عُمرة الليبراليين

عُمرة الليبراليين!

عُمرة الليبراليين!

 لبنان اليوم -

عُمرة الليبراليين

محمد أمين
بقلم : محمد أمين

الحمد لله عُدت من العمرة بطاقة إيجابية جيدة وإقبال على الحياة، ورغبة فى الهدوء والتسامح وعدم الدخول فى نزاعات أو صراعات زائلة.. وتذكرت هذه الأيام مقالات كتبتها أيام الثورة عن «حج الليبراليين» و«حوار على جسر الجمرات».. قلت فيها إن الحج منحة إلهية.. لا يحج إلا الموعودون.. وليس الذين معهم فلوس.. كنت أؤكد على فكرة أن الحج للموعودين، وكثيرون كان معهم فلوس ولم يتمكنوا من الحج.. بعضهم تقدم لحج القرعة والسياحة والجمعيات، لم يفز فى واحدة منها!

فى مقال «حج الليبراليين» كنت أُجرى حوارًا مع واحد من الناس تأثر بدعايات الإخوان والسلفيين، ويرى أن الليبراليين كفار.. واعتقد صاحبنا أننى أهزر عندما قلت إننى ذاهب إلى الحج فسألنى: إنت بتتكلم جد؟.. قلت: نعم، قال: وهل الليبراليون يحجون؟!

استغربت أنه يسألنى هكذا مع أنه يعرفنى.. قلت: هم مسلمون ويحجون.. ألم أكن أصلى معك؟.. قال: بلى، ولكنه سألنى: ولماذا قلت فى الاستفتاء لا؟.. قلت: علشان مصر.. وكانت أيامًا استغلوا فيها الدين لتمرير مشروعهم لأخونة مصر.. وكان ما كان، وكنا كما تعلمون!

الآن تذكرت الحج وأنا أؤدى العمرة بعد شوق ولهفة، خاصة بعد سنوات الثورة وسنوات الكورونا.. قمت بعمرة خاطفة ليسكن قلبى مرة أخرى، وقد ذهب المتأسلمون ولم نعد نتعرض لموجات التكفير والشيطنة، فالعمرة أيضًا دعوة من الله وإذن بالزيارة.. لا يلزمها تصريح عمرة ولا أى شىء مما يحدث الآن!

أقول إن الليبراليين هم عماد هذه الأمة، يحافظون على الوطن، ويطالبون بالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وهذا لا يتعارض مع الدين فى شىء.. هم يؤمنون بالديمقراطية طريقًا إلى الحياة.. وهم يصلون ويصومون ويحجون ويؤمنون بالله.. كان المتأسلمون يقولون إنهم ضد الدين، والحقيقة أنهم يرون أن الدين له مكانه، والسياسة لها مكانها!

الليبراليون أكثر فهمًا للدين.. لأنهم فاهمون مش حافظين، لا تستطيع أن تضحك عليهم.. وقد عشنا زمنًا تستفيد الدولة من الذين يحفظون دون أن يفهموا.. فكرة الاستفادة من الجهل العام.. هذا هو الفرق بين الجهلاء الذين يسلمون بكل شىء، والعقلاء الذين يتحفظون، والعلماء الذين يتشككون ولا يسلمون بأى حجة والسلام!

وأخيرًا، علينا عبء كبير طوال الوقت لنفسر ونشرح، ونصوب الأخطاء فى المعتقدات والمفاهيم، ونصحح لهم الدين الحق، بينما نحن ليبراليون، يتهموننا بأننا ضد الدين، والحقيقة أننا نفهم الدين أفضل من المتأسلمين، ونعرف الله حق المعرفة، ونحض على الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان أيضًا.. وهذا هو الفرق!.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عُمرة الليبراليين عُمرة الليبراليين



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon