بقلم : أمينة خيري
يحدث فى مدينة الشروق الكثير. هذه المدينة- فى رأيى- هى الأجمل بين المدن الجديدة من الجيل الأول لمجتمعات العمرانية الجديدة. شوارع واسعة، بذل جهد واضح فى تخطيطها، حيث المعالم واضحة، والمارة فى الحسبان، حيث أرصفة (بعضها استولى أصحاب الفيلات والمحلات عليها على مدار عقود وحولوها إما إلى حديقة ضمن أملاكهم أو اعتبروها جزءًا لا يتجزأ من أملاكهم) وطرق خدمة، وميادين، ومراكز تجارية تخدم كل منطقة سكنية، ومناطق مخصصة للأسواق والورش والخدمات الحكومية.
لحق بالشروق ما لحق بغيرها من الأحياء والمدن بفعل تحالف نقص الوعى والرقابة وتطبيق القانون، وذلك على مدار عقود.. إشغالات، سير عكسى، مواقف عشوائية وإغلاق شوارع لتحويلها إلى «جراج» آمن لقاطنى فيلا أو عمارة، مطبات صناعية أهلية غير مطابقة لأى مواصفات، تلال قمامة باتت سمة من سمات المراكز التجارية الخدمية التى سيطر عليها أصحاب ومستأجرو محلات الأطعمة، احتلال أرصفة وغيرها.
وأذكر بالخير المهندس عبد الرؤوف الغيطى، الذى شهدت الشروق فى عهده الكثير من التطوير والاهتمام.
هذه الآونة، تشهد الشروق اهتمامًا وعناية وتطويرًا، والأهم مما سبق، إصلاحًا للعديد من المشكلات التى تفاقمت، ومن بينها القمامة التى تواءم معها البعض، حتى باتت سمة من سمات محيط المراكز التجارية العديدة، وأزعجت آخرين.
وبرؤى العين، وبحسب ما أشاهده على مدار الساعة بحكم كونى من سكان المدينة، فإن جهدًا ومتابعة ومراقبة تبذل بشكل كبير وواضح. والمسألة ليست زرع ميادين، وغرس ورود وأزهار (بقدر أهميتها للحفاظ على المخطط الأصلى للمدينة التى تفاخر بمساحاتها الخضراء) فقط، وهى أسرع الطرق لتلميع مظهر الشوارع والميادين.
المسألة تكمن فى سكان وأصحاب محلات وعمال وزوار يدركون أهمية وقيمة ومعنى النظافة والنظام واحترام قواعد السير، وقبلها وبعدها وأثناءها، قانون يتم تطبيقه لمحاسبة المعتدى والمخطئ.
رئيس جهاز الشروق الحالى، المهندس بسام فضل، نجح فى إعادة قدر كبير من التحضر للشروق، لا سيما فى مسألة القمامة التى ذكرت أنها تحولت إلى معلم من معالم المراكز التجارية الخدمية فى المدينة. وكنت أتعجب من متلازمة محلات الأكل، من مطاعم وسوبر ماركت وبيع خضروات وغيرها وأمام وخلف وحول كل منها إما جبال أو هضاب أو أودية من القمامة، حتى أصبحت أمرًا عاديًا.
باسم السكان المتضررين من معالم القمامة فى الشروق، أتوجه بالشكر للمهندس بسام فضل. وتحسبًا لمن سيخبرنى بأن هذه هى مهام الجهاز، إلخ، أود الإشارة إلى نقطتين: نعم، هى مهام الجهاز، ولكن حين يقوم الجهاز بما لم يقم به آخرون فى عهود سابقة، نشكره، ونطلب المزيد. والنقطة الثانية هى أن وعى الناس وثقافة النظافة واحترام قواعد السير وعدم احتلال الأماكن العامة «بعافية شديدة». ترفع القمامة فى الساعة الواحدة، تعود فى الساعة الثانية. تمنع السير العكسى لسيارات فى ميدان «أ»، تهرع للسير العكسى فى ميدان «ب». وتعيين عسكرى يمشى خلف كل مواطن أمر صعب.