من يدسّ السمّ في «الكرواسان»

من يدسّ السمّ في «الكرواسان»؟

من يدسّ السمّ في «الكرواسان»؟

 لبنان اليوم -

من يدسّ السمّ في «الكرواسان»

عماد مرمل
بقلم : عماد مرمل

يستمر السباق بين عجلات الوقت وأحصنة المبادرة الفرنسية، وسط تهيّب الجميع الإعلان عن إخفاق المبادرة، لغياب البدائل التي يمكن أن تعوّض عنها. إزاء هذا التهيّب لنعي المبادرة الفرنسية رسمياً، يستمر تمديد مهلتها الحكومية مرة تلو الأخرى، بتواطؤ من الجميع الذين لا يملك اي منهم جواباً واضحاً حول سيناريو ما بعد سقوط المسعى الفرنسي.

والمفارقة، انّ المبادرة التي وُجدت لإنقاذ لبنان أصبحت تحتاج إلى من ينقذها وانتشال صاحبها من المستنقع اللبناني، الذي سبق له تطويع اكبر الرؤوس والجيوش. والمفارقة الأخرى، انّ احداً في الداخل لا يستطيع أن يتحمّل جهاراً تبعات إعدام المبادرة، ولا احد جاهز أيضاً لدفع ثمن نجاحها.

عطلة نهاية الاسبوع لم تليّن موقف الثنائي الشيعي، الذي وضع حقيبة المالية ومبدأ تسميته للوزراء الشيعة خارج النقاش، لاسيما بعدما تيقن من انّ الرئيس ايمانويل ماكرون هو برّاء من «الاكسسوارات السياسية» التي أُضيفت الى الطبعة الأصلية لمبادرته. معادلة الثنائي استقرّت على النحو الآتي: اما نُعطى ما نطالب به واما شكّلوا من دوننا اذا استطعتم.

ولئن كان البعض يعتبر انّ هذه المعادلة تنطوي على نوع من التحدّي، فإنّ القريبين من الثنائي يرون انّ لديه كامل الحق في طرحها، انطلاقاً من كونه يملك كتلة نيابية وازنة عددياً وحاسمة ميثاقياً، وبالتالي يندرج في صميم قواعد اللعبة البرلمانية والديموقراطية، ان تضع كتلة بهذه المواصفات شروطاً للانضمام الى الحكومة ومنحها الثقة، فإن تمّت تلبية تلك الشروط حصل خيرٌ، وإن رُفضت يجب على من رفضها ان يكون جاهزاً او متوقعاً للسيناريو التالي.

وقد أتى كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي المرتفع السقف، والردّ الحاد من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ليضيفا ابعاداً شديدة الخطورة الى المشهد العام الذي اتخذ، من ناحية، طابع الاصطفاف المذهبي، ومن ناحية اخرى، طابع الاصطفاف الطائفي.

َوبينما يتعرّض تحالف حركة «امل» - «حزب الله» إلى اتهامات من جهات عدّة بأنّه يتعمّد تعطيل مسعى ماكرون، تؤكّد اوساط قيادية في الثنائي الشيعي، انّه كان ولا يزال يدعم المبادرة الفرنسية ويسعى الى انجاحها، «لكن المشكلة تكمن في أنّ هناك من يحاول تأويل محتواها وتفسيره، بما ينسجم مع بعض الحسابات والمصالح». وتنبّه الاوساط، أولئك الذين «يكبّرون الحجر ويحمّلون المسعى الفرنسي حمولة زائدة، الى انّهم يخاطرون بإسقاط واحدة من أهم المبادرات الإنقاذية حيال لبنان».

وتستشهد الاوساط بحصيلة لقاء مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» عمار الموسوي مع السفير الفرنسي في بيروت، لتثبت انّ هناك من «حاول أن يدسّ السمّ في «كرواسان المبادرة». إذ انّ السفير أوضح لممثل الحزب رداً على استفساراته، بأنّ المبادرة لا تتضمن المداورة، ولا تلحظ تشكيل حكومة من 14 وزيراً، ولا تعطي الرئيس المكلّف حق تسمية الوزراء، ولو كانت تحوي اموراً من هذا القبيل ما كنا لنوافق عليها في الأساس».

وتشدّد الاوساط، على أنّ تمسّك «الثنائي» بحقيبة «المالية» وبتسمية الوزراء الشيعة هو ليس موقفاً نهائياً وحسب، «بل انّه خارج دائرة التفاوض اصلاً، ومن يظن انّ ضغط المِهل او سيف العقوبات يمكن أن يدفعا الحركة والحزب الى التراجع في اللحظة الأخيرة انما يضيّع وقته».

َوتستغرب الاوساط، كيف أنّ الرئيس المكلّف ورؤساء الحكومات السابقين، يعطون لأنفسهم حق تسمية وزراء الشيعة والدروز والموارنة والارثوذكس، ومنع تلك المكونات من اختيار وزرائها، بينما مصطفى أديب في حدّ ذاته سمّاه نادي رؤساء الحكومات السابقين، ووافقت عليه الكتل الأخرى، فلماذا لا يتمّ اعتماد هذا المعيار مع «الثنائي»، بحيث يقترح هو الوزراء الشيعة، فيقبلهم او يرفضهم الرئيس المكلّف، إلى أن يتمّ التوافق معه على أسماء مقبولة من الطرفين».

وتعتبر الاوساط، انّه كان ينبغي على «الرئيس المكلّف ومن هم خلفه، ان يطلبوا منا ومن غيرنا تسمية افضل الوزراء الممثلين لطوائفهم، وهذا مطلب محق ومشروع. اما مصادرة التسمية والتمثيل فلا يمكن القبول بها». وتشير الاوساط، الى انّ «ما يطلبه المكوّن الشيعي لنفسه يريده ان ينسحب أيضاً على المكونات السياسية او الطوائف الاخرى، التي يجب أن يطلب منها الرئيس المكلّف اقتراح افضل من لديها لتسلّم المسؤوليات الوزارية، لا ان يفرض أسماء عليها».

وتكشف الاوساط، انّ «الثنائي» مستعد ان يقترح لـ«المالية» والحقائب الاخرى التي ستُسند اليه، اسماء مستقلة عن حركة «امل» و»حزب الله»، وتتناسب مع كون الحكومة المفترضة هي حكومة مهمة مكونة من اختصاصيبن، «لكن ان يتولى غيرنا التسمية بالنيابة عنا، فهذا امر يتعارض مع جوهر الدستور الذي يلحظ تمثيل الطوائف بشكل عادل في مجلس الوزراء».

وتوكّد الاوساط، انّ «الثنائي» يؤيّد اعتماد المداورة خارج «المالية» التي هي جسره الوحيد الى الشراكة في السلطة الاجرائية والقرار التنفيذي. وعلى الرغم من الخلاف المستجد بين الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري حول الملف الحكومي، الّا انّ الاوساط تلفت الى انّ هناك علاقة قديمة تربط بري مع آل الحريري، بدءاً من الاب وصولاً الى الابن، وهو حريص على عدم انهيار هذه العلاقة، بمعزل عن الأزمة الحالية ورفضه طريقة مقاربة الحريري لمسألة تشكيل الحكومة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يدسّ السمّ في «الكرواسان» من يدسّ السمّ في «الكرواسان»



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon