مبادرة الحريري بشأن حقيبة المال تُثير التساؤلات عن احتمالات تشكيل الحكومة اللبنانية
آخر تحديث GMT06:16:33
 لبنان اليوم -

في لحظات حاسمة تواجه فيه القوى السياسية خيارًا بين التعافي والانهيار

مبادرة الحريري بشأن حقيبة المال تُثير التساؤلات عن احتمالات تشكيل الحكومة اللبنانية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مبادرة الحريري بشأن حقيبة المال تُثير التساؤلات عن احتمالات تشكيل الحكومة اللبنانية

الرئيس سعد الحريري
بيروت- لبنان اليوم

ألقى رئيس الوزراء الأسبق اللبناني سعد الحريري حجرًا في المياه الراكدة، في ظل تعثر اللبنانيين في إنجاز حكومة جديدة تخضع للمبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث اقترح أن يسمي رئيس الوزراء المكلف، مصطفى أديب، وفقا لنظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان، مرشحا "مستقلا" لتولي حقيبة وزارة المالية.

وأيدت فرنسا اقتراح الحريري لإنهاء أزمة تحول دون تشكيل حكومة تخرج البلاد من أسوأ وضع تمر به منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990،
وطرح البعض تساؤلات بشأن أهمية مبادرة الحريري، ومدى إمكانية مساهمتها في تذليل عقبة حقيبة وزارة المالية، والسماح بتشكيل حكومة جديدة.

مبادرة الحريري
قال الحريري، إن فكرته هي تسمية "وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية"، لكنه أكد أن هذا لا يعني موافقته على ضرورة أن يتولى شيعي هذا المنصب دائما، وتابع: "قررت مساعدة الرئيس أديب على إيجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، شأنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي، من دون أن يعني هذا القرار في أي حال من الأحوال اعترافا بحصرية وزارة المالية بالطائفة الشيعية أو بأية طائفة من الطوائف".

ولفت الحريري إلى أنه "يجب أن يكون واضحا أن هذا القرار هو لمرة واحدة ولا يشكل عرفا يبنى عليه لتشكيل حكومات في المستقبل، بل هو مشروط بتسهيل تشكيل حكومة الرئيس أديب بالمعايير المتفق عليها، وتسهيل عملها الإصلاحي، من أجل كبح انهيار لبنان ثم إنقاذه وإنقاذ اللبنانيين".

خطوة للأمام
فيصل عبد الستار، المحلل السياسي اللبناني، قال إن "الرئيس سعد الحريري قدم أمس مبادرة لحل المشكلة العالقة بشأن تشكيل الحكومة اللبنانية، والتي تتلخص في حقيبة وزارة المالية، ومطالبة المكون الشيعي أن تكون من حصته، فضلا عن تسميته الوزراء الشيعة الآخرين"، وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "العبارات التي طرحها الحريري في بيانه لم تلق ترحيبًا من أي جهة على المستوى العام في لبنان، فالبعض طرح تساؤلات بشأن الحريري نفسه ولماذا أعطى لنفسه الحق في التحدث للرأي العام، ومن أعطاه الحق في أن يظهر نفسه بأنه الذي يمنح وكأنه الرئيس المكلف".

وتابع: "في النهاية مبادرة الحريري ربما فتحت بابًا مواربًا لفتح ثغرة في جدار تشكيل الحكومة، خاصة أن وزارة الخارجية الفرنسية أصدرت بيانًا طالبت فيه المسؤولين اللبنانيين بسرعة الوصول لتشكيل حكومة من شأنها أن تحدث إصلاحات، مستهجنة تلكئهم"، وفيما يخص موقف "الثنائي الشيعي" تجاه مبادرة الحريري، قال عبد الستار: "لحد الآن لم يصدر أي بيان رسمي حول هذه القضية، لكن إشارة للتسريبات يمكن أن يبنى عليها، بمعنى اعتبارها خطوة للأمام باتجاه تذليل العقبات، وباقي الأمور ستحسم في الساعات المقبلة"، وأنهى حديثه قائلًا: "على كل حال، لا أتوقع أن تسير الأمور في اتجاه إنجاز تشكيل الحكومة في اليومين القادمين، الأمور بحاجة إلى دراسة، إلا إذا حدث طارئ، وتوافق الجميع فجأة على تذليل العقبات".

غير مجدية
من جانبه قال الناشط السياسي اللبناني، أسامة وهبي، إن "مبادرة سعد الحريري لا يمكن أن يكتب لها النجاح، إلا إذا كان الاسم الذي سيختاره رئيس الحكومة مواليًا للثنائي الشيعي، وبالتالي نكون في نفس المكان الذي نحن فيه الآن"، وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، "في حال اختار رئيس الحكومة المكلف اسمًا شيعيًا، هذا الاسم سينكب الثنائي الشيعي على السيرة الذانية له وسيتواصلون معه وسوف يحاولون انتزاع تعهد منه أنه لن يخرج عن رأيهم في السياسة المالية والعامة".

وتابع: "في حال تمت المبادرة بنجاح وتشكلت الحكومة يكون الثنائي الشيعي قد نجحا في فرض شروطهما على رئيس الحكومة، بالتالي تعتبر انتكاسة للمبادرة الفرنسية، التي تشترط عدم وجود أي حزبيين في الحكومة وأن يكون جميع الوزراء أصحاب كفاءة ومستقلين تماما عن المنظومة الحاكمة".

وأكد أن "الحريري حاول أن يرمي حجرًا في المياه الراكدة، لكنها مبادرة غير مناسية على الإطلاق، المطلوب الآن التمسك بحكومة مستقلة تمامًا لأنه في حال خضع الرئيس المكلف لمطالب الثنائي الشيعي، سيطالب كل فصيل حزبي بحقيبة وزارية، ونكون بذلك قد عدنا للمربع الأول، وهو ما لا يرضي ماكرون، ويصب خارج المبادرة الفرنسية التي تحتضر الآن في لبنان".

واعتبر المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان يان كوبيش، أن مبادرة الحريري، مهدت الطريق السياسي لتشكيل الحكومة الجديدة للبلاد برئاسة رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب. وكانت الخارجية الفرنسية قد صرحت، في وقت سابق، بأن على القوى السياسية اللبنانية أن تختار بين تعافي لبنان أو انهياره.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس فون دير مول، للصحفيين في إفادة يومية: "في هذه اللحظة الحاسمة من التاريخ اللبناني، تواجه القوى السياسية اللبنانية خيارا بين التعافي وانهيار البلاد. إنها مسؤولية ثقيلة تجاه اللبنانيين".

قد يهمك أيضا : 

  النائب جميل السيد يُوجِّه رسالةً شديدة اللهجة إلى سعد الحريري

  مراقبون يؤكّدون أنّ مبادرة سعد الحريري ضوء في النفق اللبناني المظلم

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة الحريري بشأن حقيبة المال تُثير التساؤلات عن احتمالات تشكيل الحكومة اللبنانية مبادرة الحريري بشأن حقيبة المال تُثير التساؤلات عن احتمالات تشكيل الحكومة اللبنانية



إطلالات مريحة للأميرة رجوة تناسب مراحل الحمل

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:16 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

كريم عبد العزيز يصف مسلسل الحشاشين بـ"المجازفة"
 لبنان اليوم - كريم عبد العزيز يصف مسلسل الحشاشين بـ"المجازفة"

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:30 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

لؤي ناظر يكشف أسباب تراجع النتائج ورحيل بيلتش

GMT 19:49 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم الدولي السلطان يعلن اعتزاله بشكل نهائي

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الدوري السعودي يشهد إقالة 15مدربًا هذا الموسم

GMT 22:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تتفاوض لاستضافة السوبر الإسباني 6 مواسم

GMT 20:01 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط تعاقب رئيس الشباب بغرامة 20 ألف ريال
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon