اللبنانية سلوى القطريب نجمة الأمومة في بال ابنتها ألين لحّود
آخر تحديث GMT10:09:05
 لبنان اليوم -

اللبنانية سلوى القطريب نجمة الأمومة في بال ابنتها ألين لحّود

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - اللبنانية سلوى القطريب نجمة الأمومة في بال ابنتها ألين لحّود

نجمة الأمومة
بيروت - لبنان اليوم

في مثل هذا اليوم من مارس (آذار) 2009، أغمضت سلوى القطريب عينيها على بحرٍ من الأغنيات. سافرت على درب بعيدة، تاركةً ابنة وحيدةً لطالما أمسكت بيدها وذهبت بها إلى حيث المحبة والفن الأصيل.منذ تلك الليلة الأخيرة، لم تفارق سلوى بالَ ابنتها ألين لحّود لحظة، وفي هذه الفترة من العام تحديداً، تعود الذكرى كثيفة وثقيلة أكثر من أي وقت. «أتلخبط في هذه الفترة من السنة، أشعر كأنني مريضة»، تقول لحود. غير أن الفنانة الشابة لا تدع الحزن يغلبها، لأن «سلوى كانت من أنصار الفرح».ما تذكره الابنة عن الأيام الأخيرة التي أمضتها في المستشفى إلى جوار أمها، كفيلٌ بأن يحصّنها ضد الضعف والانهزام. تسترجع آخر جملة قالتها لها سلوى عندما سمعتها تبكي: «ليه عم تبكي؟ إنتِ قوية وهيك بدّك تبقي».

في ذاكرة محبّيها، سلوى القطريب مطربة تحمل مستمعيها على أجنحة الأحلام؛ تروي لهم «خبريات ما خلف البحر» وتأخذهم إلى «مطرح ما كانوا زغار». أما في ذاكرة ابنتها ألين، فهي سيدة مسؤولة وناجحة، لم تقصّر يوماً في حق بيتها وطفلتها ولا في حق فنها. تخبر مبتسمةً: «كانت تستفيق باكراً حتى تجهّزني للمدرسة. وكل ليلة قبل أن تتوجه إلى المسرح، كانت تحضّرني للنوم وتتأكد من أنني غفوت. طغى دور الأمومة على دورها كنجمة». ما بحثت لحّود مرة عن أمها فلم تجدها إلى جانبها، سوى في ذلك اليوم الذي رحلت فيه إلى الأبد.

يوم اختارت ألين لحّود الفن هوية، ساور القلق سلوى القطريب. طمأنتها إلى أنها ستساندها، إلا أنها صارحتها بأنها لم تكن تتمنّى لها هذا الطريق العاسر والمسيّج بالخيبات. لكن كيف لفتاة وُلدت في عالم من النغم والنصوص المسرحية والأزياء البرّاقة، أن تسلك طريقاً آخر؟أمضت لحّود سنوات الطفولة والمراهقة مسحورة بالخشبة ونجومها. يعود إليها مشهدٌ من كواليس مسرحية «بنت الجبل»، حيث اختلطت عليها صورة الأم مع صورة الفنانة. تروي كيف ارتدت قفازاً أبيض كان يلزم سلوى في أحد المشاهد، ثم رفضت خلعه عندما حان موعد المشهد. تُعلّق: «كأني أردت أن أمنعها من الخروج خشية ألا تعود».

بين مطلع السبعينات حتى عام 1999، حين قدّمت آخر مسرحياتها، فرضت سلوى القطريب نفسها إحدى أبرز نجمات المسرح الغنائي في العالم العربي. برأي ابنتها، «هي كانت تستحق الانتشار العالمي، لكن لبنان بدولته وإعلامه وشركات إنتاجه لم يعطِها حقها، ولم يردّ لها جميل تعلّقها بالوطن».في المقابل، بقي إرث القطريب الفني حياً ومقدَّراً في ذاكرة الجمهور اللبناني والعربي. تفرح لحّود وتتفاجأ عندما تلمس اهتمام الجيل الجديد بأغاني والدتها، من خلال تردادها ومشاركتها الدائمة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ «هذا يطمئنني»، تقول. هي كذلك تقوم بما في وسعها من أجل الحفاظ على ما تسمّيها «ثروة فنية»: «أخاف على تلك الثروة وأسعى أن أضمّنها في برامج حفلاتي. أما عندما أؤدّي أغانيها أو أدوارها كما حصل في (بنت الجبل)، فأنا أبصرها أمامي وأشعر بها حولي».

من بين الأغاني التي تتعمّد لحّود تكرارها، «وعدوني»، و«يمكن شي يوم بهالدني». تذهلها كذلك أغنية «إسمك بقلبي» والسلاسة التي أدّتها بها القطريب رغم صعوبتها. تقول إن والدتها رفعت لها السقف كثيراً. تدرك أنها لا تستطيع أن تكون سلوى، وهي لا تسعى إلى ذلك أصلاً، لكنها تحاول ألا تتنازل عمّا زرعته فيها من مبادئ فنية وإنسانية؛ «هذا صعب جداً وبمثابة حرب في هذا الزمن، لكن كما ربّتني أنا ماشية».

حسبما تروي لحّود، فإنّ سلوى القطريب غلّبت الحب والصدق على أي أمر آخر في حياتها. لم تتعامل مع الفن يوماً من زاوية المصلحة أو المنافسة. تقول إن «كل ما أنجزت حصل من دون تخطيط، وحتى دخولها مجال الفن كان صدفة. لم ترضَ أن تتورّط فيما لا يتبنّاه إحساسها، خوفاً من أن ينعكس ذلك سلباً على أدائها».كل ما أرادته القطريب كان ترك أثر جميل عند الناس، وهذا ما حصل يوم تعرفت إلى المخرج والمنتج والمؤلف الموسيقي والمسرحي روميو لحود. لم يستأثر روميو بسلوى، فهما «ابتكرا معاً توأماً فنياً وأكمل كلاهما الآخر»، حسب ابنتها. ثم إن القطريب لم تجد مَن يقدّمها على المسرح الغنائي كما فعل روميو. ويوم انكفأت عن العروض المسرحية والأضواء، تعاملت مع الأمر بسلام ورضا. تقول لحود عن تلك المرحلة: «بقي لديها أمل بأنها ستعود يوماً إلى المسرح. كررت لي حينها أن القناعة حلوة وأن يوماً لنا ويوماً لغيرنا، وأن الحياة تتسع لكل الناس».

مسالمةً ومتأمّلةً أمضت سلوى القطريب سنواتها الأخيرة. لم تُراكم الصداقات في المجال الفني، لكنّ زميلة وحيدة تميّزت من بين سواها. تروي ألين لحّود أن العلاقة التي جمعت بين فيروز ووالدتها كانت مميزة جداً؛ «قد تكون أمي الفنانة الوحيدة التي حضرتها السيدة فيروز 3 مرات في المسرح. وهي قالت مرة للأستاذ إلياس الرحباني إنها لو تمكنت من اختيار إحدى أغانيها لتقديمها، لاختارت (عد بنا يا ليل)».

أما خلال محنتها الصحية، فقد رافقت فيروز سلوى من خلال الاطمئنان عليها يومياً عبر الهاتف. «كان لي حظ التحدّث إليها مرة»، تقول لحود. «لا أنسى الحنان الذي رافق صوتها، ولا القلق الذي كانت تشعر به على أمي... لوهلة نسيتُ مع مَن كنت أتكلّم، لمست أمومتها في تلك اللحظة». كبرت ألين لحّود بين زمنَين، زمن فيروز وسلوى القطريب، وزمن الإنتاج السريع. تقول إن الفرق بين ذاك الزمن وهذا، كما الفرق بين الطعام الطازج والطعام المعلّب. تشكو من تراجع الثقافة الموسيقية في أوساط صنّاع الموسيقى. لكنها في المقابل، تتمسّك بإرث سلوى القطريب وروميو لحّود؛ ذاك الإرث الذي حصّنها بالحظ والوفاء للفن الجميل.

قد يهمك ايضاً

ماجدة الرومي تكشف ذكريات الحقبة الذهبية من الفن الأصيل

ماجدة الرومي تكشف ذكريات الحقبة الذهبية من الفن الأصيل

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللبنانية سلوى القطريب نجمة الأمومة في بال ابنتها ألين لحّود اللبنانية سلوى القطريب نجمة الأمومة في بال ابنتها ألين لحّود



نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت - لبنان اليوم

GMT 09:52 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
 لبنان اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:30 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

لؤي ناظر يكشف أسباب تراجع النتائج ورحيل بيلتش

GMT 19:49 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم الدولي السلطان يعلن اعتزاله بشكل نهائي

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الدوري السعودي يشهد إقالة 15مدربًا هذا الموسم

GMT 22:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تتفاوض لاستضافة السوبر الإسباني 6 مواسم

GMT 20:01 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط تعاقب رئيس الشباب بغرامة 20 ألف ريال
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon