دار أزياء دولتشي آند غابانا تُحدث ضجة في عالم الموضة
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

معايير الجمال حائرة تبحث عن نمط تسجن فيه جسد المرأة

دار أزياء "دولتشي آند غابانا" تُحدث ضجة في عالم الموضة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - دار أزياء "دولتشي آند غابانا" تُحدث ضجة في عالم الموضة

المرأة الممتلئة نموذجاً للجمال
باريس ـ مارينا منصف

معايير الجمال حائرة تبحث عن نمط تسجن فيه جسد المرأة، فمنذ عصور ما قبل التاريخ وحتى مطلع القرن التاسع عشر كانت المرأة الممتلئة نموذجاً للجمال، ثم لعبت الفنون والموضة دورها وتضافرت مع الحراك الاجتماعي حتى انقلبت الصورة وأصبحت المرأة الجميلة هي صاحبة الخصر النحيف، وبين خصر نحيف وقوام ممتلئ، يبدو جسد المرأة حائراً في انتظار القالب المناسب، وأخيراً خطت دار الأزياء الإيطالية «دولتشي آند غابانا» خطوة مهمة أحدثت ضجة؛ بإعلانها عن تقديم جميع تصاميمها بمقاسات امتدت إلى «22»، لتكون من بين الأوائل ممن أزاحوا الحواجز بين النساء بهدف تحقيق المفهوم الفعلي للشمولية، وإقرار مبدأ أن الجمال الحقيقي يتمثل في التعددية والاختلاف، وأنه لا يمكن تقييم جميع النساء من خلال الميزان الرقمي فقط.

حتى سنوات قريبة كانت المرأة الممتلئة مجرد مشاهد للموضة... متفرج سلبي ليس له مقعد ضمن مسرح عروض الأزياء، حتى انطلقت بعض الخطوات الإيجابية، مثل ظهور عارضات أزياء صاحبات مقاسات كبيرة على ممشى العروض، مثل آشلي غراهام وغيرها، ثم انطلاق مواقع تسوق إلكترونية شجعت بعض مصممي الصف الأول على تقديم خطوط خاصة للممتلئات.

وتعدّ مصممة الأزياء المصرية ماكرينا مجلي، التي تقدم تصاميمها لجميع المقاسات، أن خطوة «دولتشي آند غابانا»، رغم أهميتها، جاءت متأخرة، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أتوقع أن تتجه دور الأزياء الراقية لهذا القرار لتشمل جميع المقاسات قبل ذلك بسنوات، خصوصاً بعد أن قدمت دار (مارينا رينالدي) الإيطالية، أزياء خاصة بالممتلئات في الثمانينات».

وتضيف أن «كثيراً من النساء الممتلئات يمثلن قاعدة لا يستهان بها سواء في الشرق الأوسط أو في العالم، وكنّ يتابعن عروض الأزياء ويشعرن بأن الموضة والأناقة عالم بعيد المنال؛ فهذه الفكرة لا تؤثر فقط على شكل المرأة، لكنها تفقدها الثقة بالنفس، مما ينعكس على حالتها النفسية في كل شؤون حياتها لاحقاً».

وقد شملت عروض الأزياء السابقة لدار «دولتشي آند غابانا» كثيراً من عارضات الأزياء صاحبات المقاسات الكبيرة، مثل آشلي غراهام وتيس هوليداي، وهي العارضة الأسمن في العالم.

خلال السنوات الماضية، وتحديداً منذ عام 2006، بدأت تحركات من بعض دور الأزياء العالمية لكسب مزيد من الزبونات الممتلئات، لكن بشكل محدود لا يمكن مقارنته على الإطلاق بما يقدم لصاحبات القوام النحيف. كذلك، شجع انطلاق متاجر ومواقع تسوق إلكترونية مخصصة للممتلئات مجموعة من مصممي الأزياء البارزين على تقديم خطوط خاصة بالممتلئات. يقول باتريك هربنينغ، المؤسس والمدير التنفيذي لموقع التسوق الإلكتروني الخاص بملابس الممتلئات «11Honoré»، إنه حين انطلق في 2017 تعاونوا مع 14 مصمماً فقط، لكن سرعان ما زاد العدد إلى أكثر من 50 علامة بدعم قوي من مصممين بارزين، مثل مايكل كورس، وريم عكرا، وبرابال غورونغ، وبراندون ماكسويل، ونعيم خان، وزاك بوس، وبراندون ماكسويل، وديما عياد، ومونيك لولييه... وغيرهم، كما جذب الموقع عدداً من عارضات الأزياء الممتلئات، أمثال: كانديس هفين، وآشلي غراهام، وريبيل ويلسون، وأليسون جيني... وغيرهن.

تقول مدونة الموضة المصرية رنين جابي، إن «إزاحة الحواجز بين النساء وعدم تصنيفهن بحسب الوزن، نتاجٌ لثورة مجتمعية حقيقية بدأت دور الأزياء تنتبه لها»، وتضيف: «كوني امرأة ممتلئة، كنت أجد صعوبة كبيرة في العثور على أزياء تناسبني، ولأني مثل نساء كُثر في الوطن العربي وفي العالم، قررت اختراق مجال الموضة تأكيداً على حق جميع النساء في أن يجدن ما يعبر عنهن أياً كانت مقاساتهن وأوزانهن».

من جهتها، حصلت المصممة المصرية ماكرينا مجلي على شهرتها بفضل نسخها لإطلالات نجمات صاحبات قوام مثالي وإعادة تقديمها بنمط مناسب للممتلئات، لتؤكد أن الموضة للجميع... وتعلق: «منذ البداية كان هدفي ألا تبقى المرأة الممتلئة حبيسة أفكار عفى عليها الزمن. صحيح أن هناك بعض المتاجر تقدم أزياء للممتلئات، لكن فكرة التمييز والفصل في حد ذاتها تُشعر المرأة الممتلئة بأنها غير طبيعية وأن أنوثتها منقوصة».

تعتقد ماكرينا أن تقديم تصاميم بجميع المقاسات هو بالفعل انعكاس حقيقي للشمولية وإعلاء لجمال جميع النساء. وتوافق على أن «هناك تصاميم لا تُناسب الممتلئات، لكن هنا تظهر حرفية المصمم ومهارته، لأنها بتعديلات قليلة تُصبح ملائمة جداً».

ورغم أن هناك انطباعاً بأن الشرق أكثر تقبلاً للقوام الممتلئ، ولا يزال يراه الأجمل، فإن تجارب ماكرينا مجلي ورنين جابي تؤكد على أن «هناك ازدواجية على الأقل فيما يتعلق بالملابس».

 وتستدل رنين جابي بتجربتها قائلة: «في البداية عندما بدأت أقدم نصائح لاختيار الأزياء المناسبة للممتلئات، تعرضت لهجوم. أتذكر رسالة مليئة بالتنمر وصلت إليّ من فتاة تنتقد فيها شكلي وجسدي بشكل جارح، لكني لم أكترث بذلك. بعد أكثر من عامين أصبح المجتمع أكثر تقبلاً لفكرة الشمولية».

بدورها، أكدت المصممة ماكرينا مجلي أن هناك تناقضاً في نظرة بعض الشرقيين؛ «فمنذ زمن بعيد والشرق يرى الجمال في المرأة الممتلئة، بدليل أشعار الجاهلية التي كانت تتغزل في المرأة السمينة، لكنه الآن أصبح مُنساقاً للغرب، يردد أفكاره حتى لا يوصم بالتخلف».

وتتفق معها رنين جابي بالقول إن «هناك فعلاً فئة تدّعي التحضر بإظهار الإعجاب وتقديم الدعم للنحيفات، رغم أن التحضر الحقيقي في تقبل الاختلاف».

وبعيداً عن مفهوم الجمال، فإن هناك رأياً مناهضاً لتقديم أزياء خاصة بالممتلئات، بدعوى أن هذا الاتجاه له دلالة سلبية فيما يخص صحة المرأة، لا سيما أن زيادة الوزن لا تؤثر على الجمال والأزياء فحسب؛ بل تطال الصحة في وقت لاحق.

تعلق ماكرينا مجلي، التي كانت أساساً طبيبة أسنان قبل أن تتجه لتصميم الأزياء، قائلة: «من خلال تجربتي مع إنقاص الوزن، فإنني لم أتمكن من التخلص من بعض الوزن الزائد إلا بعد أن تقبلت جسدي. فتقبل الذات ساعدني في خسارة الوزن أكثر من كل الحميات. حينها فقط قررت أن أعتمد ألواناً تبعث البهجة في النفس؛ الأمر الذي انعكس على حالتي الصحية والنفسية».

وتشير إلى أن الوزن الزائد له أثر سلبي على الصحة، «لكن هذا الأمر لا ينفي أن هناك نحيفات وصاحبات وزن مثالي يعانين من أمراض مثل الضغط والسكري».

قد يهمك أيضًا

اللون الأسود أحدث إطلالات النجمة شاكيرا في مدريد

الملكة ليتيزيا تتألق بإطلالة جديدة بثوب من اللونين الأبيض والأسو

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دار أزياء دولتشي آند غابانا تُحدث ضجة في عالم الموضة دار أزياء دولتشي آند غابانا تُحدث ضجة في عالم الموضة



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 14:00 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

نصائح "فونغ شوي" لسكينة غرفة النوم

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 09:49 2022 الجمعة ,11 آذار/ مارس

عطور تُناسب عروس موسم ربيع وصيف 2022

GMT 06:54 2023 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد وإتيكيت الحديث واتباع الطرق الأكثر أناقاً

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة

GMT 19:13 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الممثل البريطاني جوس آكلاند عن عمر يناهز 95 عامًا

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon