الناقد أحمد حسن عوض يكتب محمود درويش من شعر القضية إلى قضية الشعر
آخر تحديث GMT19:31:36
الأحد 13 تموز / يوليو 2025
 لبنان اليوم -
أخر الأخبار

الناقد أحمد حسن عوض يكتب" محمود درويش "من شعر القضية إلى قضية الشعر

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الناقد أحمد حسن عوض يكتب" محمود درويش "من شعر القضية إلى قضية الشعر

الشاعر محمود درويش
محمود درويش - العرب اليوم


 
عبرت الأيام سريعا وها هى تباغتنا الذكرى العاشرة لرحيل شاعرنا العربى الكبير  محمود درويش ذلك المختلف الحقيقى كما وصفه  عنوان احد الكتب النقدية التى صدرت عن تجربته الشعرية فى الأردن  عام 1999، إذ ظل ذلك الشاعر  العملاق يحفر أرض تجربته الشعرية عمقا واتساعا  بدأب عجيب، ولا يركن إلى مكانته فوق أفئدة محبى الشعر من المحيط إلى الخليج ولا يرضى بأن يظل اسمه مرتبطا بالقضية الفلسطينية مهما كانت عدالتها ومهما كان رسوخها فى الضمير والوجدان  العربي، مدركا أن نبل القضية وعدالتها  وحق الشعب الفلسطينى فى استرداد حقه المهدور أمور لا تكفى وحدها لكى تصنع شاعرا عظيما؛ فالنية الطيبة شيء والإبداع العظيم شيء آخر.

لقد كان له الحق أن يتيه ويزهو وهو شاب فى مقتبل عمره الإبداعى  بكتاب الناقد الكبير رجاء النقاش  (محمود درويش شاعر الأرض )  وبتسميته التى تشبع  غرور  من هم فى مثل بواكير تجربته الإبداعية؛  لكنه -وهو المسكون بروح الشعر وهوسه الذى لا ينتهى - رفض أن ينتشى بأن يظل اسمه مرتبطا بالقضية الفلسطينية بالرغم من أنها كانت تحمله على أجنحة الشهرة العالمية  وكانت كفيلة بأن يظل اسمه يتردد فى مسامع العالم آناء الليل وأطراف النهار.

لقد آثر أن يولى وجهه شطر الشعر  وفضل أن تكون إليه قبلته المبتغاة ؛ :فكان تحوله الشهير  من (شعر القضية) إلى (قضية الشعر ) دون أن يققد- بالضرورة -انتماءه الأول وتجذره التاريخى فى  أرض وطنه الفلسطيني، منطلقا من قناعة ترى أن تناول الموضوعات العامة بمنظور فكرى وثقافى  قد يضمر مقاومة للاحتلال الذى يريد أن يسجن الشاعر الفلسطينى فى قفص الحديث عن الاحتلال  وأن يبقيه دائم البكاء على أمه الرمزية " ولذلك فقد رفض محمود درويش كل الضغوط الجماهيرية أو السياسية أو النقدية  التى كانت تود أن تسجنه فى إطار صورة ذهنية نمطية  لا ينبغى له أن يتخطاها أو يحركها أو يسعى إلى تجاوزها فضلا عن الحلم المشروع إلى تغييرها، ومن ثم فقد أعاد التساؤل بجسارة حول مفهوم الأدب الوطنى قائلا : هل الأدب التحريض أدب قادر على الحياة بذاته فى اللحظة القادمة؟ هل يستطيع تراث أدبى كامل أن يقوم على القصيدة التحريضية أو أدب الكفاح المباشر دون أن يمتلك شروطه الأدبية المستقلة عن موضوعه ؟ وفى هذا الإطار لم يرض درويش أن يظل ينشد (سجل انا عربى) وسواها من قصائد الصوت الزاعق والتحريض المباشر ليتحول صوب موضوعات الحياة وثرائها الذى لا ينتهى ويتحدث عن تجارب الروح القلقة وعن اغتراب الرجل فى المرأة واغتراب المرأة فى الرجل وعن الفتيات السائرات فى الصباح  وعن المقهى والجريدة مشتبكا مع سؤال (الوجود والمأزق الإنسانى) متحررا من شرط العدو ومن ثنائية الضحية والمقاوم ومتجها نحو استجلاء ينابيع القوة الداخلية فيه ، رافضا أن يقبع فى حالة الصمت أو يستوطن  فى مسمى القهر، منتظرا القادم دائما ، مؤكدا " أن الأشكال الشعرية والأقاليم المتعددة والمتطورة كثيرة،  وكل الشعراء يصنعون الشعر،  كما أن الأشجار -لا الشجرة الواحدة- هى التى تصنع الغابة.

وبرغم أن درويش لم يكن راضيا عما وصل إليه الحال فى القضية الفلسطينية بسبب هشاشة الأنظمة العربية  النضالية  فقد ظل إلى آخر قطرة دم فى حياته مؤمنا بيقين التحول من  حالة الهزيمة إلى حالة النصر  مدركا انه " ليس هنالك نصر نهائى ولا هزيمة نهائية فهذان المفهومان يتقنان لعبة التناوب والاحترام المتبادل لكى يكمل السيد التاريخ لعبته النهائية المهم هو ماذا يفعل المنتصر بالنصر وماذا يصنع المهزوم بالهزيمة،  ولعل بعض الهزائم صالح لبلوغ البشر مرحلة النضج المعنوى والأخلاقى ولعل بعض الانتصارات أخطر على البعض من الهزيمة".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناقد أحمد حسن عوض يكتب محمود درويش من شعر القضية إلى قضية الشعر الناقد أحمد حسن عوض يكتب محمود درويش من شعر القضية إلى قضية الشعر



درّة زروق بإطلالات كاجوال مثالية في صيف 2025

بيروت ـ لبنان اليوم

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 21:21 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 07:03 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 00:18 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 24 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 22:13 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

استقالة جماعية لمجلس إدارة عين مليلة

GMT 09:49 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

20 معلومة مهمة عن سيارة "تسلا إكس" الكهربائية

GMT 09:06 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أفكار لتجديد حقيبة مكياجكِ وروتين العناية ببشرتكِ
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon