تلاعب في تلقيح كورونا في لبنان والبنك الدولي يهدّد وإتهام  الصحة بالتقصير
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

تلاعب في تلقيح كورونا في لبنان والبنك الدولي يهدّد وإتهام الصحة بالتقصير

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تلاعب في تلقيح كورونا في لبنان والبنك الدولي يهدّد وإتهام  الصحة بالتقصير

وزارة الصحة اللبنانية
بيروت - لبنان اليوم

يبحث «س. ح» عن لقاح لوالده البالغ من العمر 85 عاماً والمصاب بمرض عضال، فسجّل اسمه على منصّة وزارة الصحة، ظناً منه أنّها ستحدّد له موعداً سريعاً ضمن المرحلة الأولى من تلقيح المواطنين، الّا أنّه ما زال حتى الآن يترقب هذا الموعد لنقل الوالد الى المستشفى لتلقّي اللقاح.قصّة هذا المواطن تُضاف اليها قصص كثيرين يعانون من التأخير في ردّ «منصّة التلقيح» عليهم، فيما الجهات المعنية تخرج الى الاعلام وتبشّر اللبنانيين بأنّ «الجميع سيتلقّون اللقاح وأنّ الامور تسير وفق الخطط المرسومة ولا أحد يُعطى الاولوية على الآخر».

سقطت كل تبريرات وزارة الصحة أمس. النواب يطلبون اللقاح «ديليفري»، فيحضر مع الجهاز الطبي الى ساحة النجمة ليلقّح من هم ضمن المرحلة المتفق عليها، وبعض من هم دون السبعين من العمر. قبل أن يخرج قصر بعبدا متحدثاً عن عملية تلقيح تلقّاها الرئيس وزوجته والملاصقون له، وبعضهم لا تنطبق عليه «تعاميم المنصة».

فضائح وثغرات كثيرة تطاول آلية توزيع اللقاحات، دفعت بالبنك الدولي الى التهديد بوقف دعم الحملة، ان لم تبادر الدولة الى تطبيق ما تمّ الاتفاق عليه وبحسب المراحل الموضوعة.

في بلد المحسوبيات والوساطات ليس مستغرباً أن يُبدّى المسؤولون على الشعب، خصوصا وأنّ ما يجري الحديث عنه خطير ويشكّل مادة دسمة أمام الرأي العام، الذي يطالب بتحقيق جدّي لـ «إختفاء» نحو 50 في المئة من اللّقاحات التي وصلت الى لبنان، فلمن أُعطيت؟

أدار التفتيش المركزي أخيراً عجلة تحقيقاته، وبدأ تقصّي الحقائق من المصدر، أي من وزارة الصحة، خصوصاً بعد التغريدة التي نشرها ممثل البنك الدولي في لبنان ساروج كومار جاه، والتي أكّد من خلالها أنّ «البنك الدولي قد يجمّد تمويله دعم اللقاحات في لبنان»، مناشداً «الجميع، بغض النظر عن منصبكم، التسجيل عبر المنصّة وانتظار الدور».

جوهر المشكلة بحسب مصادر موثوقة يكمن في الـ «data» التي تصل الى وزارة الصحة، والتي تتضمن اسماء طالبي اللقاحات في القطاعات التي أُعطيت اولوية التطعيم كما كبار السن. وتشير الى أنّ بعض النقابات تتلاعب بأولويات التلقيح، فتضع اشارة «high risk» أمام اسماء غير مستحقيها. وهذا الخلل يمكن أن يحصل أيضاً، خصوصاً في حال دوّن أحد على المنصّة أنّه مريض في القلب على سبيل المثال أو السكري أو اي مرض مزمن، لا يخضع لأي سؤال أو يُطلب منه إبراز مستند لتأكيد ذلك؟ وتالياً، فإنّ المسؤولية جماعية بالنسبة الى هذا الموضوع، ولا تُختصر فقط على جهة واحدة.


كذلك، تلحظ المصادر تفاوتاً في ارقام المسنين بين منطقة وأخرى، حيث تخطّى عدد المواطنين طالبي اللقاح فوق الثمانين سنة في بيروت وجبل لبنان التوقعات، وهو عدد كبير بالنسبة الى المناطق والمحافظات الأخرى التي تعمد الى تلقيح المواطنين دون السبعين سنة، بحجة عدم وجود أعداد كبيرة من المسنين لديها.

وأكّدت المصادر عينها لـ «الجمهورية»، أنّ عدد المسؤولين السياسيين الذين تلقوا اللّقاح لا يقتصر على الأسماء التي نُشرت، بل هناك كثير من الذين تلقّوا اللقاح «في السرّ» وبعيداً من الاعلام. اضافة الى ذلك، فقد تمكنت مرجعيات سياسية من تلقيّ اللّقاح مع القريبين منها، بعيداً عن «شوشرات» مواقع التواصل الإجتماعي، حرصاً منها على تفادي أيّ إحراج قد يشكّله استخدام الهاتف، أو أي فضيحة مرتقبة.

لكنّ اللقاحات الضائعة لم تعطَ جميعها للمسؤولين السياسيين والقريبين منهم، فالمصادر عينها تشير الى أنّ اللّقاحات لا تُوزّع بطريقة عادلة على المستشفيات، وتضع علامات استفهام كبيرة على الحصص المعطاة لـ»مستشفى الرسول الأعظم»، وتسأل من خلفها عن دور «الهيئة الصحية لحزب الله» بإعطاء لقاحات لأشخاص غير مسجّلين على المنصّة.

فضيحة أخرى، تتعلّق بالتوزيع غير العادل للقاحات، فبعض المستشفيات تصلها لوائح تضمّ أسماء تتخطّى عدد اللّقاحات المعطى لها، ما يسبّب حرجاً لها امام المواطنين الذين يحضرون وفق الموعد المحدّد في الرسالة النصية المرسلة من المنصّة. وفي السياق علمت «الجمهورية» أنّ بعض المستشفيات سيرفع الصوت قريباً لتبيان ملابسات ما يجري من خروقات.

في المقابل، تحصل مستشفيات أخرى على فائض لقاحات نسبة الى عدد المسجّلين في اللوائح التي وصلتها. وعلى سبيل المثال، فقد وصل الى إحدى المستشفيات 6 عينات من اللقاح (كل عينة 11 جرعة)، لتطعيم 62 اسماً وردت اسماؤهم ضمن اللائحة، وفي عملية حسابية يبقى لدى هذه المستشفى 4 جرعات غير مسجّلة، هنا تتعدّد الخيارات أمام المستشفيات، فمنها من يعطيها لأطقمها الطبية، وبعضها يجيرها لأسماء أفراد مسجّلين على لوائح الإنتظار لديها، فيما يبادر البعض الآخر الى اعطائها لذويه أو أصدقاء له.

وتتوالى الاسئلة ايضاً عن الاسباب التي تمنع وزارة الصحة من ضبط آلية التوزيع ونشر الاسماء وفق جدول يومي، على غرار الجداول التي تصدر عن نسبة الإصابات بكورونا وتوزيعها على المناطق، وبالتالي تقطع الطريق أمام كثير من الشكوك التي يروّج لها البعض، خصوصاً في ما يخص ارقام اللقاحات التي لم تُسجّل عبر المنصة، وهنا من المفترض أن تكون وزارة الصحة على بينة من الامر، عبر ربط المستودع حيث توجد اللقاحات بالمنصة، وبالتالي تكون آلية ضبط العدد واضحة ومدونة، حيث يتمّ تسجيل الكمية التي خرجت يومياً من مستودعات الوزارة لتوزيعها على المستشفيات، ويتمّ إعلام الرأي العام بها، وتأكيد شفافية الوزارة التي تشدّد على ضرورة أن يكون كل شيء واضحاً أمام المواطن.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزارة الصحة تعلن تسجيل 15 حالة ايجابية على متن رحلات وصلت الى بيروت في 14 و15 الحالي

المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا "كوفيد-١٩" في لبنان اليوم الثلاثاء 16 شباط / فبراير 2021

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلاعب في تلقيح كورونا في لبنان والبنك الدولي يهدّد وإتهام  الصحة بالتقصير تلاعب في تلقيح كورونا في لبنان والبنك الدولي يهدّد وإتهام  الصحة بالتقصير



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 11:09 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 10:12 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 13:32 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 19:00 2022 السبت ,14 أيار / مايو

موضة خواتم الخطوبة لهذا الموسم

GMT 04:58 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 12:27 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 15:46 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

مكياج ربيعي لعيد الفطر 2022

GMT 09:02 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

لمسات ديكورية مميزة للحمام الصغير
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon