فيها خير للجميع

فيها خير للجميع

فيها خير للجميع

 لبنان اليوم -

فيها خير للجميع

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

قبل يومين، كتبت هنا - تساؤلًا أكثر منه مقالة - عن مآل الأحزاب السياسية المصرية بعد الانتخابات الرئاسية. أشرت إلى ما يعرفه الجميع فى مصر عن وضع الأحزاب وغيابها، من حيث إحساس الناس الذين هم الناخبون بوجودها. هى موجودة بحكم الوثائق الرسمية التى تؤكد ذلك، والمقار التى «تعمل» منها وفيها، ولكن المواطن العادى - باستثناء أعضائها والأكاديميين والباحثين فى شؤون السياسة - لا يعلم عنها شيئًا.

وتستوى فى ذلك الأحزاب القديمة، بمعنى العريقة، وكذلك الجديدة التى ظهرت فى أعقاب أحداث يناير 2011. وتَفضّل عدد من القراء الأفاضل بإرسال آرائهم ومقترحاتهم فى شأن إعادة بث الحياة فى عدد من هذه الأحزاب على الأقل، تلك الأحزاب التى لم تتعطل كل وظائفها الحيوية، وبقى بعضها ينبض على الأقل. آخرون اكتفوا بتوجيه اللوم والاتهام لأطراف وجهات باعتبارها المسؤولة عن هذا الموت الإكلينيكى الحزبى، الذى طال «أغلب الأحزاب»- على حد وصفهم.

ومع كامل الاحترام والشكر لكل من تفضل بالمشاركة بالرأى والمقترحات، أقول إن نقطة الانطلاق يجب أن تنظر إلى الأمام.. ماذا نحن فاعلون الآن بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية وإعلان اسم الرئيس؟.. بالطبع، البحث عما جرى فى الماضى ومعرفة الأسباب مهم، من أجل تفادى تكرار المشكلات.. لكن نظرًا لضيق الوقت الآنى ورغبةً فى اقتناص الفرصة الذهبية الحالية وانتهاز أجواء البدايات الجديدة، أقول إن على الجميع، رئاسة وحكومة وأحزابًا وشعبًا، أن نعمل من أجل عودة الحياة الحزبية التى تستحقها مصر والمصريون. الرئيس السيسى تحدث غير مرة عن أهمية الحياة الحزبية.

والكُتاب ومواطنون مهتمون بالشأن العام يتوقون إلى عودة ملامح الحياة لحفنة على الأقل من الأحزاب. والتاريخ القديم والمعاصر يخبرنا بأن الحركة والحراك فى الشأن الحزبى، وتوسيع هوامش الحياة العامة- وحبذا الحياة العامة نفسها- أمور تصب فى صالح الدول وقادتها وحكوماتها وأنظمتها ومعارضتها وشعوبها. التعددية رمانة ميزان، وصمام أمان، وطوق نجاة فى أوقات السلم والحرب والأزمات والاستقرار.

يمكن القول إن التعددية المنضبطة وحرية الرأى المسؤولة والقدرة على التعبير الواعية حماية وأمان للجميع. كما أنها وحدها القادرة على إحداث التوازن العاقل مع عوالم الحريات الهلامية على منصات التواصل الاجتماعى. هذا ليس تقليلًا من شأن التعبير الرقمى، أو مطالبة بفرض رقابة على المحتوى، فكلاهما كلام عقيم.

التمكين الرقمى واقع، لكن جزءًا منه تحوّل إلى واقع أليم، حيث الهبد والرَّزع الرقميان يُحدثان الضرر عبر أدوات عدة، مثل: الكتائب الإلكترونية وأصحاب المصالح الخبيثة، وغيرهما من القادرين على صناعة أكاذيب وفبركة أفكار ونظريات تتمتع بالجاذبية ولا تخلو من دقٍّ على أوتار مصاعب الحياة، وهو ما يخلق قاعدة جماهيرية يسهل تحريكها.

«توسيع مساحة المجال العام، وإتاحة أدوات التعبير الحقيقية على أرض الواقع، وتشجيع المصريين الذين هم الناخبون على الانخراط الفعلى لا الافتراضى فى حياة حزبية قوامها التعددية» فيها خيرٌ للجميع.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيها خير للجميع فيها خير للجميع



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon