متى لحق الضرر بالدين

متى لحق الضرر بالدين؟

متى لحق الضرر بالدين؟

 لبنان اليوم -

متى لحق الضرر بالدين

بقلم : أمينة خيري

متى لحق الضرر بالدين؟.. يوم قيل للمتدينين إن دينهم في خطر مستمر.. وإن العالم، شرقه وغربه وشماله وجنوبه، يتربص به.. وإن خروج أحدهم من الدين يستدعى الصراخ والعويل: «وادينااااه» «وامصيبتاااه».. وإن دخول أحدهم قادمًا من دين آخر هدف تم إحرازه في مرمى العدو.. وإن الإنسانية لا تحتمل سوى دين واحد وزى واحد وملامح متطابقة.. وإن «صباح الخير» مكروهة و«مساء الخير» مزدراة و«سعيدة» كفر.. وإن من يحشون كلامهم بـ«قال الله» و«قال الرسول (ص)» فهم وسطاء ربانيون بالضرورة وكادوا يكونون رسلًا، أحكامهم في المنزلة الثالثة بعد الله ورسوله. وفى هذه الجزئية أشير بكل ثقة ودون حرج إلى أن كلام هؤلاء باتت له الأولوية ويتمتع بالأسبقية قبل ما ورد في القرآن الكريم.. لماذا؟، لأن هؤلاء احتكروا الدين وأعلنوا قبل عقود أنهم الوكيل الحصرى لله، والموزع المعتمد الأوحد لدينه، و«وامصيبتاااه» صدقتهم الملايين.

لحق الضرر بالدين يوم قرر رؤساء مجلس إدارته الذين عينوا أنفسهم بأنفسهم أن يجعلوا من الدين ظاهرة شكلية صوتها عالٍ يصل إلى درجة الصراخ، وأحيانًا العويل والبكاء والشحتفة.. يوم قرروا أن يضعوا المريدين والتابعين في حال استنفار مستمر. تجد المتدين منهم وكأنه في حالة جاهزية مزمنة لخوض حرب ضروس. العدو دائمًا على الباب. العدو هو المختلف، حتى لو كان الاختلاف في شكل الأنف أو اتساع العين أو طرطقة الأذن.

لحق الضرر بالدين حين تمت شيطنة العقل. استخدامه يرقى إلى الكفر، وتحكيمه أقرب إلى الزندقة، وإزالة الصدأ عنه بين الحين والآخر معصية كبرى. ولذلك لحق أكبر ضرر بالدين حين تم وضع التعليم وفكر رؤساء مجلس إدارة الدين الذين عينوا أنفسهم بالقوة في خلاط «فرغلى بتاع العصير»، وباتا توأمًا ملتصقًا غير قابل للفصل. لحق الضرر بالدين حين تم نعت المطالبين بالفصل بأنهم أعداء الدين وكارهو المتدينين.

لحق الضرر بالدين حين أصبح الدين تجهمًا وعبوسًا وخشونة وعنفًا- إن لم يكن جسديًا فمعنويًا- حين تم تحريم كل مصدر للبهجة، فالموسيقى حرام، والغناء حرام، والألوان الزاهية حرام، والضحك حرام، والرياضة لهو حرام.. والقوس مفتوح.

لحق الضرر بالدين حين أصر رؤساء مجلس إدارته على شيطنة المرأة. النكاح.. النكاح.. ولا شىء إلا النكاح. ولأن النكاح يهيمن على الأدمغة، فصارت كل «أحكام» المرأة وتفسيراتها وبرامجها التلفزيونية (حتى اللحظة) نكاحًا في نكاح في نكاح.

لحق الضرر بالدين حين تم تحويل «رجال» دين إلى أولياء. منهم من رحل عن دنيانا، وهو كغيره من البشر له ما له وعليه ما عليه، قبل سنوات قليلة أو كثيرة، لكن صار قبره ضريحًا يتمسح به بسطاء العقل، وصوره على باصات النقل العام، وكلامه عن الآخر الكافر والعلاج المرفوض والمرأة الشيطانة و«خروجها للعمل لا يكون إلا لعلة» والقوس مفتوح في عام 2022.. ولحديث الضرر بقية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى لحق الضرر بالدين متى لحق الضرر بالدين



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon