وحداني في برلين أنا وحداني

وحداني في (برلين)... أنا وحداني!

وحداني في (برلين)... أنا وحداني!

 لبنان اليوم -

وحداني في برلين أنا وحداني

بقلم:طارق الشناوي

كثيراً ما كنت أسخر من المثل المصري الشهير (الجنة من غير ناس ما تنداس)، فهو يقف على الجانب الآخر تماماً، من مقولة سارتر الأكثر شهرة (الجحيم هم الآخرون)!!
أنهى مهرجان (برلين) مساء الأربعاء الماضي، دورته الاستثنائية التي حملت رقم 72، وتميزت بغياب عربي، حتى الفيلم الوحيد الذي يحمل مخرجه محمد شوقي حسن الجنسية المصرية، ورغم أن الأوراق الرسمية التي تم تداولها، تشير إلى أن فيلم (بشتاق لك ساعات) مصري - لبناني - ألماني مشترك، بينما من الناحية العلمية الفيلم ألماني فقط، لأنه لا وجود إلا لشركة إنتاج ألمانية، وجنسية المخرج وفريق العمل لا تكفي لكي يحمل الفيلم جنسية أخرى.
أثار الفيلم ردود فعل غاضبة خصوصاً في مصر، لأنه يتناول علاقة مثلية، حتى إن أحد المحامين طالب بنزع الجنسية عن المخرج، رغم أن الفيلم لم يشاهده أحد من المصريين، بمن فيهم كاتب هذه السطور.
التعقيدات الكثيرة بسبب الإجراءات الاحترازية، أضاعت الفرصة لمشاهدة الفيلم، بسبب خطأ تقني، لم تصل إليّ نتيجة فحص (أنتي جين) السلبي في التوقيت المناسب.
أغلب من أعرفهم من الصحافيين والنقاد والإعلاميين، خصوصاً العرب، اعتذروا عن عدم الحضور خوفاً من الإصابة بـ(كورونا) وأخواتها، خصوصاً أن إدارة المهرجان أرسلت تحذيراً بأنهم ليسوا مسؤولين عن تحمل نفقات أي علاج.
المركز الصحافي في فندق (غراند حياة)، الذي كان يعج طوال الدورات السابقة بالزملاء، ونجدها فرصة لتبادل وجهات النظر حول الأفلام والندوات، وربما يرشح أحد الأصدقاء، فيلماً أكثر أهمية، قرأ عنه، كل هذا انتفى تماماً هذه الدورة، لا حس ولا خبر، ولا طبعاً حوار.
الفضائيات العربية أيضاً لم تجد ما يجذبها للمجيء في هذا الصقيع، لتتحمل النفقات وترسل فريق عمل، لمهرجان لم يقدم سوى قليل من الدفء لضيوفه.
إلا أن الأخطر والأشد وطأة أن الجمهور الألماني الذي كان يضرب به المثل أوروبياً بشغفه الشديد، حيث الزحام أمام دور العرض كان يشكل الصورة الأكثر رسوخاً في الذهن، كل هذه التفاصيل تراجعت كثيراً، القسط الأكبر من دور العرض اكتشف، أثناء مشاهدتي، أن عدد الحضور لا يتجاوز أحياناً أصابع اليد أو اليدين على أكثر تقدير. الطقس السينمائي في عمقه النفسي، يعني متابعة الفيلم في قاعة مظلمة مع جمهور، متعدد المشارب والأذواق، هذا التباين المفقود يلعب دوراً إيجابياً في التلقي.
نعم كان الحد المسموح به في دار العرض لا يتجاوز50 في المائة من السعة، إلا أن تلك النسبة لم تتحقق فعلياً، إلا في النادر، كأن على الجميع أن يتعاملوا مع مهرجان ليس بالضبط مهرجاناً، وحالة مفروض أنها واقعية إلا أنها بوجه آخر أكثر افتراضية، فلا هذه بالضبط السجادة الحمراء، ولا هكذا تُقام الندوات، ولم تُقدم الأفلام ولا صُناعها قبل العرض على المسرح، كما تعودنا في كل التظاهرات، حتى تلك التي أقيمت في زمن (كورونا).
(برلين) قطعاً لم يكن جنة من غير ناس، ولا أستطيع أن أصفه أيضاً بالجحيم، في كل الأحوال، لو طلب مني معاودة التجربة؛ هل سأفعلها؟ لست نادماً على الذهاب، فهي حالة أراها عصية على التكرار، وأنا شاهد عيان عليها، نعم كنت (وحداني) على طريقة فريد الأطرش، في أغنيته الشهيرة، ولن أقول يا مهرجان (أبداً تاني)!!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحداني في برلين أنا وحداني وحداني في برلين أنا وحداني



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 00:05 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 20:45 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 08:41 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 18:57 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات عبايات لصيف 2025 ستجعلك تبدين أصغر سناً

GMT 13:03 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

زاهى حواس يكشف طلب الرئيس السادات عندما زار المتحف المصرى

GMT 14:57 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حريق داخل بسطة خضار بداخلها غالونات بنزين ومازوت في بعبدا

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

5 نصائح تمكنك من الانسجام والتفاهم مع شريك حياتك

GMT 22:53 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 16:11 2022 الجمعة ,20 أيار / مايو

لبنان يوجه ضربة مزدوجة لطهران
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon