الخنجر الإيراني

الخنجر الإيراني

الخنجر الإيراني

 لبنان اليوم -

الخنجر الإيراني

بقلم : طارق الحميد

اتهم رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6)، ريتشارد مور، طهران بزرع «عصابات مسلحة» تضعف دول الشرق الأوسط من داخلها، محذراً في كلمة له من الدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان.
وقال ريتشارد مور إن «حزب الله، الذي احتضنه الحرس الثوري الإيراني في لبنان، كان أول قوة تمرد أجنبية تابعة لإيران. ونما ليصبح دولة داخل دولة، مساهماً مباشرة بإضعاف الدولة وفي الفوضى السياسية في لبنان»، مضيفاً أن إيران كررت هذا النموذج في العراق، وزرعت عصابات مسلحة «تُضعف الدولة من الداخل، وتقتل أولئك الذين يريدون حفظ القانون»، قائلاً: «نرصد أيضاً محاولات لسلوك مثل هذه السياسات في سوريا واليمن والخليج»، خالصاً إلى أن إيران «تحتفظ ببرنامج اغتيالات تستخدمه ضد معارضي النظام».
حسناً، ما الجديد في كل ما قاله ريتشارد مور؟ ما الذي قاله ولا يعلمه أي جهاز استخبارات بالمنطقة، أو الغرب، او أي متابع عادي للأخبار؟ من الذي لا يعرف جرائم إيران، وحزب الله؟
من الذي لا يعلم بأن أول عملية انتحارية بتاريخ منطقتنا الحديث نفذها تابع لحزب الله؟ ولست هنا بصدد سرد جرائم جماعات إيران بمنطقتنا من حزب الله، والحوثيين، أو علاقة إيران بـ«القاعدة» و«داعش»، وإلا لاحتجت لصفحات.
إلا أن السؤال الملح وسط كل هذه التصريحات الحديثة عن دور إيران وجماعاتها الإرهابية بالمنطقة، هو: لماذا تغافل الغرب، وأجهزة استخباراته نحو أربعة عقود عن دور طهران وجماعاتها التخريبية؟
لماذا كان يقال، مثلاً، إن لحزب الله جناحاً سياسياً وآخر عسكرياً؟ والأمر نفسه عن «حماس». لماذا قيل إن حزب الله مكون لبناني، وبلغ الأمر بأن يقول الرئيس اللبناني عون إن الحزب ثلث لبنان؟
لماذا سمحت الدول الغربية لإيران بالتمدد، وزعزعة استقرار المنطقة لعقود حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة، وغيرها، وكل ما تم التحذير قيل إن ما يحدث بالمنطقة هو صراع بالوكالة؟
وعليه فإن تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ما هو إلا تأكيد للمؤكد، ولما نعرفه جميعاً، ولا جديد فيه، خصوصاً قوله إن إيران «تحتفظ ببرنامج اغتيالات تستخدمه ضد معارضي النظام».
وليس هذا وحسب، بل إن جماعات إيران أيضاً تمارس الأمر نفسه بالمنطقة، ولإيران تاريخ بذلك، ومن يقرأ، مثلاً، كتاب «وسط الجزيرة العربية وشرقها» لوليم جيفورد بالجريف، المستشرق الذي زار شبه الجزيرة العربية بين عامي 1862 و1863 يجد أن الكتاب يتحدث عن أن المنطقة خبرت جيداً أن إيران تجيز خنجر القاتل، وتستعمله. وهو ما أسميه الخنجر الإيراني الذي نراه للآن بمنطقتنا.
ولذا فإن التساؤلات كثيرة، وليس حول ما تعرفه أجهزة المخابرات الغربية، بل وحول دور مراكز الدراسات الغربية التي تلتقط ما يحلو لها من التاريخ، وكتب المستشرقين، حول المنطقة، لكنها تتجاهل الدور الإيراني التخريبي الواضح للعيان الآن.
ما معاييرهم البحثية، والقيمية؟ وما الهدف من هذا الصمت حول الدور الإيراني المخرب إلى الآن، وإيران وجماعاتها لا يزالون يمارسون الاختطاف، والاغتيال، وأكثر؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخنجر الإيراني الخنجر الإيراني



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon