إيران ومفاوضات مضيعة الوقت

إيران ومفاوضات مضيعة الوقت

إيران ومفاوضات مضيعة الوقت

 لبنان اليوم -

إيران ومفاوضات مضيعة الوقت

بقلم : طارق الحميد

يُفترض أن تُستأنف مفاوضات فيينا الرامية للوصول إلى اتفاق نهائي حول الملف الإيراني النووي الأسبوع القادم، وكل المؤشرات تقول إننا أمام مفاوضات مضيعة الوقت، حيث لا جدية من كل الأطراف.
هنا قد يقول القارئ: كيف ذلك؟ الواضح أن الإيرانيين أنفسهم لا يسعون لإحياء هذه المفاوضات بشكل جاد، وبالتالي غير حريصين على إنجاز الاتفاق، خصوصاً أن إنجاز الاتفاق قد يُضعف المتشددين داخل إيران، وأمام من هم أكثر تشدد منهم.
إيران تتعنت بالشروط والمطالب، ومنها مثلاً أن تدفع لهم واشنطن والقوى الغربية أموالاً مجمّدة بسبب العقوبات وقبل الوصول لاتفاق، وترفض مناقشة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة وميليشياتها الإرهابية في المنطقة، وتواصل التخصيب وبدرجات مقلقة، رغم حديث طهران عن مواصلة المفاوضات.
تفعل إيران كل ذلك لتستفيد من عامل الوقت، ففي حال لم ينجَز الاتفاق النووي غير الحريصة عليه تكون طهران وصلت لدرجات من التخصيب تخوّلها إنجاز مشروعها النووي بفرض الأمر الواقع، وتعلن انتصاراً، وحينها على العالم التعامل معها.
وبالنسبة إلى عدم جدية الغرب، وتحديداً أميركا، فإنه يتضح من خلال استجداء واشنطن لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات، ودون أي خطوات جادة تُشعر طهران بأن على الطاولة عصا، وليس فقط جزرة.
واشنطن لم تلوّح لإيران باستخدام القوة، وكما بات يطالب «حمائم» الديمقراطيين، ومنهم السفير دينيس روس الذي كتب يقول إن التلويح بالحرب قد يمهد الطريق للمفاوضات. صحيح أننا نسمع من واشنطن تصريحات عن نفاد الصبر، لكنها تصريحات غير جادة ولا حقيقية. وحسب المصادر فإن الأميركيين لم يوصلوا للإيرانيين أي رسالة جادة.
وعليه؛ نحن أمام مفاوضات مضيعة الوقت بين طرفين مختلفين في الاستراتيجية، لكن أهدافهما ضيقة؛ الإيراني يبحث عمّا يسوّقه داخلياً كنصر، سواء من دون اتفاق، ليُظهر أنه لا يلين أمام الولايات المتحدة، أو اتفاق يُظهر واشنطن في وضع المستجدي الضعيف، مما يعزز سطوة الحرس الثوري الذي بات يسيطر على كل المفاصل بإيران.
والطرف الأميركي يريد إنجاز وعد انتخابي، وليكمل الديمقراطيين حلم أوباما، وكذلك إنجاز الانسحاب من المنطقة، والتفرغ لمواجهة الصين وروسيا، وهي وجهة نظر قاصرة، كون إيران حليفاً وثيقاً للصين وروسيا، مما سيتطلب تدخلاً أميركياً!
حسناً، ماذا عن المنطقة؟ للمرة الألف نقول: يجب أن تبقى الأعين مفتوحة على إسرائيل، كونها الطرف المرجح في المفاوضات النووية لأنها القادرة على خلط الأوراق. والملاحَظ اليوم أن القيادة الإسرائيلية باتت تتحدث كأن نتنياهو عاد للسلطة.
مثلاً يقول رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بنيت، إنه «ليس منطقياً أن نطارد مَن ترسلهم إيران عبر فيلق القدس. علينا أن نصل إلى العنوان». مضيفاً: «نأمل ألا يتساهل العالم مع إيران، نحن نواجه فترة معقدة، وقد تكون هناك أيضاً خلافات مع الطيبين، حتى لو كانت هناك عودة للاتفاق النووي، فإن إسرائيل بالطبع ليست طرفاً بالاتفاقية وليست ملزمة بها. لن نكرر الخطأ الذي ارتكبناه بعد الاتفاق النووي الأول في 2015».
لذلك هي مفاوضات مضيعة الوقت في منطقة لا يمكن تجاهل واقعها، ومهما خططت واشنطن، وتحايلت طهران.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران ومفاوضات مضيعة الوقت إيران ومفاوضات مضيعة الوقت



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon