مودعو البنوك يتحملون العبء الأكبر في خطة إنقاذ جديدة في لبنان
آخر تحديث GMT18:23:05
 لبنان اليوم -

مودعو البنوك يتحملون العبء الأكبر في خطة إنقاذ جديدة في لبنان

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مودعو البنوك يتحملون العبء الأكبر في خطة إنقاذ جديدة في لبنان

المصرف المركزي اللبناني
بيروت - لبنان اليوم

بعد مرور عامين على انهيار اقتصادي في لبنان يقول البنك الدولي إنه من بين الأسوأ من نوعه على الإطلاق، اقترح حكام لبنان طريقة لسد فجوة كبيرة في النظام المالي يقال إنها ستجعل المودعين يدفعون الفاتورة، عوض البنوك أو الدولة. وتسعى الخطة، التي اطلعت عليها رويترز، إلى إحياء نظام مصرفي يحتضر من خلال جعل المودعين يغطون أكثر من نصف الفجوة البالغة 69 مليار دولار، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف حجم الاقتصاد اللبناني. وتشمل الخطة تحويل جزء كبير من الودائع بالدولار إلى الليرة اللبنانية بمعدلات تمحو جزءا كبير من قيمتها. وستساهم الدولة والمصرف المركزي اللبناني والبنوك التجارية بمبلغ 31 مليار دولار أو أقل من النصف.

ويعد الاتفاق على خطة عمل أمرا حيويا لضمان الحصول على خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي ووضع الدولة على طريق التعافي. ويتعين أن يوافق مجلس الوزراء على الخطة الجديدة. وتقف الخلافات بين الساسة والبنوك على حجم الخسائر ومن يجب أن يدفع حائلا دون التوصل إلى اتفاق حتى الآن. ويتعين أيضا أن تقنع هذه الخطة الأخيرة صندوق النقد الدولي، لكن اللبنانيين العاديين، الذين دفعت الأزمة الكثير منهم دفعا إلى براثن الفقر، لن يكون لهم رأي يذكر في الخطة ولا رأي من الأساس.

الضحية يدفع الثمن يقول الخبير الاقتصادي، توفيق كاسبار، الذي عمل مستشارا لصندوق النقد الدولي ووزارة المالية اللبنانية "الضحية هي التي تتحمل الجزء الأكبر من العبء. منطقهم غير مقبول بأي من معايير المنطق في أي مكان في العالم".

يواجه المودعون "اقتصاصا" من ودائعهم في أزمات أخرى حول العالم، غير أن صغار المودعين ينعمون بالحماية عادة. وسيحتفظ المودعون في لبنان الذين تقل ودائعهم عن 150 ألف دولار بأموالهم كاملة - بما يصل إلى نحو 25 مليار دولار - لكنهم سيحصلون عليها على مدار 15 عاما شأنهم شأن المودعين الآخرين، في حين تعذر عليهم السحب من حساباتهم إلى حد بعيد منذ عامين. ومع ذلك، فإن حجم الأزمة اللبنانية، وهي الأسوأ منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990، تتضاءل أمامه معظم الأمثلة العالمية الأخرى. وتشير تقديرات إلى أن ديون الحكومة اللبنانية بلغت 500 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2021، في حين أن نفس الزعماء  الذين وضعوا البلاد في المأزق الذي تواجهه ما زالوا يمارسون نفوذهم الآن.

 "لم يتبق سوى القليل" يقول مايك عازار، الخبير بشأن الأزمة اللبنانية "ببساطة، لم يتبق سوى القليل من الأموال. ولهذا السبب تعد المساءلة مهمة للغايةK تحاول القيادة السياسية طي الصفحة وإغلاق هذا الفصل دون محاسبة أحد وبموجب الخطة، سيُحول الجزء الأكبر من الودائع الدولارية البالغة 104 مليارات دولار - والتي لم يعد لدى البنوك ما يكفي من العملة الصعبة لتغطيتها- إلى الليرة اللبنانية، ولكن بمجموعة من أسعار الصرف، يقل اثنان منها عن مستويات السوق الحالية بكثير.

وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها منذ اندلاع الأزمة في عام 2019، ومن بين هذه الودائع، سيفقد 16 مليار دولار 75 في المئة من قيمتها و35 مليارا 40 في المئة. وقال ناصر السعيدي، الذي سبق أن شغل منصب وزير الاقتصاد ونائب محافظ البنك المركزي، "إنه تأميم فعلي للودائع"، وألقى باللوم على البنك المركزي في تكبد "خسائر ضخمة في الميزانية العمومية" للدفاع عن عملة مقومة بأكثر من قيمتها الحقيقية. ويساوي الدولار نحو 20 ألف ليرة حاليا مقابل 1500 فقط قبل الأزمة.

وقال السعيدي عن الخطة الأخيرة "إذا قبلها مجلس النواب، فسيكون ذلك قبلة الموت لنظام مصرفي يحتضر وسيحكم على لبنان واقتصاده وشعبه ببؤس طويل الأمد".

النخبة الراسخة الجذور وكانت البنوك والمصرف المركزي والساسة الحاكمون قد تسببوا في انهيار خطة سابقة، وُضعت في عام 2020، بسبب اعتراضات على طريقة حساب الخسائر وتقاسمها. وانهارت على إثر ذلك المحادثات مع صندوق النقد الدولي. وتهدف الخطة الجديدة إلى إنشاء شركة لإدارة الأصول لاستثمار الودائع في مشروعات مثل إعادة بناء مرفأ بيروت - الذي دمره انفجار ضخم في عام 2020- ومحطات الطاقة في بلد لا تستطيع محطات الكهرباء التابعة للدولة إنارته.

وتقضي الخطة بأن تصدر شركة إدارة الأصول، التي ستملكها الدولة لكنها ستدار باستقلال عنها، أوراقا مالية مضمونة بالأصول لسداد أموال المودعين، بهدف "توليد القيمة". قال طلال سلمان، المسؤول السابق في وزارة المالية "هناك حاجة إلى إطار حوكمة رفيع لإدارة كل تلك الأصول دون فساد، والساسة الذين يديرون هذا البلد هم على الأرجح أسوأ المؤهلين في العالم للقيام بذلك". لكن ليس هناك ما يشير إلى حدوث تغيير في السياسة اللبنانية من شأنه أن يغير المسؤولين الذين يُلقى باللوم عليهم على نطاق واسع في عرقلة الإصلاحات التي يسعى إليها المانحون.

ظلم المودعين كما تقضي الخطة بتحويل 12 مليار دولار من ودائع أغنى المودعين، البالغة 22 مليارا، إلى أسهم مصرفية لبنانية، وسيحصلون أيضا عل ىسند دائم قيمته خمسة مليارات دولار. أما البنوك فستساهم بمبلغ 13 مليار دولار في سد الفجوة، وذلك بشكل أساسي عن طريق شطب رأس مال المساهمين.  وقد ينتهي الأمر بالمودعين الأثرياء إلى امتلاك 72 في المئة من رأس المال في البنوك اللبنانية، ما لم يضخ المساهمون الحاليون أموالا جديدة. وقال عازار "لا إلزام على البنوك وإداراتها بتوزيع أرباح أودفع تعويضات مالية، وهو أمر فيه ظلم بين للمودعين".

قد يهمك أيضا

جمعية مصارف لبنان تعلن أن انهيار الليرة ليس مسؤوليتنا وتكشف الأسباب

بيانٌ من جمعية المصارف بشأن "سقوف السحوبات النقدية"

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مودعو البنوك يتحملون العبء الأكبر في خطة إنقاذ جديدة في لبنان مودعو البنوك يتحملون العبء الأكبر في خطة إنقاذ جديدة في لبنان



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:24 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 لبنان اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 20:45 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 11 أبريل / نيسان 2023

GMT 17:08 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

ربيع سفياني يكشف أسباب تألقه مع التعاون

GMT 19:29 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نائب رئيس الشباب أحمد العقيل يستقيل من منصبه

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 22:12 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:14 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 03:49 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

"Dior" تجمع عاشقات الموضة في حفل سحور بدبي

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 09:48 2022 الأحد ,17 تموز / يوليو

تيك توك ينهى الجدل ويعيد هيكلة قسم السلامة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon