غسان كنفاني «معارج الإبداع» والنصوص الأولى للكتاب
أخر الأخبار

غسان كنفاني: «معارج الإبداع» والنصوص الأولى للكتاب

غسان كنفاني: «معارج الإبداع» والنصوص الأولى للكتاب

 لبنان اليوم -

غسان كنفاني «معارج الإبداع» والنصوص الأولى للكتاب

عادل الأسطة
بقلم : عادل الأسطة

آخر ما صدر للكاتب غسان كنفاني هو كتابه «معارج الإبداع» ويضم «ما لم ينشر من الكتابات الأولى له، وتحديداً كتاباته ما بين ١٩٥١ - ١٩٦٠، وقد أعدها أخوه عدنان الذي كتب للكتاب مقدمة قال فيها إنه مهما كان منحازاً فغسان رحمه الله «لم يعد ملكاً لأسرته»، فلقد أصبح شخصية عامة ورمزاً أدبياً ومناضلاً صلباً حتى آخر لحظة في حياته «وقد» حاكى هموم الناس.. وعبر عن صمودهم وأمنياتهم وتمسكهم بثوابتهم الوطنية والقومية....».

ضم القسم الأول، وهو يقع في ستين صفحة، تسع قصص قصيرة كتبها غسان في العامين ١٩٥١ و١٩٥٢ - أي يوم كان في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من عمره.
القصص التسع عناوينها هي البطل الصغير وست رصاصات وقسوة القدر و»مأساة... ودموع» و»حب ووفاء» والشيطانة العجوز وحنان يترعرع والمدينة المسمومة والسارق.

ويثير قارئ هذه القصص، التي جمعها غسان في دفتر كان ينوي نشره، العديد من الأسئلة، والقصص تذكر بكتاب كثر كانت لهم مواقف من أعمالهم المبكرة غالباً ما يشير إليها الدارسون، وإن لم تخني الذاكرة فقد أتيت على قسم منها في غير مقال ولم أتوقف أمام قسم آخر. وقبل أن آتي على تلك المواقف أود أن أشير إلى بعض الملاحظات حول القصص التسع:

- إن حضور الموضوع الفلسطيني فيها نادر، والقصة التي تدور حول الموضوع الفلسطيني هي «ست رصاصات» وهي قصة تتجلى فيها مقاومة الاستيطان اليهودي.
- أكثر القصص تدور حول موضوع الفقر المدقع.
- عدم تمكن غسان من النحو تمكناً تاماً.
- تبدو القصص أقرب إلى موضوعات إنشاء مصوغة بأسلوب قصصي.
ما سبق ينبغي أن ينظر إليه في ضوء ما ذكر وهو أن الكاتب كان طالب مدرسة إعداديا.

ثمة سؤالان يراودان القارئ هما:

- لماذا لم ينشر غسان هذه القصص في حياته؟
- ولو امتد العمر بكاتبها فهل كان سيقدم على نشرها؟

هناك حالات مشابهة نعرفها لأدباء امتد بهم العمر كتبوا أعمالاً في سن مبكرة، منهم من نشرها وندم ثم تخلى عنها، مثل محمود درويش في ديوانه الأول «عصافير بلا أجنحة» ١٩٦٠، فقد كتبه وهو في السابعة عشرة ثم تجاهله لاحقاً، ومنهم عبد الرحمن منيف الذي كتب مجموعتين قصصيتين هما «الباب المفتوح» و»أسماء مستعارة» ورواية هي «أم النذور» ولم ينشرها في حياته، وإنما أقدمت زوجته، بعد وفاته، على نشرها، دون أن يحقق النشر رواجاً. قضية الاكتمال المبكر لدى الكتاب قضية طالما أثيرت. هل يولد الكاتب مكتملاً؟

نادراً ما ولد الكاتب مكتملاً، ونادراً ما كان كل كاتب مثل الشاعر الفرنسي (رامبو) الذي يشار باستمرار إلى أنه ولد مكتملاً، فكتب أشعاره في وقت مبكر من حياته، ثم توقف عن قول الشعر نهائياً. حالة (رامبو) نجدها لدى أدباء آخرين مثل مظفر النواب في «وتريات ليلية» واميل حبيبي في «سداسية الأيام الستة» و «الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل».

محمود درويش غالباً ما كان يكرر أنه ولد على دفعات، ولهذا حذف ديوانه الأول وقسماً من قصائد «أوراق الزيتون» وأخذ في تسعينيات القرن ٢٠، في المقابلات التي أجريت معه، يردد أنه لو أتيحت له الفرص لتخلى عن الكثير من أشعاره.

سؤال البدايات صار يتكرر على ألسنة بعض الشخصيات الروائية كما في رواية إبراهيم نصر الله الأخيرة «مأساة كاتب القصة القصيرة» فكاتب القصة يكتب :»فإن علي أن أعترف أنني بدأت حياتي قاصاً دائرياً، أو شبه دائري».

هل كتب غسان كنفاني الشعر؟

السؤال لم يثر من قبل ونحن لا نعرف للكاتب الذي كتب مقالات نقدية حادة وساخرة في نقد الشعر، أعيد نشرها في كتاب «فارس.. فارس»، وكتب أيضاً دراستين في شعر الأرض المحتلة، نحن لا نعرف أنه كتب الشعر، ولكن «معارج الإبداع» يفاجئنا بقصيدتين من الشعر الحديث تبدوان عاديتين، ولعل غسان عرف مبكراً أنه ليس شاعراً وأنه لن يكون له مستقبل شعري.
ثمة أسئلة أخرى يمكن إثارتها ولكن المساحة محدودة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غسان كنفاني «معارج الإبداع» والنصوص الأولى للكتاب غسان كنفاني «معارج الإبداع» والنصوص الأولى للكتاب



GMT 09:13 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بالفصحى

GMT 09:06 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

حالة انتخابية في أميركا

GMT 09:03 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

في معنى الاحتفاء بالمؤرخ ابن عيسى

GMT 08:58 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

البناء والهدم وتعريف النصر

GMT 08:53 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تقرير أمريكا

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon