي بيدها المال، سواء لتقديم دعم وهبات لتخفيف أعباء الناس والدولة نفسها. وهذا كله لا ينفصل عن ملفات أخرى، مثل التعيينات والسياسة المالية والخطة الاقتصادية وخطة الكهرباء.

أصبحت هذه الأزمات أسماء متعددة لمشكلة واحدة في سلّة واحدة، تتقدمها كورونا الآن. لم تخرج الحكومة بسياسة واضحة ولا بقرارات جذرية في ما يخص تداعيات انتشار الوباء.

فالخلاف على ملف إعادة المغتربين اللبنانيين الراغبين بالعودة، خير مثال على توسع رقعة الخلافات والصراعات والتناحر. وهذا ما عبّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوصفه الوطن بالعاق الذي يهمل أبناءه في الخارج، وتتخلف أو تستنكف حكومته عن إعادة مواطنيها من الخارج، في ظروف استثنائية، وإغلاق مطار رفيق الحريري الدولي، ووقف الرحلات الجوية. هذا فيما حطت 3 طائرات خاصة في المطار الأسبوع الفائت، وهي استُئجرت على نفقة خاصة، لإعادة لبنانيين من دبي، و11 لبنانياً من تركيا. على متن طائرتين.

مواقف متناقضة

سلوك الحكومة يدفع بقوة إلى إظهار التناقضات التي تتسم بها مواقف أبرز مكوناتها: طالب الرئيس نبيه بري بإعلان حال الطوارئ، لكنه ما لبث أن أثنى على مقررات الحكومة في شأن إعلانها التعبئة العامة وإجراءاتها. بعد أقل من 24 ساعة على ثنائه خرج بري رافضاً سلوك الحكومة في ملف اللبنانيين في الخارج. وقال إن الدول تسعى إلى إعادة مواطنيها، بينما الحكومة اللبنانية تطلب من السفارات أن تسجل أسماء الراغبين في العودة، متبعة إجراءات روتينية وبيروقراطية يجب أن تسقط في أوقات الأزمات والكوارث. والحكومة لم تتخذ قراراً بإعادة هؤلاء قبل 12 نيسان. لذا هي تواجه مشكلة أساسية تتعلق بعدم قدرتها على إعادة هؤلاء إلى لبنان، لا سيما أنهم قد يكونون قنابل موقوتة وفق توصيف المعنيين، ولا قدرة للبنان على استيعاب المزيد من الحالات المصابة بالمرض.

دياب مهنِّئُ نفسه

تستغل الحكومة أزمة كورونا لإطالة أمدها بعيداً عن مواجهة استحقاقات أساسية وداهمة، كانت ترتبط بوضع خطة اقتصادية إصلاحية للحصول على مساعدات دولية. وجاء الوباء ليحررها من هذه الأعباء، إذ أصبح مؤكداً أنها غير قادرة على إنجاز أي مسألة تتعلق بخطة الإصلاح. لا سيما أن لا أحد في لبنان أو خارجه يتوقع منها أي شيء.

ومن أبواب انتهاز فرصة انتشار كورونا، يستمر الصراع على مواقع النفوذ في مؤسسات الدولة. وهذا ما يتجلى في الصراع على التعيينات في مصرف لبنان ولجنة الرقابة عل المصارف وهيئة الأسواق المالية.

حسان دياب معتدّ بنفسه، لا يترك مناسبة إلا ويمدح ويبارك نفسه لأنه ارتضى تحمّل المسؤولية في هذا الظرف العصيب. لا يبارح التذكير بمزاياه وعمله ونشاطه وبأنه قدّم أفضل الأمثلة التي تحتذيها دول كثيرة. لا يعنيه غير ذلك.

كلٌ يغني مواله

التيار العوني يمسك مفاصل الحكومة، ويستضعف الآخرين. يمتلك مفاتيح أساسية داخل الحكومة. خطة الكهرباء تبقى كما يريدها، بما أن وزيرها محسوب عليه، ويطبق توجيهات جبران باسيل بحذافيرها. وزير الاقتصاد ووزيرة الدفاع بما يمثلان من تقاطعات محلية وخارجية، يشكلان قوته الأساسية في تطويق وزير المال بما يتعلق بالخطط المالية والكابيتال كونترول.

أما حزب الله فمنشغل بملفات أكبر من التعيينات ويعمل على حشد جيوشه للمضي في حربه مع الوباء. وهذا يمنح التيار العوني فرصة أكبر لتطويق كل "شركائه" في الحكومة.

أسقطت أزمة كورونا ورقة التوت عن الشركاء في الحكومة. والتوصيف الدقيق للبنان هو: "بيت بمنازل كثيرة". بل بيوت بمنازل كثيرة تستحق الدراسة بعناية سريرية وعيادية: من التيار العوني وأدائه، إلى حزب الله ونشاطه، إلى الحزب التقدمي الاشتراكي وتحركاته، إلى الغياب التام لتيار المستقبل وأركانه، باستثناء صراعاتهم الضيقة على التعيينات التي رفضتها كتلة المستقبل، أو إدخال مواجهة كورونا في حسابات مذهبية وطائفية تنحصر بالمطالبة بالعفو عن الموقوفين الإسلاميين. وهكذا يصغر تيار رفيق الحريري وتصغر قضيته، وتتحجم طائفته ودورها.

قد يهمك ايضا:باسيل لا يزال الآمر والناهي في عالم السياسة اللبنانية رغم وجود دياب  

العلاقة بين برّي وباسيل تتجه نحو الأسوأ وبوادر انقسام داخل "الوطني الحر"

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باسيل يعيد مغتربيه بطائرات خاصة وفيروس كورونا يُشتت مجلس الوزراء باسيل يعيد مغتربيه بطائرات خاصة وفيروس كورونا يُشتت مجلس الوزراء



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 09:49 2022 الجمعة ,11 آذار/ مارس

عطور تُناسب عروس موسم ربيع وصيف 2022

GMT 16:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لتناول غذاء صحي ومتوازن في أماكن العمل

GMT 03:47 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تأجيل الاتفاق على الرقابة المصرفية لمنطقة اليورو

GMT 05:56 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية الأردني: سنعالج ملف العمالة الوافدة كلها

GMT 08:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الفحم للشعر وطريقة عمل قناع منه

GMT 00:39 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

نتائج مثيرة لما بحث عنه مستخدمو الإنترنت على "غوغل" في 2019

GMT 10:01 2022 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

أفكار في الديكور للجلسات الخارجّية الشتويّة

GMT 15:28 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

برج الحصان..ذكي وشعبي ويملك شخصية بعيدة تماما عن الصبر

GMT 18:44 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

إتيكيت وضع المكياج في الأماكن العامة

GMT 19:26 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

المصائب تتوالى على سان جيرمان أمام ليل
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon