بل أسوأ من «سايغون»

بل أسوأ من «سايغون»

بل أسوأ من «سايغون»

 لبنان اليوم -

بل أسوأ من «سايغون»

بقلم : طارق الحميد

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الشهر الماضي: «لن يكون هناك أي ظرف من الظروف يؤدي إلى رؤية الناس وهم يُرفعون من الأسطح» في عمليات إجلاء من السفارة الأميركية بأفغانستان على غرار ما جرى في «سايغون» بفيتنام 1975.
واليوم نحن أمام المشهد نفسه، بل أسوأ وأفغانستان تتهاوى بيد طالبان، بأسرع مما توقع الرئيس بايدن نفسه، الذي لم يستجب لنصائح القادة العسكريين في بلاده. وبينما عنونت صحيفتنا بالأمس أزمة أفغانستان بـ(شبح «سايغون» يلاحق واشنطن في كابل)، ومثلها الصحافة الغربية، لكن الحقيقة أن أفغانستان أسوأ من «سايغون»، حيث اضطر بايدن لإرسال آلاف الجنود إلى كابل لإجلاء الدبلوماسيين الأميركيين، وغيرهم.
نقول أسوأ من «سايغون» لأنه كان لدى الرئيس بايدن الوقت الكافي للتخطيط لانسحاب منضبط، لا يضمن عودة طالبان بهذه السرعة، التي قد تتوج طالبان بحكم أفغانستان حتى قبل ذكرى 11 سبتمبر (أيلول) القادمة.
كان بمقدور بايدن الانسحاب وفق نصائح القادة العسكريين، وليس بقرار سياسي، وتحت مبرر أن الرئيس السابق ترمب قد التزم باتفاق يقود لانسحاب، وهذا مبرر واهٍ، خصوصاً أن بايدن ينقض كل أمر فعله ترمب، منذ تسلمه الرئاسة للآن.
الرئيس بايدن يقول إن حرب أفغانستان هي حرب مرت على أربعة رؤساء، هو من ضمنهم، ولن يدعها تعبر للرئيس الخامس، لكن انسحابه من أفغانستان بهذا الشكل، وعودة طالبان، يعني أن بايدن مرر أزمة أفغانستان للأجيال القادمة، والرؤساء القادمين، وبدأ به نفسه.
وعندما نقول إن الانسحاب الأميركي من أفغانستان أسوأ من الانسحاب من فيتنام فلأن ذلك يعني أن واشنطن لم تتعلم من أخطائها، والغريب أن الرئيس بايدن هو أحد أبناء جيل تلك الحرب، وأمضى أكثر من خمسين عاماً بالسياسة.
وعليه فإن الولايات المتحدة في 2021 تؤكد أن سياسات أميركا 1975 لا تزال مستمرة.
والمقصود هنا أن واشنطن بايدن قررت الانسحاب من أفغانستان المحاطة بإيران، وروسيا، والصين، وغيرها، بلا خطط مسبقة، أو منهج يضمن عدم وصول طالبان للحكم، حيث أرادت واشنطن زرع ديمقراطية غربية في بلاد هي بأمس الحاجة للاحتياجات الأساسية الإنسانية، وليس ترف الديمقراطية.
اليوم يتحقق المراد لإيران، والصين، وروسيا، بخروج أميركي من أفغانستان، وبقرار متسرع من الإدارة الأميركية لتعلن هذه الدول انتصارها بالتشفي من واشنطن ومخططاتها، ولو بعودة طالبان.
نعم لا أحد يطالب بحرب لا نهاية لها، ولا أحد يطالب باحتلال أميركي لأفغانستان، أو بقاء طويل الأمد، لكن لا يمكن أن يرمى بلد كامل هكذا في براثن التخلف، والجهل، ونتيجة قرار متسرع.
صحيح، وكما يقال بأن الحرب قرار أكبر من أن يترك للعسكريين، لكن الانسحاب، وضرب المصالح، والحلفاء قرار أكبر من أن يتخذ فقط من قبل الساسة، بسبب شعار انتخابي، لأن التبعات كبيرة، وها هي بدأت بالإساءة إلى سمعة «الحليف الأميركي»، ومعاناة الأفغان، وتدشين الباب للإرهاب العالمي من جديد.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بل أسوأ من «سايغون» بل أسوأ من «سايغون»



GMT 18:19 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

كرة ثلج شيعية ضد ثنائية الحزب والحركة!

GMT 17:28 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

مقتطفات السبت

GMT 17:26 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

سؤالان حول مسرحية فيينا

GMT 08:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس التعاون حقاً

GMT 08:28 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم هي «الحفرة اللبنانية»

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon