ليس هناك خيارات أصلاً

ليس هناك خيارات أصلاً!

ليس هناك خيارات أصلاً!

 لبنان اليوم -

ليس هناك خيارات أصلاً

بقلم : طارق الحميد

نقلت «رويترز» عن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا وأوراسيا قولها: «كما يمكنكم أن تتوقعوا، كل الخيارات مطروحة، وهناك جعبة تشمل العديد من الخيارات المتنوعة». وذلك ردا على الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية.
هل يمكن تصديق هذه التصريحات؟ القصة لا تحتاج إلى ضرب ودع، والإجابة بسيطة وهي أنه لا خيارات أميركية فضلا عن فرض عقوبات قد ترفعها واشنطن حال الحاجة لمفاوضات جديدة مع موسكو، ولأي مصالح أميركية ضيقة.
ما يغفل عنه صناع القرار بواشنطن، وليس الآن، بل منذ مرحلة أوباما، مرورا بترمب، وحتى الآن، أن الدول مثل الشركات وقتما أخلت بالتزاماتها تنتهي مصداقيتها. وسبق أن قالت ألمانيا، مثلا، إنه لا يمكن التعامل مع سياسة خارجية أميركية مختلفة كل أربعة أعوام.
وعليه فإن روسيا تعي ذلك عند تعاملها مع الولايات المتحدة، وموسكو تقرأ واشنطن جيدا، وتعي أنه ليس بمقدور الإدارة الأميركية الإقدام على أي عمل جاد يمكن أن يحسب له حساب على أرض الواقع.
واشنطن الحالية لخبطت أوراق المنطقة، وشتت تركيز الحلفاء، أو الشركاء، أو الأصدقاء، حيث لا تعبير واضحا، ولا مواقف حقيقية تصنف طبيعة العلاقة مع دول المنطقة بما فيها إسرائيل.
هذه الإدارة، مثلا، تريد التفاوض مع إيران، لكنها لا تلتزم أيا من الأدوات السياسية الجادة، كالتلويح بالحرب أو ضربة عسكرية، أو استهداف لجماعاتها الإرهابية، لقصقصة أجنحة طهران بالمنطقة. بل إن سلبية واشنطن مع إيران ربما تفاجئ طهران، وتثير لديها الريبة.
وهذه الإدارة تريد من حكومة لبنان الصمود، وتماشيا مع الخطة الفرنسية التي ترى أن «حزب الله» الإرهابي مكون لبناني، لكنها، أي الإدارة الأميركية، ترحب بمن يجرم «حزب الله» ويصنفه حزبا إرهابيا!
وهذه الإدارة تتحدث عن التزامها بالأمن السعودي، لكنها تتردد بإعادة تصنيف الحوثيين مجموعة إرهابية، وتتردد بالقيام بمواقف لا تدافع عن السعودية فقط، وإنما ترسل رسالة حقيقية لإيران بأن جماعاتها الإرهابية بالمنطقة لا يمكن أن تبقى منفلتة هكذا.
والقصة ليست في السعودية القادرة على الدفاع عن نفسها، وها هي قوات التحالف تقوم بعمليات جراحية دقيقة ضد المواقع الحوثية بصنعاء، وإنما القصة هي في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، وهنا مثال بسيط، وخطير.
خذ مثلا محاولة الاغتيال الفاشلة التي قامت بها جماعات إيران الإرهابية بالعراق لاستهداف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والأدلة واضحة، وبالأقمار الصناعية لتهريب الطائرات المسيرة التي كانت تستهدف السيد الكاظمي، لكن لا موقف أميركيا حقيقيا!
ولو نجحت محاولة الاغتيال تلك لامتدت آثارها عشرين عاما قادمة، وكما حصل بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري. ولذا فإنه لا خيارات أصلا لدى واشنطن، وليس ضعفا في القوة، وإنما سذاجة سياسية.
لا يمكن أن يقول الرئيس بايدن، وهذه مرحلة سياسية أميركية ملفتة بالتمادي لفظيا، وكما عهد ترمب، وغير مسبوقة، إن الرئيس بوتين «قاتل» ثم يريد عقد صفقات معه! كان للرئيس الأميركي الأسبق روزفلت عبارة شهيرة تقول: «تكلم بهدوء، لكن احمل عصا غليظة» فأين واشنطن من هذا اليوم؟!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس هناك خيارات أصلاً ليس هناك خيارات أصلاً



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon