منافسة المستقبل السعودية المتجددة والتحول الوطني

منافسة المستقبل: السعودية المتجددة والتحول الوطني

منافسة المستقبل: السعودية المتجددة والتحول الوطني

 لبنان اليوم -

منافسة المستقبل السعودية المتجددة والتحول الوطني

بقلم : يوسف الديني

عام 2020 نقطة تحول فاصلة وعام استثنائي بالنسبة للسعودية المتجددة بكل المقاييس رغم التحديات التي يعيشها العالم في محاولة التعافي والتأقلم مع تداعيات جائحة «كورونا» التي لا تزال قائمة.
كل التقارير الدولية حيث الأرقام لا تكذب، والإحصاءات التي تتقاطر ويستقبلها السعوديون بفرح جذل تصب في خلق حالة من الفخر والاعتزاز لما يمكن أن تشكل ملامحه، لا سيما بعد احتفالات اليوم الوطني الاستثنائية أيضاً في توقيتها، مرحلة جديدة. العقد الذي تكمل بنهايته المملكة العربية السعودية قبلة الإسلام قرناً على توحيدها على يد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، يشي بأنه سيكون ملهماً للمنطقة والعالم، وهو ما أكدته تصريحات القيادة السياسية ومن أبرزها ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، بأن السعودية أمام «رحلة دفع عجلة الإنجاز التي تتسم بتمكين المواطن، وإشراك القطاع الخاص، وزيادة فاعلية التنفيذ».
مهندس الرؤية ولي عهده الأمير محمد بن سلمان أكد أن الثروة الحقيقية والعمود الأساسي للبلاد هم الشباب... فهم بحسب كلمات الأمير «ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت؛ شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها. بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة عندما وحدها الملك المؤسس طيب الله ثراه وبسواعد أبنائه سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد».
التفاصيل تكمن في الأرقام التي تقف خلف الخطوط العريضة للتحول الوطني الكبير الذي تعيشه السعودية ويفخر به الداخل ويبعث على الانبهار وتبديد الصور النمطية المغلوطة مع أول زيارة للسعودية اليوم وهي تحقق جوائز التميز في الأداء الحكومي، وذلك عبر المساهمة في تمكين القطاع الخاص ورفع جاذبية سوق العمل وتمكين جميع فئات المجتمع السعودي وضمان الاستدامة، ورفع جودة الخدمات الحكومية، والارتقاء بمنظومة الخدمات الصحية والاجتماعية ومستوى المعيشة والسلامة.
وبعيداً عن إيمان السعوديين وفخرهم وهم يشاهدون رأي العين ملامح التحول الوطني الكبير، الأمر الذي يسهم في منحهم مناعة صلبة ضد حملات الاستهداف ضد بلادهم؛ فإن ما تعكسه التقارير الدولية مهم جداً في هذه المرحلة الصعبة للعالم على مستوى التحديات، حيث تقدمت السعودية في التقرير الدولي لأنشطة المرأة والقانون للسنة الثانية على التوالي، وتفردت بلا منافس على مستوى الإقليم في مجال أنشطة الأعمال، وجاءت في المرتبة الثامنة لدول العشرين، وسجلت رقماً مهماً في مجال التنافسية العالمية بأكثر من ستمائة إصلاح وتطوير إجرائي وتشريعي على مستوى أنظمتها الاقتصادية لتحسين بيئة الأعمال، وهو رقم ضخم يؤكد الفاعلية التي أكدها رأس الهرم في البلاد الملك سلمان بن عبد العزيز وأصبحت واقعاً تلمسه الشركات الدولية الكبرى، إذ أصبح تدشين أي عمل تجاري اليوم يستغرق أقل من 30 دقيقة بعد أن كانت الإجراءات تستغرق نصف شهر، ما أسهم في تجاوز عدد المنشآت التجارية في السعودية إلى قرابة 700 ألف.
وبحسب مؤشرات البنك الدولي على مستوى ممارسة الأعمال الصادر في 2020 تقدمت السعودية خلال عام واحد 29 مركزاً، وكان الفضل لهذه المنجزات هو تحول الرؤية الطموحة التي يراهن عليها السعوديون إلى مبادرات ومنجزات ومشاريع تأخذ طريقها إلى حيز الواقع، ومنها البرنامج الطموح «استثمر في السعودية» الذي استطاع خلال أول سنة من إطلاقه أن يرفع عدد الاستثمارات الأجنبية في السعودية بنسبة 54% مقارنة بالعام الذي سبقه، إضافة إلى التقدم الهائل في مؤشر الأمم المتحدة للتجارة الإلكترونية، حيث زادت المتاجر المرخصة إلكترونياً خلال عام 2020 أكثر من 45% ما أسهم في إنعاش المنشآت الصغيرة والمشاريع الابتكارية ومعظمها صنع في السعودية وبأيدي شبابها.
في السعودية المتجددة اليوم لا يكاد يخلو مجلس من الحديث واستخدام مفردات الأعمال والريادة الاقتصادية ومفاهيم الاستثمار والتطوير والإدارة الحديثة من المسرعات إلى المستهدفات إلى الممكنات وصولاً إلى عدد كبير من التطبيقات الضخمة الميسرة للخدمات الحكومية والخاصة، تتقدمها تجربة رائدة وناجحة لتطبيق «أبشر» و«توكلنا»، وهي التطبيقات التي تعد من أميز التجارب على التطبيقات الضخمة Super apps وغيرها من المنتجات النوعية بطابع عالمي وبإدارة كيان سعودي لامع مثل «سدايا» التي ترمز للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الصناعي.
السعودية تحولت إلى ورشة عمل كبيرة ومفتوحة يشارك فيها الجميع في تحدٍ أمام الوقت وبطموح عنانه السماء بحسب وصف ولي العهد، وكان نتاج هذا العمل الدؤوب أن يصبح الوقت والمستقبل المنافس الأكبر لهذا الطموح الكبير الذي توج بحصول المملكة على لقب الدولة الأكثر تقدماً في التنافسية الرقمية من بين دول العشرين G20، إضافة إلى حزمة مذهلة على مستوى تبني وتطوير مفاهيم الحوكمة الشاملة التي تسهل العمل عن بعد والحضور الذكي للموظفين، إضافة إلى التصديقات على الأوراق الحكومية رقمياً في القطاع المالي.
ما سبق كان غيضاً من فيض عن السعودية المتجددة وأرقامها، إلا أن الحديث عن السياق الفلسفي والاجتماعي والفكري لرؤية 2030 يحتاج إلى مقالات ودراسات بل مراكز أبحاث، حيث أهمية الشروع في كتابة تاريخ جديد لمستقبل يستلهم هذا الاستثناء على مستوى الرؤية والتنفيذ والتعامل مع التحديات الذي لا تخطئه عين المنصف.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منافسة المستقبل السعودية المتجددة والتحول الوطني منافسة المستقبل السعودية المتجددة والتحول الوطني



GMT 18:19 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

كرة ثلج شيعية ضد ثنائية الحزب والحركة!

GMT 17:28 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

مقتطفات السبت

GMT 17:26 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

سؤالان حول مسرحية فيينا

GMT 08:29 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس التعاون حقاً

GMT 08:28 2021 الأربعاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم هي «الحفرة اللبنانية»

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon