أمة فى أزمة

أمة فى أزمة

أمة فى أزمة

 لبنان اليوم -

أمة فى أزمة

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

فرق شاسع بين الخصوصية والانعزال. واختلاف كبير بين الاندماج والانصهار. ولدىّ يقين بأن «الأمة» الإسلامية فى أزمة كبرى وكارثة عظمى، لا لفقر دولها، ولا لمرض أبنائها، باستثناء ظروف الاقتتالات الأهلية والصراعات الطائفية والحروب الأممية الدائرة على جانب من أراضيها، وهى الظروف التى تدفع إلى النزوح واللجوء والهجرة وما يتبع ذلك من ظروف حياتية بالغة القسوة تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية. كما أن أزمتها وكارثتها لا تنبعان من نضوب الإمكانات الفكرية والقدرات الإبداعية، فبين أبنائها من هم قادرون على الإبداع والابتكار والإنتاج، حال تمت إزالة العوائق والموانع المنيعة المشيدة منذ الصغر. هذه العراقيل والسدود تضع حدًا أقصى للفكر والنقد لا يمكن تجاوزه فى أغلب الأحوال.

عمومًا، تبقى كارثة «الأمة» المأزومة مشكلة داخلية على «الأمة» التعامل معها. لكن ماذا عما تصدره «الأمة» لغيرها من الأمم من أبنائها لأسباب شتى تتراوح بين البحث عن مستوى اقتصادى أوفر، أو إمكانية تعليم أحسن، أو فرصة عمل أفضل، أو ظروف حياتية أرقى. ولم أسمع من قبل عن مهاجر اقتصادى أو لاجئ أو نازح توجه إلى وطن غير وطنه ليرتقى بأحوال دولة المهجر أو يلقن أبناءها عقيدة أو ثقافة أو أسلوب حياة أفضل.

ربما يحدث ذلك إن كان المهاجر نموذجًا يحتذى من علم وثقافة وأخلاق تدفع من حوله إلى البحث فى العوامل الثقافية التى جعلت منه نموذجًا فذًا ألمعيًا استثنائيًا فريدًا مميزًا منقطع النظير لينهل من علمه أو عمله أو تركيبته العقائدية أو الفكرية. واقع الحال يشير إلى أن جانبًا غير قليل من صادرات «الأمة» إلى دول المهجر واللجوء والنزوح على الجانب الآخر من الكوكب تميل إلى التمتع بكل ما تملكه وتقدمه دولة المهجر من مميزات وخدمات وحقوق مع تشييد حوائط أسمنتية حول عاداته وتقاليده وثقافته، سواء الاجتماعية أو الدينية. وواقع الحال يشير كذلك إلى أن قطاعًا غير قليل من صادراتنا من جيل أول وثان وثالث تتم تغذيته بشكل أو بآخر بأنه- سواء بسبب معتقده أو أصوله العرقية- الأعظم والأفضل وصاحب المعتقد الوحيد الحق وكل ما ومن عداه هو شر مطلق وضلال كامل.

ومع تنامى هذا الشعور بدأت عمليات حقن بعض صادراتنا البشرية فى الغرب بأفكار مفادها ضرورة الانتقال إلى الخطوة التالية ألا وهى فرض سطوتهم الثقافية والفكرية على دولة المهجر أو اللجوء تقربًا لله. وليتهم حاولوا فعل ذلك بالحوار أو التقارب أو النقاش، لكن البعض من الأجيال الجديدة تربى على خطاب دينى زين العنف وزرع الكراهية، فخرج ضعيفًا هشًا لا يعرف من سبل رد الإساءة إلا الذبح والطعن. وتكتمل عناصر الأزمة برد الداخل، حيث بيانات ظاهرها استنكار وقلبها تضامن مع الفعل، حيث «ما هو إنتوا اللى دفعتونا لكده». على «الأمة» أن تحل أزمتها قبل أن تهرع لحل أزمات غيرها.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمة فى أزمة أمة فى أزمة



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon