تحذيرات من رفض حزب الله تدخل النقد الدولي لحل الأزمة المالية في لبنان
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

فاقم المخاوف من تسريع وتيرة الانهيار الاقتصادي في البلاد

تحذيرات من رفض "حزب الله" تدخل "النقد الدولي" لحل الأزمة المالية في لبنان

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تحذيرات من رفض "حزب الله" تدخل "النقد الدولي" لحل الأزمة المالية في لبنان

الحكومة اللبنانية
بيروت-لبنان اليوم


تضيق الخيارات أمام الحكومة اللبنانية للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية، التي تدفع بالبلاد إلى مزيد من الانهيار، وما ضاعف من خطورة الوضع، رفض «حزب الله» تدخّل صندوق النقد الدولي في إدارة الأزمة وإيجاد الحلول لها، خوفاً من أثمان سياسية تترتّب على البلد وعلى وضعية الحزب ونفوذه داخل السلطة.

وأعلن نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، (الثلاثاء)، معارضة حزبه أي دور لصندوق النقد في إدارة الأزمة المالية في لبنان، وقال في تصريح: «لا نقبل أن نخضع لأدوات استكبارية في العلاج، يعني أننا لا نقبل الخضوع لصندوق النقد الدولي ليدير الأزمة». لكنه استطرد قائلاً: «لا مانع من تقديم الاستشارات، وهذا ما تفعله الحكومة اللبنانية».

وفاقم موقف «الحزب» المخاوف من تسريع وتيرة الانهيار المالي والاقتصادي في البلاد، فيما أكد النائب السابق فارس سعيد لـ«الشرق الأوسط»، أن الحزب «يطرح اعتماد الاقتصاد المقاوم، وسلخ لبنان عن النظام الاقتصادي العالمي». 

وحذر من «خطاب (الحزب) الداعي إلى إلحاق الاقتصاد اللبناني بالاقتصاد الإيراني، وهذا برز بوضوح في خطاب أمين عام الحزب (حسن نصر الله) الأخير، الذي دعا فيها إلى مقاطعة الأميركيين وبضائعهم، وإيجاد مجتمع مقاوم للولايات المتحدة والغرب. وهذا أقصر الطرق إلى زوال لبنان»، مستغرباً صمت رئيس الجمهورية ميشال عون والحكومة حيال هذه المواقف، التي «تزيد عزلة لبنان».

وتركت تصريحات نعيم قاسم آثاراً سلبية على الدائنين الأجانب، وقال ستيفن ريتشولد، مدير المحفظة في «ستون هاربور إنفستمنت بارتنرز» التي تحوز بعض السندات الدولية اللبنانية، إن «(حزب الله) معارض بشدة لصندوق النقد، مما يجعل الوضع صعباً للغاية، ويعني أنه سيكون على لبنان أن يبلغ نقطة يصبح الوضع عندها سيئاً لفترة أطول».

وعدّ الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور سامي نادر أن «موقف (حزب الله) الرافض تدخل صندوق النقد هو الذي يسيّس الأزمة». ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الخيار الوحيد المتاح أمام لبنان لوقف الانهيار، يكمن في اللجوء إلى صندوق النقد الدولي». وقال: «إذا سلمنا جدلاً أن الحكومة اللبنانية بدأت الآن بالإصلاحات الاقتصادية، فهذا لا يكفي لأن البلد يحتاج إلى سيولة، وحتى المصارف لم تعد لديها السيولة إذا فكرت الحكومة في أن تلجأ إليها، كما أن دول الخليج العربي ليست بوارد ضخّ الأموال والودائع إلى (مصرف لبنان) في ظلّ الوضع السياسي القائم، وسيطرة (حزب الله) على مؤسسات الدولة».

وأمام تخوّف «حزب الله» من فرض شروط سياسية على لبنان، من قبل صندوق النقد الدولي، أوضح كبير المصرفيين في بنك «بيبلوس» الدكتور نسيب غبريل، لـ«الشرق الأوسط»، أن صندوق النقد «لا يفرض إجراءاته على السلطات اللبنانية، لكن على لبنان أن يباشر فوراً بالإصلاحات الواجب اعتمادها، وأن يقدّم مشروعه الذي سيتفاوض مع الصندوق على أساسه، ويسعى لإيجاد قواسم مشتركة تسمح بتقديم الدعم المالي له». 

وقال غبريل: «ليس صحيحاً أن صندوق النقد يشترط على لبنان زيادة الضريبة على القيمة المضافة (TVA) ورفع الدعم عن الكهرباء وتحرير سعر صرف الدولار، بل هناك مفاوضات ستجرى على أساس الإصلاحات المقدمة من الجانب اللبناني، وإذا اقتنع الصندوق بهذه الإصلاحات، فقد يعمد إلى ضخ 9 مليارات دولار تحتاجها الأسواق والمصارف بشكل فوري».

وأعلن صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، أن فريقاً من خبرائه أجرى على مدى 5 أيام محادثات قيّمة مع السلطات اللبنانية بخصوص خططها للتعامل مع تحديات الديون والاقتصاد، وأنه على أهبة الاستعداد لإسداء مزيد من المشورة الفنية.

وتبقى الحلول معلّقة رهن الخيار والقرار الذي سيعتمده لبنان للتعامل مع أزمته. وذكّر الخبير الاقتصادي سامي نادر بأن «الدول الأوروبية، التي تعهدت بتقديم الدعم للبنان من خلال مؤتمر (سيدر)، أعلنت ألّا خيار للبنان إلا بصندوق النقد الدولي، لأن الاقتصاد يحتاج إلى ضح سيولة في خلال أيام أو أسابيع قليلة»، عادّاً أن «لبنان يتجه إلى مرحلة قاتمة جداً، ما لم يغيّر (حزب الله) موقفه ومقاربته للحل». 

أما عن الأثمان السياسية التي قد تترتّب على لبنان وعلى وضع «الحزب» بالذات جراء اللجوء إلى صندوق النقد، فلم يخف سامي نادر أن «هناك دولاً كبرى لها فاعلية ونفوذ في صندوق النقد الدولي». 

وقال: «لا يستطيع لبنان أن يطلب 15 مليار دولار تقريباً، ثم يذهب لبنان إلى حرب مدمرة، أو أن يتخذ مواقف معادية من الدول الغربية المؤثرة»، عادّاً أن «حياد لبنان عن صراعات المنطقة هو أحد أبرز شروط المجتمع الدولي لدعم الاقتصاد». ولا يختلف اثنان على أن الكرة باتت الآن في ملعب الحكومة اللبنانية، بعد النصائح التي قدمها خبراء صندوق النقد.

ونبّه الدكتور نسيب غبريل، إلى أن «تجاهل هذه النصائح وعدم التعامل معها، يعني أن هوية الاقتصاد اللبناني، القائمة على القطاع الخاص والمبادرة الفردية والاقتصاد الحرّ، باتت مهددة»، عادّاً أن «عدم الأخذ بتوصيات صندوق النقد، سيدفع نحو مزيد من سيطرة القطاع العام على القطاع الخاص، وهذا سيؤدي إلى مزيد من الانكماش في الاقتصاد اللبناني ويرفع تكلفة القطاع العام على الخزينة ويزيد من العجز، وبالتالي من الانهيار».

قد يهمك أيضا:

رئيس الحكومة اللبنانية يلتقي بالأمين العام لاتحاد البرلمانيين العرب

الحكومة اللبنانية تقترح خيارين لسداد السندات شرط التلازم مع خطة كاملة

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحذيرات من رفض حزب الله تدخل النقد الدولي لحل الأزمة المالية في لبنان تحذيرات من رفض حزب الله تدخل النقد الدولي لحل الأزمة المالية في لبنان



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 18:07 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منافسة قوية بين ريال مدريد وأرسنال على ضم فلاهوفيتش

GMT 14:58 2021 الثلاثاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

هيفاء وهبي تضج أنوثة بملابس كاجوال ناعمة

GMT 07:33 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

ابتكار إطارات ذكية تقرأ مشاكل الطريق وتحذر

GMT 21:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

الأهلي المصري يعلن شفاء بانون من كورونا

GMT 15:59 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل أولمبياد طوكيو يكلف اليابان 2 مليار دولار

GMT 05:55 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

هزة أرضية قوية تضرب وهران الجزائرية

GMT 13:25 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم

GMT 18:56 2022 الإثنين ,03 كانون الثاني / يناير

متزلجو لبنان يستعدون لأولمبياد الصين الشتوي

GMT 15:58 2023 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل العطور الرجالية لهذا العام

GMT 15:41 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أحذية مسطحة عصرية وأنيقة موضة هذا الموسم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon