سورية مأساة أغريقية

سورية مأساة أغريقية

سورية مأساة أغريقية

 لبنان اليوم -

سورية مأساة أغريقية

جهاد الخازن

هل بقيت مصيبة لم تصب أهل سورية؟ كانت أخبار الموت والدمار تتوالى، ثم شغلنا عنها إرهاب داعش في العراق، ونسينا نكبة العراق مع بدء الحرب الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة. كله مهم ومؤلم ومستمر ونحن لا نملك سوى المتابعة والألم.
في تقديري إن نصف الشعب السوري أصبح مهجراً، ربعه داخل سورية وربعه الآخر في لبنان والأردن وتركيا.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في بيان أمام مجلس الأمن إن هناك «11 مليون شخص لا يزالون في حاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، بينهم 5.6 مليون نازح داخل سورية»... وإن «عدد الموجودين في مناطق يصعب الوصول إليها 4.7 مليون بينهم 241 ألفاً تحاصرهم القوات الحكومية والمعارضة، أو 196 ألفاً تحاصرهم الحكومة و45 ألفاً تحاصرهم المعارضة...».
هذا في سورية؟ مَنْ كان يتوقع مثل هذه الأخبار سنة 2010 فقط؟ كل الأخبار سيئ، ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونسيف) أعلنتا أن 5.6 مليون طفل سوري يحتاجون إلى مساعدة إنسانية «منقذة للحياة»، وأن 765 ألفاً من هؤلاء دون سن الخامسة داخل البلاد في مناطق يصعب الوصول إليها ويحتاجون إلى لقاح ضد شلل الأطفال.
وكما قسّم العراق، أصبحت سورية مهشمة، و»المناطق المحررة» تتقاسمها داعش في ريف حلب إلى حدود العراق، وجبهة النصرة في حلب وريفها الغربي حتى شمال غربي سورية ووسطها. ورد زعيم النصرة أبو محمد الجولاني على إعلان زعيم داعش أبو بكر البغدادي إعلان الخلافة في سورية والعراق أنه ينوي إعلان إمارة في سورية.
كله موت وظلام، وقرأت فتوى من داعش تدعو المسلمين إلى «الهجرة» والإقامة في الدولة الإسلامية. تقول الفتوى: «يجب الهجرة من دار الكفر التي تعلوها أحكام الكفر إلى دار الإسلام التي تعلوها أحكام الإسلام على كل قادر ذكراً كان أو أنثى...».
الإسلام الصحيح، دين السلام والتسامح، بريء من هؤلاء الإرهابيين. هم يدعون المسلمين إلى دخول منطقة يُقتَل فيها المسلمون خلافاً للشرع، وتُرجم نساء من دون دليل، ويُفرض الختان على كل النساء.
المرصد السوري لحقوق الإنسان يقدّر أن المناطق التي تسيطر عليها داعش تضم آبار نفط وغاز ومياه وأراضي زراعية شاسعة. كما أنها تضم سبعة ملايين مواطن. وقد أصبح في صفوف داعش مقاتلون من القوقاز والهند والصين وسورية والعراق واليمن ومصر وشمال أفريقيا والولايات المتحدة ودول أوروبا.
الوضع في سورية من نوع مأساة إغريقية، والرئيس بشار الأسد انتُخِب هذا الشهر لولاية ثالثة، مدتها سبع سنوات، وقال مخاطباً مؤيديه إنهم انتصروا على الإرهاب، وكرر «هنيئاً لكم» ثلاث مرات، كما طالب الإرهابيين بإلقاء السلاح وهدد الدول التي تساعدهم.
هناك إرهاب في سورية إلا أنه لم يُهزَم حتى يهنئ الرئيس شعبه، وهناك معارضة وطنية بدأت بشباب يريدون تغيير الأوضاع وانتهت وسورية وسط صراع طائفي بين سنّة وشيعة في عودة إلى الوراء 1400 سنة.
الآن في سورية حكومتان الأولى تابعة للنظام بعد أداء الرئيس بشار الأسد القسم لولايته الثالثة، والثانية تابعة للائتلاف الوطني السوري الذي عيَّن هادي البحرة رئيساً له خلفاً لأحمد الجربا، وأقال حكومة أحمد طعمة بعد حوالى شهر من إقالته قيادة الجيش الحر، وهو قرار اعتبرته الهيئة السياسية للائتلاف خارج صلاحيات الحكومة الموقتة.
المأساة السورية تتفاقم كل يوم، هي إنجاز بأيدٍ سورية وعربية ومسلمة، وتآمر من الشرق والغرب، والمستفيد الوحيد هو إسرائيل، فقد ربحت حرباً في حجم 5/6/1967 من دون أن تحارب. هنيئاً لنا جميعاً.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية مأساة أغريقية سورية مأساة أغريقية



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon