الأوروبيون لا يرون مبررًا لتعطيل جهود تشكيل الحكومة اللبنانية
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

الأوروبيون لا يرون مبررًا لتعطيل جهود تشكيل الحكومة اللبنانية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الأوروبيون لا يرون مبررًا لتعطيل جهود تشكيل الحكومة اللبنانية

الجيش اللبناني
بيروت ـ لبنان اليوم

يبدي سفراء الدول العربية والأجنبية قلقهم الشديد حيال الانفجار الاجتماعي الزاحف على لبنان لما يترتّب عليه من تداعيات يمكن أن تهدد الكيان اللبناني من دون أن تتحرك الطبقة السياسية، وعلى رأسها المنظومة الحاكمة التي تتصرف وكأن البلد بألف خير مع أنه يقف على طرف الانهيار بدلاً من أن تبادر إلى وقفه بالإفراج عن تشكيل حكومة مهمة، لعلها تتمكن من انتشاله من قعر الهاوية، خصوصاً أن لا مجال لرهان هذا الطرف أو ذاك على كسب الوقت فيما يقترب بلدهم من الزوال.

ويؤكد هؤلاء السفراء المعتمدون لدى لبنان - بحسب مصادر أوروبية - أنهم لا يرون من مبرر لتعطيل الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة جديدة يمكن أن تتيح للبلد أن يلتقط أنفاسه قبل أن يدخل في غيبوبة قاتلة تفتح الباب أمام إقحامه في خيارات يصعب السيطرة عليها، بعد أن يفقد اللبنانيون الأمل في إنقاذه على الأقل لتوفير لقمة العيش في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار مع تدهور سعر الليرة اللبنانية الذي يتفلّت من الضوابط فيما يستمر سعر صرف الدولار في التحليق عالياً.

وترى المصادر الدبلوماسية أن الانهيار الزاحف على البلد بات يحاصر المنظومة الحاكمة والطبقة السياسية ولن يكون هناك من رابح وخاسر، فالجميع سيدفعون أثماناً سياسية، وتسأل هل يعقل أن يبقى البلد بلا حكومة في ظل غياب حكومة تصريف الأعمال عن السمع واستحالة تعويمها سياسيا؟ وتلفت إلى أن القرارات التي صدرت أخيراً عن الاجتماع الذي رعاه رئيس الجمهورية ميشال عون وأراد منه السيطرة على سعر صرف الدولار لم يحقق الأهداف المرجوّة منه، وجاء ارتفاعه الجنوني ليؤكد أن الإجراءات التي اتخذها كانت أشبه بقنبلة صوتية أحدثت دويّاً في الهواء الطلق من دون أن تُسهم في ضبط الأسواق المالية التي أطاحت بالقدرة الشرائية للعملة الوطنية.

وتغمز المصادر نفسها من قناة الفريق السياسي المحسوب على عون الذي يفترض فيه أن يبدي له النصائح بدلاً من أن يدفعه للاستمرار في مكابرته وعناده، خصوصاً أنه لم يعد له من حليف إلا «حزب الله» بعد أن اشتبك مع القوى السياسية الأخرى التي انقطعت عن التواصل معه بالتلازم مع اقتصار نشاطه السياسي اليومي على استقبال المنتمين إلى «أهل بيته».

وتؤكد أن معظم السفراء لا يرون من مبرر للقاء عون إلا في حال استدعائهم من قبل الدوائر المعنية في القصر الجمهوري، وتعزو السبب إلى أن مواقفه باتت معروفة وتدور حول إصراره على استرداد حقوق المسيحيين والصلاحيات المنوطة برئيس الجمهورية وحقه في اختيار الوزراء المسيحيين من دون أن يغيب عن باله تحميل الآخرين مسؤولية الانهيار الاقتصادي نتيجة التراكمات الموروثة منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

وفي هذا السياق، تسأل المصادر عما فعله عون شخصياً لإعادة ترميم علاقات لبنان بعدد من الدول العربية والمجتمع الدولي، خصوصا أن معظم هؤلاء أحجموا عن مساعدته بعد أن أطاح من خلال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أثناء تولّيه وزارة الخارجية بسياسة النأي بالنفس وانحاز كلياً إلى محور الممانعة بقيادة إيران لاسترضاء «حزب الله» الذي اتخذ من لبنان منصة لاستهداف عدد من الدول العربية.

كما تسأل عون عن الأسباب التي دفعته للالتفاف على مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري بدلاً من التعاطي معها بإيجابية، باعتبار أنها الممر الإلزامي لإخراج أزمة تشكيل الحكومة من الحصار الذي يطوّقها، وهذا ما كشفه مصدر مقرّب من الأوساط المعنية بعملية التأليف بقوله لـ«الشرق الأوسط» إن عون أبلغ «حزب الله» عدم موافقته على هذه المبادرة وإنه لا حل أمام الرئيس المكلف سعد الحريري إلا بالتوجّه إلى بعبدا للقائه للبحث في الملف الحكومي.

ويؤكد المصدر أن عون وباسيل يصرّان على رفضهما للثلث الضامن «المعطّل» في الحكومة، وهما يلتقيان مع مواقف الحريري وبري و«حزب الله» ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط على الأقل إعلامياً، لكنهما لا يسألان لماذا كل هؤلاء يرفضون هذا الثلث لو لم تتوافر لديهم معلومات بأنهما يصران على الحصول عليه، وإلا لماذا لم يبادر عون إلى نفي ما نُسب إليه أخيراً في هذا الخصوص؟ ويجزم أيضاً أن باسيل يتولى شخصياً الإشراف على ملف تشكيل الحكومة، ويقول إن جميع البيانات التي تصدر عن بعبدا بما فيها التوضيحات تحمل توقيعه السياسي، وإلا لماذا يحصر «حزب الله» مفاوضاته بباسيل؟ رغم أنه ينأى بنفسه عن مشاركة تياره السياسي في الحكومة.

ويقول المصدر نفسه إن التيار السياسي المحسوب على عون - باسيل أخطأ في قراءته لموقف الحريري من مبادرة بري التي تقوم على تشكيل حكومة من 18 وزيراً، كما أخطأ في تعاطيه مع مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي لإعادة التواصل بين عون والحريري، ويؤكد أن لا مجال للعب على تفاهم الأخير مع رئيس المجلس الذي يحاول إيجاد تسوية للخلاف حول وزارة الداخلية.
ويلفت إلى أن تشكيل الحكومة من 18 وزيراً يبقى وحده مطروحاً على طاولة المفاوضات، وأن هذا الخيار يحظى بتأييد بري وجنبلاط الذي سحب موافقته على رفع عدد الوزراء إلى 20 وزيراً، مبدياً تفهّمه لموقف الرئيس المكلف الذي يتعامل مع زيادة العدد على أنه محاولة لفرض الثلث الضامن الذي يؤدي إلى تعطيل الحكومة من الداخل.

وعليه، فإن رفض عون - باسيل لمبادرة بري ستؤدي إلى حشره في الزاوية بعد أن أخفق البعض في رهانه على رفض الحريري لها، ويبقى الترقُّب لما سيعود به وفد «حزب الله» من موسكو، وهل سيبادر للضغط على عون؟ أم أنه كعادته سيراعيه؟ خصوصا أنه أحيط علماً بالموقف الروسي الذي يصب في دعم المبادرة الفرنسية.   قد يهمك ايضا: 

الإنهيار الكبير فى لبنان الرفوف في المتاجر الكبرى تفرغ ‏والمخزون ينضب والشعب يتقاتل

الدولار والشارع اللبناني وجهاً لوجه وماكينزي يطلع على تماسك الجيش ولافروف يبلغ بدعم الحريري

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأوروبيون لا يرون مبررًا لتعطيل جهود تشكيل الحكومة اللبنانية الأوروبيون لا يرون مبررًا لتعطيل جهود تشكيل الحكومة اللبنانية



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 13:47 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 22:16 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 12:50 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

ببغاء يُفاجئ باحثي بممارس لعبة تُشبه الغولف

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك

GMT 08:55 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 17:32 2023 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الفنان طارق عبد العزيز بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة

GMT 17:32 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

خريجو الجامعات اليونانية يلتقون فلاسيس بدعوة من فونتولاكي

GMT 23:31 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 11:15 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع لتطوير قدراتك العملية

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon