اعترافات
أخر الأخبار

اعترافات

اعترافات

 لبنان اليوم -

اعترافات

مصطفي الفقي
بقلم: مصطفي الفقي

لقد اتخذت قرارًا قد يكون شجاعًا وموضوعيًا وهو أن أتحدث فى هذه المرحلة من العمر عن أخطائى وأن أرصد الجوانب السلبية فى حياتى من خلال اعترافات صادقة وأمينة لعلها تجدى مع أبنائنا وأحفادنا من الأجيال الجديدة، فيجدون فيها بارقة ضوء على طريق المستقبل.

وسوف أتناول الأمر برمته وعلى نحو موجز من خلال المقالات القادمة فى محاور واضحة تحت عنوان: (1) بنك القلق، وهو عنوان مستعار من الأب الروحى للمسرح المصرى المفكر الأديب الراحل توفيق الحكيم، (2) صالون التأمل، (3) قطار الخوف، (4) منظار التفاؤل، (5) صيدلية السعادة، وسوف أحاول قدر ما تسمح به النفس البشرية توجيه انتقادات إلى بعض مواقفى وأخطائى علها تكون شفيعًا للغفران، ثم النسيان.

إننى عشت حياة مضطربة لا تخلو من ضجيج وصخب، ولكن الشىء المؤكد فيها هو أننى قد توسلت دائمًا بكل ما أملك من أدوات لخدمة كل من سعى إلى فى مطلب أو قصدنى فى خدمة، فتلك صفة موروثة عن أبى رحمه الله، الذى كان يختاره الناس محكمًا فى خلافاتهم، ثقة فيه وحبًا له، ولقد رافقته فى كثير من الجلسات وتشبع عقلى الصغير بأفكار متزاحمة وصور متراكمة.

ولأننى كنت أملك ذاكرة فوتوغرافية فإن الأمر امتد بى لكى أهضم المشاهد وأستوعب المواقف، بل وأجترها اجترارًا من حين لآخر فى حوار ذاتى صامت لم يتوقف فى حياتى أبدًا إلا فى ساعات النوم، ولقد وطنت نفسى على مراجعة ما فعلت والاعتراف بالحق ما تيسر لى ذلك والإيمان بأن الصدق وحده هو طريق التألق ومحبة البشر، إننى أنتزع فى هذه المرحلة من العمر كل ستائر الماضى لكى أرى بمنظار اليوم ما لم أتمكن منه بالأمس.

حتى أكون شخصًا خلوقًا وصادقًا يعترف بخطاياه ويتحدث عن عيوبه، ولا زلت متأثرًا بما كتبه المفكر المصرى الراحل د.لويس عوض فى مذكراته، خصوصًا ذلك الجزء الذى جاء تحت عنوان سنوات التكوين، وقد يقول قائل ويحك: أيها الرفيق لقد استقبلنا منذ عامين كتاب مذكراتك الذى حقق انتشارًا واسعًا تحت عنوان (الرواية.. رحلة الزمان والمكان).

وللحق والإنصاف فإنها مذكرات ذات طابع سياسى بأسلوب لا يخلو من التندر والسخرية، ولقد استقبله الأغلب الأعم من قراء العربية بحفاوة بالغة وكتب أكثر من ثلاثين مفكرًا من مختلف الأقطار العربية تعليقات إيجابية عنه، وإن كان بعض ضعاف النفوس لا يتحملون العمل الصادق والفكر الواضح ويحيلون كل فقرة إيجابية إلى مردود سلبى، ولا حيلة لنا فيمن يحملون قلوبًا مريضة ونفوسًا عليلة.

لذلك فإن ما سوف أكتبه فى المرحلة القادمة سوف يكون أكثر انفتاحًا لأننى لن أركز على الجانب السياسى وحده فى تاريخى الشخصى، بل سوف أقطع الطريق عرضًا من الدبلوماسية إلى العمل الأكاديمى والنشاط الإعلامى والتمثيل البرلمانى وبقية مظاهر الحياة العامة التى عشتها فى كل مراحلها، ولن أتوقف أمام المشروعين الكبيرين اللذين ربطا الخط الفكرى فى حياتى.

وأعنى بهما الوحدة الوطنية المصرية أولًا، ثم النزعة القومية العربية ثانيًا، خصوصًا وأننى لست من دراويش الأفكار المعلبة ولا الشعارات الجامدة، كما أننى لابد أن أعترف بأن هناك بعدًا جديدًا أراه هامًا وجوهريًا، وأعنى به أنه ليست لدى تطلعات فى هذه السن المتقدمة، وقد حرصت على أن تكون إدارتى لمكتبة الإسكندرية - وهى أهم صرح ثقافى مصرى بحرى متوسطى - هى التتويج الأخير للعمل العام الذى ارتبطت به، وقديمًا قالوا: (أذل الحرص أعناق الرجال)، وحين تختفى التطلعات وتتوقف الطموحات ويكتفى المرء بما حقق راضيًا بما تيسر له فإنه لن يكون متطلعًا إلا لمستوى صحى معقول يسمح له باستكمال ما بقى من عمره.

إننى استأذن القارئ فى أن يتعاون معى فيما أكتب إيجابًا وسلبًا، وأن يمتلك شجاعة الحياد الأكاديمية والرأى الحر لينتقد ما شاء له الانتقاد، علنا نضع أنفسنا على الطريق الصحيح، وقديما قالوا: (من الأفضل أن تفعل ما تريده حتى ولو جاء متأخرًا خير من ألا تفعله أبدًا)!.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات اعترافات



GMT 09:13 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بالفصحى

GMT 09:06 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

حالة انتخابية في أميركا

GMT 09:03 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

في معنى الاحتفاء بالمؤرخ ابن عيسى

GMT 08:58 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

البناء والهدم وتعريف النصر

GMT 08:53 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تقرير أمريكا

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon