الجماعات «شبه العسكرية»

الجماعات «شبه العسكرية»

الجماعات «شبه العسكرية»

 لبنان اليوم -

الجماعات «شبه العسكرية»

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

باستثناء مقاومة المحتل، ابتليت البشرية بفكرة الجماعات المسلحة خارج إطار الجيوش الوطنية.. منها ما ينشأ فى بدء الأمر لمساعدة جيوش الدول على محاربة العدو، أو التغلب على خارجين عن القانون فى أماكن أو ظروف لم يعتدها الجيش الوطنى.. ومنها ما ينشأ بمعرفة الدول، ولكنها تغض البصر عنها لأسباب تتعلق بسياسات ومصالح غير معلنة.

وقد تنشأ هذه المجموعات رغم إرادة دولة ما فى أوقات الأزمات أو التهديدات بأنواعها، مستغلة انشغال أجهزة الدولة فى التعامل مع هذه الأزمات.

هذه المجموعات والحركات تتكون من رجال، وربما نساء، وأحيانًا أطفال يأكلون ويشربون، بالإضافة إلى ترسانات الأسلحة التى هى «أكل عيشهم».. وهذا يعنى أن هذه الحركات «شبه العسكرية» تحتاج تمويلًا ما مستمرًا، وذلك لحين انتقاء السبب من قيامها، أو فقدان الممول الشغف أو الرغبة أو الإرادة فى استمرار التمويل.

أغلب هذه الحركات «شبه العسكرية» - باستثناء الحركات التى تنشأ لمقاومة المحتل الأجنبى - بعد انتهاء مهامها تتحول إلى معضلة أكبر، إذ يصعب، وأحيانًا يستحيل إعادة تأهيل أفرادها ليكونوا مواطنين عاديين.

وتتضاعف المعضلة حين تكون الحركة مرتبطة أو يتم تسويقها لجذب المقاتلين والمقاتلات باعتبارها جماعة أو حركة ذات أهداف عقائدية. فى هذه الحالة، تتنامى عقيدة لدى المقاتل «شبه العسكرى» بأنه يحمل لواء العقيدة، وأنه «مندوب مندوب» الله على الأرض، حيث المندوب الأول يكون الأمير أو الزعيم أو القائد. هؤلاء «المندوبون» يشكلون قوة عاملة مثالية للعصابات المستقبلية لإعادة تشغيلهم.

للأسف، إن دولًا عدة فى المنطقة العربية، وكذلك إفريقيا: ابتليت بهذه الجماعات، وتُرِكت ترعى فى أراضيها، تارة باسم الدين، وأخرى باسم الديمقراطية.. وهلم جرا.

قرأت مقالًا كتبه أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسنين توفيق إبراهيم، تحت عنوان «الفاعلون المسلحون من غير الدول».. وفيه أشار إلى أن تصاعد هذه الظاهرة أدى أدى إلى تحديات جوهرية للأمن والاستقرار على الصعيد الوطنى فى دول عدة، وكذلك على الصعيدين الإقليمى والدولى.

من «القاعدة»، إلى «داعش»، إلى مئات الجماعات الجهادية والتكفيرية، بل الديمقراطية، وأنصار فلان وألوية علان وكتائب ترتان.. تقدم كل من هذه الجماعات شبه العسكرية نفسها باعتبارها كيانًا ذا أهداف سامية وغايات عظمى.

واقع الحال يشير إلى أن دولًا عدة من حولنا، منها على سبيل المثال لا الحصر ليبيا وسوريا واليمن ولبنان والسودان وغيرها، واقعة فى قبضة الجماعات والحركات والمجموعات شبه العسكرية، هذه الجماعات والمجموعات لا تختفى من تلقاء نفسها بين ليلة وضحاها عبر التحرير أو الاستقلال أو الانتصار على الشر!.. تبقى وتورث من الأب والأم إلى الأبناء، ولنا فى عائلات الدواعش عبرة.

العِبرة من هذه الكلمات هى أن عقيدة مصر والمصريين - لأسباب تاريخية وأنثروبولوجية ونفسية وحضارية- بعيدة عن التشرذم العسكرى والتفكك المؤسسى وتحلل العقيدة الوطنية.

حمى الله مصر والمصريين، وأبعد عنها الفكر المعتل والعقائد الفاسدة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجماعات «شبه العسكرية» الجماعات «شبه العسكرية»



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon