الخلافات بشأن التعيينات تهدّد بانفجار الحكومة اللبنانية من الداخل
آخر تحديث GMT14:04:47
 لبنان اليوم -

تخبّط مع عدم قدرتها على وضع خطة اقتصادية لوقف التدهور

الخلافات بشأن التعيينات تهدّد بانفجار الحكومة اللبنانية من الداخل

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الخلافات بشأن التعيينات تهدّد بانفجار الحكومة اللبنانية من الداخل

رئيس الحكومة حسان دياب
بيروت - لبنان اليوم

تمر حكومة "مواجهة التحديات" برئاسة حسان دياب، في حالة إرباك وتخبّط، بسبب عدم قدرتها على وضع خطة اقتصادية متكاملة لوقف انزلاق البلد باتجاه مزيد من التدهور في حال أصرّت (كما تقول مصادر سياسية بارزة)، على وقفه باعتمادها على الحلول بالمفرّق بدلًا من أن تأتي بالجملة.

ولعل الخلاف على مشروع القانون الخاص بـالـ"كابيتال كونترول" المتعلّق بالسحوبات والتحويلات بالعملات الصعبة، وطلب وزير المال غازي وزني بسحبه من التداول بدعم من رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتصدر أبرز العينات، للدلالة على حالة التخبُّط الحكومي، مع أنه أُدرج كبند أول على جدول أعمال اللقاء الذي عُقد أمس بين بري ودياب، إضافة إلى رزمة التعيينات المالية التي تشمل تعيين نواب جدد لحاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، ورئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف ومفوّض الحكومة لدى البنك المركزي.

وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر مالية ومصرفية أن استمرار الخلاف حول الـ"كابيتال كونترول" والتعيينات المالية سيضع مجلس الوزراء في جلسته اليوم، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، في حال انتهى اللقاء بين بري ودياب، من دون تجاوز الخلاف أمام خيارين:

الخيار الأول يقود حتمًا إلى عدم إقحام مجلس الوزراء اليوم في تأزُّم سياسي من العيار الثقيل، وهذا يستدعي ترحيل التعيينات المالية والمصرفية عن الجلسة، بذريعة إعطاء فرصة لمزيد من التشاور، وهذا الأمر ينسحب أيضًا على الـ"كابيتال كونترول"، خصوصًا أن دياب كان على علم بموقف بري، وبالتالي لا صحة لما أشيع بأنه فوجئ بطلب وزني بسحبه من التداول.

أما الخيار الثاني، فيكمن (بحسب المصادر السياسية)، في إصرار عون ومعه عدد من الوزراء على طرح هذين البندين في الجلسة، ما يؤدي إلى انفجار الحكومة من الداخل، وهذا ما لمح إليه رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية في تغريدة حذّر فيها من لجوء البعض إلى الانصراف لمنع انتشار فيروس "كورونا" لتهريب صفقة في التعيينات لتمرير المحاصصة.

ولفتت المصادر السياسية إلى أن موضوع التعيينات كان نوقش في لقاء بعيد عن الأضواء بين دياب والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي الوزير السابق النائب علي حسن خليل انتهى إلى سوء تفاهم، وقالت إن تمرير التعيينات لمصلحة حصر الحصة المسيحية برئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل سواء مباشرة، أو من خلال رئيس الجمهورية سيدفع فرنجية إلى الخروج من الحكومة.

وسألت المصادر نفسها عن الأسباب المؤدية إلى تجيير الحصة المسيحية لمصلحة باسيل، إضافة إلى إصراره على أن يكون شريكًا في الحصة الخاصة بالمسلمين، وهل يوافق "الثنائي الشيعي" على استبعاد فرنجية من التعيينات؟ رغم أن حضوره في الحكومة أمّن لها غطاءً مسيحيًا في غياب حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب".

وتردد أن رئيس الجمهورية أُعلم بتحذير فرنجيه، من خلال قنوات الاتصال المفتوحة بينه وبين "حزب الله" الذي لا يفرّط ومعه بري بعلاقتهما بزعيم "المردة"، وبالتالي لا يؤيدان مصادرة باسيل الحصة المسيحية في التعيينات، وبالتالي، فإن خروج الخلافات عن سيطرة الحكومة يؤكد أن الحل والربط ليس بيد "الوكلاء" المستقلين في الحكومة، وإنما لا يزال منوطًا بالقوى السياسية الداعمة لها.

لذلك، فإن طلب وزير المال بالنيابة عن بري، وبالتأكيد عن "حزب الله" بسحب مشروع قانون الـ"كابيتال كونترول"، من التداول في مجلس الوزراء يعود إلى جملة من الاعتبارات، بصرف النظر عن مبادرة الوزير عماد حب الله المحسوب على الحزب بالشراكة مع الوزير رمزي مشرفية المقرب من النائب طلال أرسلان إلى طرح تعديلات على المشروع.

وفي هذا السياق، رأت المصادر السياسية أن لطلب بري بسحب المشروع، مجموعة من الأبعاد السياسية، ومنها أن تشريع الـ"كابيتال كونترول" بقانون يتعارض مع مقدمة الدستور التي تنص على تمسُّك لبنان بنظام اقتصادي حر، وبالتالي فإن فرض قيود على السحوبات والتحويلات يشكل خرقًا للدستور.

ناهيك من أن المصادر نفسها تعتبر أن المتضرر الأول من قوننة المشروع هم العدد الأكبر من المودعين من الطائفة الشيعية، في ضوء ما يتردد بأن حجم الودائع الشيعية في المصارف اللبنانية يفوق وبنسبة عالية جدًا الودائع العائدة للمودعين من الطوائف الأخرى. وبالتالي سيكونون على رأس لائحة المتضررين، إضافة إلى أن بري ليس في وارد الدخول مع المودعين في مشكلة على خلفية تقديمه للرأي العام، وكأنه يرعى فرض القيود على ودائعهم.

وعليه، فإن بري لا يزال (كما تقول المصادر) يتمسك باقتراحه بأن يُبحث الـ"كابيتال كونترول" بين وزير المال وحاكم مصرف لبنان الذي لا يحبّذ إسناد مثل هذه المهمة المشتعلة إليه في ظل شعوره بأن الجميع تخلوا عنه، وأن هناك مَن يُصرّ على استهدافه.

وترى المصادر أن هذه المسألة ستبقى عالقة إلى حين ابتداع المخارج لها، وتؤكد في المقابل أن غزوة فيروس "كورونا" ستدفع حتمًا باتجاه تأخير البحث في الخطة الاقتصادية الإنقاذية، في ضوء ارتفاع منسوب العجز في موازنة العام الحالي، ليس بسبب الركود الذي أصاب البلد بعد انطلاق "الحراك الشعبي"، وإنما في التعطيل الذي أحدث شللًا عامًا في البلد، بعد أن صُبّت الجهود على مكافحة هذا الوباء القاتل.

وتسأل المصادر نفسها: كيف السبيل إلى وضع الخطة الاقتصادية؟ ما دام لبنان يمتنع عن سداد الفوائد المترتبة على استحقاق سندات الخزينة، من دون أن يتوصّل إلى إعادة هيكلتها مع الدائنين انطلاقًا من دعوتهم لتقدير الظروف التي يمر فيها، والتي ازدادت تعقيدًا بسبب انتشار "كورونا"، على أن يتعهد بسدادها، كما تسأل عن الموانع التي تقف حائلًا دون الالتفات إلى صندوق النقد الدولي طلبًا لمساعدته

قد يهمك ايضا:صراع مواقع يهدّد بتفكك الظهير السياسي لحكومة دياب

  لجنة برئاسة دياب للبحث في الشأن الاجتماعي مع انتشار " كورونا" في لبنان

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخلافات بشأن التعيينات تهدّد بانفجار الحكومة اللبنانية من الداخل الخلافات بشأن التعيينات تهدّد بانفجار الحكومة اللبنانية من الداخل



إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:39 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

النظام الغذائي الذي نتبعه يؤثر على أدمغتنا

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 05:12 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 تصرفات يقوم بها الأزواج تسبب الطلاق النفسي

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 00:18 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 24 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 18:33 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

ألوان الأحذية التي تناسب الفستان الأسود

GMT 11:04 2024 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

لاعب برشلونة مارتينيز يشتبك مع مشجع خارج الملعب

GMT 21:55 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس الاتحاد التونسي للطائرة يعلن تأجيل نهائي الكأس
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon