عيون وآذان ذكريات مصر  3

عيون وآذان (ذكريات مصر - 3)

عيون وآذان (ذكريات مصر - 3)

 لبنان اليوم -

عيون وآذان ذكريات مصر  3

جهاد الخازن
كنت ألكم بقبضة يدي عدواً غير موجود، أو أكيل له الشتائم غاضباً، وأنا أتابع أخبار مصر على التلفزيون، فقد عُزِل الرئيس من دون أن يمنع ذلك الارهاب يوماً بعد يوم والاضرابات والمواجهات. وحاولت العائلة أن تخفف عني ولم تفلح جهودها، وأخيراً قبلتُ تحدي أم العيال أنها تستطيع أن تردني الى أيام كانت مصر حلوة. أسمعتني تسجيلاً سمعته مرة بعد مرة عبر سنوات، إلا أنني نسيت مشاكل مصر هذه المرة، وعدتُ الى أيام فندقَيْ سميراميس وشبرد (القديمَيْن) ولقاء الأصدقاء فيهما، والنيل والمنافسة بين الأهلي والزمالك. التسجيل كان لأغنية محمد عبدالوهاب وراقية ابراهيم «حكيم عيون» من كلمات حسين السيد في الفيلم «رصاصة في القلب». لم تكن أجمل أغنية ولم يكن أجمل فيلم، إلا أنني عدتُ الى أيامٍ كانت مصر وحدها توفرها للزائر العربي الذي يريد أن يشيل الهمّ عن قلبه. الأغنية تبدأ بحوار وراقية تسأل عبدالوهاب هل هو فعلاً «حكيم» ومش «عيَّان»، ويقول إنه «عيَّان» وتسأله عن السبب ويرد «هو أنا مجنون أقول لك عيَّان بأيه وحاسس بأيه؟» هي تشكو من أن «سنِّتي توجعني» ويطلب منها عبدالوهاب أن تفتح «بُقَّها» وعندما تفعل يقول: «أولاً أنا مش شايف غير صفّين لولي... إنت يلزمك واحد جوهرجي مش واحد حكيم». راقية تقول: «أرجوك سنِّتي توجعني. شوف لي أي علاج بس حالاً». ويرد «أنا بس مش حكيم أسنان. وتسأله «أمّال إنت حكيم ايه؟». هنا تبدأ الأغنية وهو يقول: حكيم عيون أفهم بالعين / وأفهم كمان برموش العين / أعرف هواهم ساكن فين / وأعرف دواهم يجي منين / آسيت (قاسيت) كتير منهم / وأريت (قرأت) كتير عنهم. هي تقول: إسمع يا دكتور. أنا أعرف ان الوجع يجي من عصب الضرس، لما الواحد ياكل حاجة ساقعة... هو: عشان تحرّمي تاكلي جلاس وتدوبي في قلوب الناس. هي: وعرفت منين. هو: متعرفيش اني أقدر اقرا أفكارك، ومن عينيك أقول لك كل أسرارك. هي: حكيم روحاني حضرتك؟ طيب اقرا لي اللي في قلبي واحكيلي عليه. هو: اللي مكتوب فيه بخوّف مقدرش أحكيه. هي: بيخوّف مين؟ هو: بيخوفني. هي: إنت كل حاجة تحشر نفسك فيها حتى قلبي. هو: يا ريتني صحيح أقدر أكشف قلبك وأسأله عاللي ف بالي. هي: تسأله عن ايه؟ هو: عايز أعرف مشغول ولا خالي. هي: شيء ما يهمكشي. هو: ما يهمنيش ازاي؟ هي: طب ما تعيّطشِ. هو: عندي سؤال لو تسمحي أقدر أقوله لك. هي: قوي. هو: فيه يا ترى حد يهمك شاغلك ومشغول به قلبك؟ هي: (تغمغم). هو: والشخص ده موجود هنا؟ هي: (تغمغم مرة أخرى). هو: يعني إنتِ عارفة مش كده؟ هي: (تغمغم). هو: والشخص ده موجود هنا؟ هي: بالطبع لأ. زعلت مني ولا ايه؟ هو: أبداً، وهازعل منك ليه. دلوقتي بس صدقتك خدعوني قلبي وعينيا، واللي انكتب جوه بقلبك اتاري لغيري موش ليّا... مرة أخرى، ليست أجمل أغنية، وإنما اللحن جميل، والكلام خفيف الدم، وجو الأغنية كله يعود بالمستمع الى أيام حلوة كنا نقصد فيها مصر لنسعد بالأصدقاء، وننسى خيبة أمل في الحب أو العمل. أترك السياسة والكتّاب العظام والشعراء، والأمل بغد عربي يوحد الأمة، وأكتفي بما عرفت من سعادة في مصر قبل أن تهلّ عليها وعلينا جميعاً أيام عجاف، لا نعرف متى تنتهي، وإن انتهت هل نرى أيام السعادة والود والحب التي عرفنا؟ أستفيق من الحلم وأعود الى لكم الهواء حولي بقبضة يدي. نقلا  عن جريدة الحياة 
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان ذكريات مصر  3 عيون وآذان ذكريات مصر  3



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon